جاي ترجع تذكرة؟!.. سؤال تكرر عشرات المرات من المسافرين في محطة مصر خاصة هؤلاء المتجهين لمحافظات وجه قبلي الذين يصلون الليل بالنهار في محطة مصر بحثا عن تذكرة. إنها المهمة المستحيلة التي يعجز المسئولون كل عام عن حلها, ففي الوقت الذي يتحدث فيه وزير النقل عن توفير القطارات, وزيادة عدد العربات خلال أيام العيد بما يتلاءم مع عدد المسافرين في موسم مثل عيد الأضحي, وعن التحكم بقدر كبير في الأزمة التي تتكرر كل عام وكذلك تصريحات ووعود رئيس هيئة السكك الحديدية بنظام جديد في حجز التذاكر يضمن انتهاء ظاهرة تذاكر السوق السوداء.. هو ذلك الوقت الذي تشهد فيه محطة مصر أكثر فتراتها زحاما, حيث تمتد الطوابير أمام شباك التذاكر قبل ان تتحول لمجموعات تبحث عن حل بعد صدمة بدء الحجز تاسع يوم العيد!. هذه الصدمة التي تحدثت عنها ملامح مصطفي أحمد قبل لسانه, هذا الرجل المتجه إلي الأقصر فبعد انتظار دام شهورا للحصول علي إجازة من عمله ليسافر إلي أسرته خلال أيام العيد فوجئ بأن مفيش تذاكر والحجز يبدأ تاسع يوم العيد.. هكذا كان رد موظف شباك التذاكر عليه, ليقف بعدها في انتظار أي شخص يأتي علي رصيف11 ليعيد تذكرة سفره. ليقاطعه عبد الآخر محمد المهدي قائلا: أنا بايت في المحطة من امبارح عشان ألاقي تذكرة, ويقول إنه يبحث عن تذكرة سفر إلي الأقصر, مؤكدا أنه جاء إلي المحطة منذ فجر أمس الأول ومازال يمكث فيها عسي أن يعيد أحدهم تذكرته أو ينتهي به الأمر للحصول علي تذكرة من السوق السوداء مهما كان الثمن. ويقول عبدالآخر هذا الرجل الذي كان يقف مستندا إلي عكازه أتيت إلي القاهرة لإجراء الفحوصات اللازمة لقدمي وفي كل مرة أري العذاب حتي أتمكن من الحصول علي تذكرة العودة للأقصر, الأمر الذي يؤكد صعوبة الحصول عليها الآن لأننا في موسم العيد. مصطفي كامل الذي ظل يسأل الموجودين أمام شباك التذاكر دون كلل عمن يرغب في بيع تذكرته, حيث إنه يرغب في السفر إلي سوهاج, أكد أنه علي استعداد لشراء تذكرة من السوق السوداء, رغم أن سعر التذكرة يزيد لأكثر من الضعف ولكن هذا هو حال الموسم والأعياد( علي حد قوله). ويضيف كريم أحمد أن التذكرة التي يبلغ ثمنها34 جنيها تصل في السوق السوداء إلي120 جنيها, أما في الأيام العادية فالزيادة تتراوح ما بين10 و20 جنيها, ويقول إنه يقوم البعض بركوب القطار دون حجز تذكرة مع دفع قيمة التذكرة بالإضافة إلي الغرامة مما يحدث تكدسا رهيبا داخل القطار. وأكد أن زحام المحطة قل كثيرا عن الأيام الماضية التي كانت تشهد مشاجرات كبيرة أمام الشباك للحصول علي تذكرة وأصبح الشجار الوحيد بينهم الآن علي راكب جاي يرجع تذكرة. وبعيدا عن رصيف11 وشباك تذاكر الوجه القبلي كان الحال أفضل قليلا أمام شباك تذاكر الوجه البحري الذين لم يروا المعاناة نفسها نظرا لقلة المسافة وعدم الاعتماد علي القطار وحده للسفر, حيث أوضح أيمن مصطفي أنه أتي برفقة أخيه المسافر إلي الإسكندرية, مؤكدا أن تذاكر وجه بحري لا يوجد بها مشكلة علي عكس الوجه القبلي الذين يبحثون بالأيام عن تذكرة واحدة دون جدوي.