الأضحية وهي الشاة يضحي بها يوم الأضحي بمني وغيره. والأضحية سنة واجبة علي أهل كل بيت مسلم قدر أهله عليها, وذلك لقوله تعالي:( فصل لربك وانحر) الكوثر:2. وقول الرسول صلي الله عليه وسلم: إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء وعن أبي هريرة, أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من كان له سعة, ولم يضح, فلا يقربن مصلانا وقول ابن عمر: هي سنة ومعروف. وأما فضلها فيتضح من قول عائشة, ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلي الله عز وجل, من هراقة دم, وإنه ليأتي يوم القيامة, بقرونها, وأظلافها, وأشعارها, وإن الدم, ليقع من الله عز وجل, بمكان قبل أن يقع علي الأرض فطيبوا بها نفسا. وحكمتها: أ التقرب إلي الله تعالي بها, إذ قال سبحانه:( فصل لربك وانحر) الكوثر:2, وقال عز وجل:( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له) الأنعام:162 163, والنسك هنا هو الذبح, تقربا إليه سبحانه وتعالي. ب إحياء سنة إمام الموحدين إبراهيم الخليل( عليه السلام) إذ أوحي الله إليه أن يذبح ولده إسماعيل( عليه السلام), ثم فداه بكبش فذبحه بدلا عنه, قال تعالي:( وفديناه بذبح عظيم) الصافات:107. ج إشاعة الرحمة بين الفقراء والمساكين, والتوسعة عليهم. وشكر الله تعالي علي ما سخر لنا من بهيمة الأنعام, قال تعالي:( فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم) الحج:36 37. ولكن هناك بعض الشروط التي يجب أن تتوافر حتي تكون الأضحية مقبولة عند الله تعالي: مثل أ سنها: لا يجزيء في الأضحية من الضأن أقل من الجذع, وهو ما أوفي سنة أو قاربها, وفي غير الضأن من الماعز والإبل والبقر لا يجزيء أقل من الثني, وهو في الماعز ما أوفي سنة ودخل في الثانية, وفي الإبل ما أوفي أربع سنوات ودخل في الخامسة, وفي البقر ما أوفي سنتين ودخل في الثالثة. ب سلامتها: فعن علي, قال: أمرنا رسول الله عليه وسلم أن نستشرف العين, والأذن( أي نبحث عنهما ونتأمل في حالهما لئلا يكون فيهما عيب). فلا يجزيء في الأضحية سوي السليمة من كل نقص في خلقتها, فلا تجزيء العوراء ولا العرجاء ولا العضباء( أي مكسورة القرن من أصله أو مقطوعة الأذن من أصلها) ولا المريضة ولا العجفاء( وهي الهازل التي لا مخ فيها), فعن عبيد بن فيروز, قال: قلت للبراء بن عازب: حدثني بما كره, أو نهي عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم من الأضاحي فقال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: هكذا بيده, ويدي أقصر من يده أربع لا تجزيء في الأضاحي: العوراء, البين عورها, والمريضة, البين مرضها, والعرجاء, البين ظلعها, والكسيرة, التي لا تنقي قال: فإني أكره أن يكون نقص في الأذن, قال: فما كرهت منه, فدعه, ولا تحرمه علي أحد ج أفضلها: أفضل الأضحية ما كانت كبشا أقرن فحلا أبيض يخالطه سواد حول عينيه وفي قوائمه, إذ هذا هو الوصف الذي استحبه رسول الله صلي الله عليه وسلم وضحي به فعن أبي سعيد الخدري: ان رسول الله صلي الله عليه وسلم ضحي بكبش أقرن فحيل يأكل في سواد, وينظر في سواد, ويشرب في سواد د وقت ذبحها: وقت ذبح الأضحية صباح يوم العيد بعد الصلاة, أي بعد صلاة العيد فلا تجزيء قبله أبدا, لقوله صلي الله عليه وسلم: عن البراء, ان رسول الله صلي الله عليه وسلم خطب يوم النحر فقال: إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء. أما بعد يوم العيد فإنه يجوز تأخيرها لليوم الثاني أو الثالث بعد العيد, عن جبير بن مطعم, عن النبي صلي الله عليه وسلم, كل أيام التشريق ذبح ه ويحذر علي من عزم علي الأضحية: ويكره كراهة شديدة أن يأخذ من شعره أوأظفاره شيئا, وذلك إذا أهل هلال شهر ذي الحجة حتي يضحي لقوله صلي الله عليه وسلم: عن سعيد بن المسيب, عن أم سلمة, أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم هلال ذي الحجة, وأراد أحدكم أن يضحي, فليمسك عن شعره وأظفاره. ك حسن الذبح, حيث إن الله تعالي كتب الإحسان علي كل شيء, بحيث يجب علي المسلم أن يكون رحيما أثناء ذبحه لأضحيته أو غيرها من الذبائح, وذلك بضرورة سن شفرته جيدا, وألا يذبح ذبيحة أمام أختها أو غيرها, فعن شداد بن أوس, أن رسول الله صلي الله عليه وسلم, قال إن الله عز وجل كتب الإحسان علي كل شيء, فإذا قتلتم, فأحسنوا القتلة, وإذا ذبحتم, فأحسنوا الذبح, وليحد أحدكم شفرته, وليرح ذبيحته وفي النهاية نقول لكل من عجز عن أن يضحي من المسلمين أنه نال أجر المضحين, وذلك لأن النبي صلي الله عليه وسلم ضحي بأحد كبشين عن أمته, فعن عائشة, أو عن أبي هريرة, أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يضحي, اشتري كبشين عظيمين, سمينين, أقرنين, املحين موجوءين, فذبح أحدهما عن أمته, لمن شهد لله, بالتوحيد, وشهد له بالبلاغ, وذبح الآخر عن محمد, وعن آل محمد صلي الله عليه وسلم.