يهل علينا العيد الكبير عيد الأضحي المبارك فيحضن قلوبنا ويعضد سواعدنا لأنها قلوب مؤمنة بالخير, وسواعد تعمل لخير مصرنا الغالية, ويدفعنا شعورنا بالأمل أن نرسم خطي المستقبل الزاهر بأمر الله فيكون العيد علي هذا الأساس الاطار الاجتماعي الذي تحتضنه ثورة25 يناير المجيدة, التي جعلتنا نفرح ونشعر ببهجة العيد.... ولنا من خلال ثورتنا المباركة في أوان العيد الدروس المستفادة... تلك الدروس تتفاعل بدورها مع أحداث العيد الكبير عيد الأضحي المبارك... * ويكون الدرس الأول: اننا من خلال ثورتنا المباركة تعلمنا قيمة السلام والحنو والتفاعل والتآزر نحو تحقيق هدف مشترك كما يعلمنا درس الحج كيف نطوف معا ونسعي في طريق الخير ونتطلع إلي رب العالمين بدعوات طيبة مخلصة, تماما كما يفعل الثوار فهم كانوا يتطوفون بميدان التحرير, يتكاتفون ضد قوي الشر والفساد, يدعون إلي الله أن يزيح عنهم الغمة ويجعل لهم من أمرهم رشدا... واستجاب الله لهم ونصرهم وتوصلوا إلي ما يمكن أن يصل إليه الإنسان المخلص... فالله ينصر من ينصره, ويحقق له الخير والنماء. * وكان الدرس الثاني: اننا لابد وأن نتعلم كيف نواجه العنف لأن العنف يتنافي مع لغة العقل والمنطق والثوار الأبرار لابد وأن يعتمدوا علي التسامح والتفاهم بعيدا عن نشر الفوضي والبلطجة, حتي لا تظهر الاضطرابات السلوكية عندما يخرج السلوك علي السائد المألوف من القيم * الدرس الثالث: يعلمنا من النهضة الثورية كيف نتعاون وكيف تسود المحبة بيننا, والتطلع إلي الآخرين بأمانة ومودة بعيدا عما يؤذي الآخرين وكان هذا الاتحاد الوجداني معلنا عن بهجة العلاقات الاجتماعية.... تماما كما نشعر ببهجة العيد الكبير * وتعلمنا من خلال ثورتنا المباركة كيف نستند إلي القيم الدينية الرشيدة بعيدا عن التعصب أو الجمود, فالفكر الديني هو الأساس المتين الذي يجمع أفراد المجتمع ويدفعهم إلي العمل الصالح والالتزام القويم الذي من شأنه أن ينسج شبكة العلاقات الاجتماعية السليمة الصافية ويحقق التماسك الاجتماعي. * ثم ظهر لنا في مفهوم العيد الكبير سلوك التضحية ذلك السلوك الذي تعلمنا من خلاله كيف ضحي شهداء الثورة بأرواحهم في سبيل تحقيق الأمل الجديد ذلك الذي تبلور في التمسك بالقيم والمواطنة التي تعبر عن الانتماء.... وحب الوطن العزيز مصر. * وكان لنا من خلال ثورتنا المباركة كل ما يجعلنا في الصورة المرموقة التي تعبر عن روح التقدم والازدهار, فأعطينا العلم قيمته واعترفنا بأصحاب الخبرات, ووقرنا كبار السن لأنهم المرجع الرئيسي والأساسي لتدعيم خطوات الشباب تماما كما استجاب سيدنا إسماعيل لوالده وارتضي أن يذبح وعظم موقفه بالصبر والطاعة لوالده الأمين وكان نصر الله العظيم الذي افتداه بذبح عظيم صار سنة وفريضة. * وتظهر بهجة العيد الكبير من خلال الاطار الثوري الذي نعيش بين جوانبه فكل منا يحلم بالنهضة ويتطلع إلي الأفضل ويرجو من الله التوفيق والسداد علي أن تكون نهضة مصر تعتمد علي العمل والاعجاز والسعي المستمر. * علمنا العيد بمساره العظيم وأوانه المرشد أن نتعاطف مع بعضنا البعض بعيدا عن القسوة في المعاملات, وأن نحب بعضنا البعض وأن تكون الابتسامة متبادلة بيننا بحيث يتم لنا من خلال هذا الحب كل ما يجعل مجتمعنا عظيما ومصرنا الغالية متقدمة وزاهية لتتكون لنا شبكة العلاقات الاجتماعية السليمة * وتعلمنا من خلال العيد الكبير نهتم ببعضنا البعض وكيف نتراحم ونتعاون ونعمل علي سعادة الآخرين من خلال جبر خاطرهم, لأن جبر الخاطر معناه ان الانسان يحتاج في تعامله مع الآخرين إلي ضرب من ضروب الوصال الوجداني الذي يجعله يتعامل وهو آمن مطمئن, وأن هناك قدرا من التفاهم والتفاعل, وبهذا الشعور الراقي( جبر الخاطر) نستشف من العيد الكبير كيف ننمي عواطفنا للآخر فمن يلجأ إلينا طالبا مكرمة فعلينا أن نقدمها فورا لننشر السعادة ونعمم بهجة العيد فالعطاء هو الأساس والتراحم بين بعضنا البعض من أهم الأسس التي تدعمنا وتسعدنا. * وعلينا أن ننشر في معاملاتنا مفهوم العشم ذلك المفهوم الذي يترجم من خلال سلوك الأفراد علي أرضية من المودة والمحبة الخالصة يلعب فيها الايثار دورا مهما وتتضاءل أمامه كل عوامل الأنانية والآثرة والبغض والكراهية تلك هي ملامح ثورتنا في غضون العيد الكبير, تعتمد علي انتشار الحب وتوظيف الارادة الخيرة فالحب لا يعرف الشر ولا يسعي إلا لتحقيق السعادة اذا كان مبنيا علي أصول ومودة واحترام واخلاص وتضحية وايثار.. وهكذا يكون العيد وهكذا تتجلي بهجته.... وعلينا أن نحرص علي بهجة ثورتنا من خلال العمل الجاد والمودة الخالصة وايجابية العلاقات الانسانية, والالتزام بالحب... لأن الحب لا يوجد إلا بقدر العمل المخلص المتبادل بين الحبيب ومحبوبه ولابد وأن يكون هذا العمل نابعا من قلوب متآزرة متماسكة متعاونة وكل عام وأنتم بخير وعيدنا الكبير يجسد قيمة وأهمية ثورتنا المباركة.