تزامنا مع احتفالات عيد القيامة، البابا تواضروس يترأس قداس خميس العهد    بالأسماء، وزير الداخلية يأذن ل 21 مواطنا بالحصول على الجنسيات الأجنبية    «بحر البقر».. أكبر محطة بالعالم لمعالجة الصرف الزراعى بسيناء    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    المشاط: استمرار التنسيق بين الجهات الوطنية والاتحاد الأوروبي لدفع جهود الإصلاح الاقتصادي    «الإسكان»: جاري تنفيذ 64 برجاً سكنياً و310 فيلات بمشروع «صواري»    رئيس الوزراء يبحث مع شركات كوريا الجنوبية سبل تعزيز استثماراتها في مصر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    «الأهلي للصرافة» تجذب حصيلة 6.9 مليار جنيه خلال شهر أبريل    وزير التعليم العالي يستقبل مدير المجلس الثقافي البريطاني لبحث آليات التعاون المُشترك    شيخ الأزهر ينعي الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    جيش الاحتلال يقصف مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    سفير روسي: اتهامات أمريكا لنا باستخدام أسلحة كيميائية «بغيضة»    غضب الله.. البحر الميت يبتلع عشرات المستوطنين أثناء احتفالهم على الشاطئ (فيديو)    الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني وتدمير 12 طائرة مسيرة كانت تستهدف مناطق في العمق الروسي    تفاصيل جلسة جوميز مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة البنك الأهلي    بايرن ميونخ يكشف حقيقة اتصالات ريال مدريد لضم ديفيز    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع خادم دياو بديل معلول    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    حالة الطقس اليوم الخميس.. أجواء معتدلة على أغلب الأنحاء    تفاصيل مصرع سيدة ونجاة زوجها في حريق شقة بحلوان    تحرير 11 محضرًا تموينيًا لأصحاب المحال التجارية والمخابز المخالفة ببلطيم    العثور على جثتي أب ونجله في ظروف غامضة بقنا    مصرع طالب صدمته سيارة مسرعه أثناء عودته من الامتحان ببورسعيد    أخصائية تربية تقدم روشتة لتقويم سلوك الطفل (فيديو)    الفنان ياسر ماهر ينعى المخرج عصام الشماع: كان أستاذي وابني الموهوب    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تامر حسني يدعم بسمة بوسيل قبل طرح أغنيتها الأولى: كل النجاح ليكِ يا رب    بعد أزمة أسترازينيكا.. مجدي بدران ل«أهل مصر»: اللقاحات أنقذت العالم.. وكل دواء له مضاعفات    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال أبريل 2024    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د‏.‏محمود عباس‏:‏الجدل حول تطبيق الشريعة في تأسيسية الدستور يثير العجب

ارتبط الناس خلال السنوات الماضية بالبرنامج الشهير‏:‏ القرآن وقضايا العصر الذي يقدمه الدكتور محمود عباس وكيل كلية اللغة العربية الأسبق
في إذاعة القرآن الكريم أربعة أيام أسبوعيا‏..‏وفيه يتناول قضايا شائكة وكيف يتناولها القرآن الكريم‏..‏
حاورناه حول القضايا الحالية التي تمر بها البلاد‏,‏ مثل ردود الفعل حول الفيلم المسئ‏,‏ وكيف نعيد دور الأزهر المفقود‏,‏ وماهو التشخيص الحالي للواقع المصري‏..‏وماذا حقق حوار الأديان حتي الأن‏..‏وكيف نعيد للخطاب الإسلامي قوته‏..‏ ولماذا الجدل الثائر حاليا في الجمعية التأسيسية للدستور حول الشريعة الإسلامية فكانت إجاباته في الحوار التالي‏...‏
‏*‏ كشف الفيلم المسئ للرسول صلي الله عليه وسلم عن أن تصرفات المسلمين مجرد ردود أفعال‏..‏فما تعليقكم؟
‏**‏ الشعوب التي تبني حركتها علي رد الفعل فقط يعني أنها جعلت نفسها تابعة لغيرها‏.‏
ومشكلة الأمة الإسلامية تكمن في ابتعادها عن الثوابت والمسلمات التي تحصنها وتحصن شخصيتها‏.‏
وكلما كانت حركة الأمة مجرد رد فعل فقط‏,‏ فهذا يعني أنها فقدت دورها في الحياة‏,‏ أي فقدت الوظيفة التي من أجلها خلقت‏,‏ وهي عمارة الأرض وريادة الشعوب‏.‏
وتزداد المشكلة صعوبة إذا علمنا أن غيرنا يبني انجازاته بناء علي ردود أفعالنا‏,‏ومثال ذلك الفيلم المسئ فمن أنتجوه حسبوا حساباتهم جيدا ويعلمون رد فعلنا المباشر وقد تحقق ما أرادوه‏.‏
إنهم باختصار يلعبون علي عواطفنا منذ‏60‏ عاما‏,‏ فإذا أرادو إغضابنا فعلوا‏..‏ وفي كل مرة يتحركون طبقا لأهداف محددة يحققونها في النهاية‏.‏
‏*‏ وماهي الأسباب التي جعلت أمتنا تابعة لغيرها؟
‏**‏ هناك عدة أسباب يأتي في مقدمتها النظم الفاسدة التي باعت نفسها وبالتالي باعت شعوبها وكرامتها لأسيادها الذين اشتروا ودفعوا الثمن‏,‏يلي هذا السبب الأمية التي أدت الي فقدان وعي الأمة‏,‏ وكلما فقد الإنسان الوعي كلما ابتعد عن حضارة الهدي والمتمثلة في كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم‏,‏ فلدينا حفظة للقرآن الكريم يفوقون عدد من حفظه من الصحابة رضي الله عنهم ولكننا نحفظه دون تطبيق له‏.‏
ويحضرني في هذا المقام ماقاله عبد الله بن عمر رضي الله عنهماكان الفاضل من الصحابة يحفظ السورة أو السورتين ثم لايجاوزهما حتي يعمل بمقتضاهما‏..‏ وفي آخر هذه الأمة سيظهر أناس يحفظون كتاب الله ولايفهمون معناه ولايعملون بمقتضاه‏.‏
وقد حذرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم من حفظ القرآن دون العمل به في قوله عن الخوارج‏:‏ يحضر أحدكم صلاته إلي صلاته وقراءته الي قراءته‏..‏يقرأون القرآن لايجاوز حناجرهم‏..‏
‏*‏ وكيف تعود الأمة الي ريادة الشعوب؟
‏**‏ لابد أولا من التمسك بثوابتنا ومسلماتنا بمنطق العقل والحكمة‏,‏ لابالسيف ولا بالعنف‏,‏ ولابد أن تفهم الأمة دورها في الحياة وأن عدوها فرض عليها أن تكون تابعة‏,‏وثالثا أن تحسن الأمة الظن بفعل الإنسان وضميره اذ لولا ذلك مابقي علي الأرض اليوم مشرك واحد فلعل الكافر يهتدي بعد كفره‏,‏ ولعل الضال يهتدي بعد ضلال‏.‏
لوعرفنا سياسة الإسلام‏,‏ أو لو عرف المرجفون سياسة الإسلام لما تطاولوا عليه‏,‏ ولما اتهموه بأنه دين عنف‏..‏ولو عرفوا نظرة الإسلام إلي العالم لما تجرأ مؤلف ذو خيال مريض أن يصنع من اللحية شبحا يسكن القلوب‏,‏ ولما جعل الإرهاب مرادفا للإسلام كذلك عبارة فوبيا الإسلام التي يطلقونها‏,‏ فهي تعني أن للإسلام وقعا في القلوب ولذا يخشاه غير المسلمين حتي في ظل تشرذم الأمة وعدم وجود قوة رادعة لغيرها رسالة الإسلام واضحة للعالم في قوله تعالي‏:‏ هو أنشأكم في الأرض واستعمركم فيها‏..‏
‏*‏ اذا‏..‏ كيف نفهم خيرية الإسلام في ضوء هذا التشخيص الدقيق وفي ضوء قوله تعالي كنتم خير أمة أخرجت للناس
‏**‏ لقد أوضحت الآية القرآنية الكريمة عن خيرية الأمة الأسباب في هذه الخيرية‏,‏ وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله تعالي إذ يقول تعالي كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله‏..‏ ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم‏..‏
منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون‏!!‏ آل عمران إذا لن تتحقق الخيرية إلا بهذه الأسباب الثلاثة‏.‏ وقد بدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأخر الإيمان‏,‏ لأن الإيمان قد يكون محبوسا في الصدور كإيماننا اليوم حيث لا نترجمه إلي سلوك عملي مثمر فيصبح كالشجرة التي لا ظل لها لذا قدم الله ثمرة الإيمان وهما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏.‏
‏*‏ وماذا يعني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
‏**‏ المشكلة عندنا أننا لا نفهم الأمر بالمعروف وكيف ندعو إليه رغم أن الله عز وجل يقول‏:‏ قل هذه سبيلي أدعو إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني‏..‏
ولا يعلم الكثيرون أن النهي عن المنكر يعني الأمر بالمعروف عملا بالقاعدة الفقهية درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع ويحتاج تحديد المنكر إلي ضوابط تحددها الدولة‏,‏ فهناك أمور قد يظن البعض أنها منكرة وهي ليست كذلك‏,‏ لذا نحتاج إلي ضوابط ومعايير تبين بجلاء ما هو المنكر وما هو المعروف‏.‏
لقد وصلت بنا الأمور إلي أن هناك طلبة ملتحين لا يقبلون العلم من أستاذه أوشيخه إذا كان حليقا إذ ينتظرون إليه علي أنه مارق‏!!‏
‏*‏ وما تشخيصكم للواقع المصري الآن؟
‏**‏ درسنا في اللغة العربية الضمائر وأنواعها وأن منها الغائب والمستتر‏..‏ قد أصبح الضمير الأن مستترا وجوبا‏..‏ ونتساءل أين الضمير؟ هناك أناس ينبغي أن يكون ضميرهم هو المحرك لهم‏..‏ والضمير سر من أسرار الله عز وجل في قلب الإنسان الذي يتحرك بأمر القلب‏,‏ فإذا كان القلب معطلا تعطل الضمير‏,‏ وإلا انطلق‏.‏ والمعول عليه في حركة الناس في حياتهم هو القلب الذي نغفل عنه رغم انه هو الذي يحرك كل جوارحنا لذا يقول نبينا صلي الله عليه وسلم‏:‏ ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله‏,‏ ألا وهي القلب‏.‏
‏*‏ كيف تتوالي الإساءات علي الأمة رغم وجود حوار أديان منذ عقود طويلة؟
‏**‏ لقد خدعنا أنفسنا بأن هناك سلاما دائما يقوم علي حوار الأديان‏..‏ وأن الحوار هو الحل‏!!‏ إن سنة الله في الكون هي الصراع‏..‏ ولو عدنا إلي القرآن الكريم لوجدنا رأن الله لما أمر أدم عليه السلام وإبليس بالهبوط إلي الأرض قال لهما‏:‏ قلنا اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو‏..‏
أي أن الله قدر أن تكون هناك عداوة بين الإنسان وإبليس‏..‏ ولا شك أن في الأرض الأن معسكرين‏!‏ الرحمن وأولياؤه‏..‏ والشيطان وأولياؤه إن أمة الإسلام هي التي تدعو للسلام فمن سالمنا سالمناه وذلك في قوله تعالي‏:‏ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها‏..‏
فإذا كان هناك من لا يسالمنا فلا نخدع أنفسنا بفرض السلام عليه‏..‏
والعجيب أنه بعد نشر الفيلم المسيء ظهرت أصوات تطالب بعدم الغضب مستدلا بقول عبدالمطلب لأبرهة الأشرم لما جاء ليعتدي علي قريش أما نحن فلنا الإبل‏,‏ وأما البيت فله رب يحميه‏..‏ فكيف يستدل هؤلاء بقول رجل مشرك حتي إن أبرهة الأشرم سخر من كلام عبدالمطلب‏...‏
نعم للرسول صلي الله عليه وسلم رب يحميه وينصره إلا تنصروه فقد نصره الله‏..‏ لكن لابد من الغضبة‏,‏ لكننا للأسف لا نعرف كيف نغضب‏!!‏ وهو ما يعيدنا لبداية الحديث بأن أعداءنا يدركون أن غضبنا سيكون لصالحهم‏.‏
‏*‏ وهل نستفيد من حوار الأديان؟
‏**‏ الحوار كلمة خفيفة علي اللسان‏,‏ ولكنها غير مستساغة الآن‏,‏ لأنه يكون كذلك عندما يكون هناك تكافؤ بين المتحاورين كيف يكون هناك حوار في ظل طائرات تضرب الشعوب الإسلامية‏..‏ وكم أجرينا حوارات لدرجة أن في كل دولة لجنة للحوار‏..‏ والسؤال‏:‏ ماذا صنعت هذه اللجان حتي الآن؟
للأسف هناك من يسافر إلي الخارج ويعود منبهرا من لجان الحوار لأنه يكون منبهرا قبل ان يسافر‏,‏ فكيف نثق فيمن ذهب مبهورا وعاد مبهورا؟‏!.‏
إن الحوار ليس إلا قناعا يحافظ علي مناصب من يذهبون للحوار ويحضرنا حديث النبي صلي الله عليه وسلم‏:‏
تتداعي عليكم الأمم كما تتداعي الأكلة إلي قصعتها قالوا‏:‏ أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال‏:‏ بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل‏..‏
بل إنه صلي الله عليه وسلم تنبأ بنزع المهابة من قلوب أعدائنا فقال‏:‏ ولينزعن الله المهابة من قلوب أعدائكم‏..‏
إن الشاشات تعرض علينا ليل نهار مشاهد الجنود الإسرائيليين وهم يقتلون الأطفال والنساء وغيرهم‏,‏ ثم ندعوهم للحوار‏!!‏
‏*‏ لكن من أساتذة الأزهر من يرون ضرورة الحوار بين الأديان مستدلين بالحوارات التي ذكرها الله في القرآن الكريم بين المسلمين والمشركين وغيرها؟
‏**‏ إننا نسئ لأمتنا عندما نشكل فريقا من العلماء لإجراء حوار الأديان ثم يعودون مبهورين‏..‏ وقد فسر شيخ الأزهر الراحل طنطاوي كلمة الحوار بمعناها السطحي‏,‏ ولكنه ليس هذا هو التفسير الصحيح خاصة وأن الرئيس المخلوع هو الذي دعا إلي هذا الحوار كبديل عن الصراع‏!!.‏
إن بين أمة الإسلام وغيرها إنسانية ذكرها الله تعالي في قوله‏!‏ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا‏..‏ فلابد ان يعترف الجميع بوحدانية الله حتي يكون هناك حوار‏..‏ وحدة الخالق في قوله‏:‏ إنا خلقناكم‏,‏ ووحدة الخلق في قوله‏:‏ من ذكر وأنثي‏..‏ وما يجري الآن هو حوار بين الشعوب وليس حوارا بين الأديان‏.‏
ولم ترد كلمة أديان في القرآن ولا في السنة لأن الدين واحد عندالله وهو الإسلام في قوله تعالي إن الدين عندالله الإسلامفهناك رسالات سماوية وليس أديانا سماوية‏.‏
‏*‏ وما هي مظاهر القصور في الخطاب الإسلامي؟
‏**‏ أي خطاب له ثلاثة عناصر‏,‏ الخطيب والمخاطب وموضوع الخطاب‏..‏ سواء كان ذلك في خطبة أو في مقال مسموع أو مكتوب أو غير ذلك‏,‏ فإذا فقد عنصر منها يكون الخطيب في واد والمخاطب في واد آخر فكيف يلقي الخطيب خطبة عن الزهد وهو يخاطب قوما من الجياع؟‏!.‏
ومن اسباب القصور في الخطاب الإسلامي ايضا عدم الوقوف علي الحس العصري في اختيار لغة الخطاب‏,‏ فقد يلجأ المرسل‏(‏ الخطيب‏/‏ الداعية‏/‏ الكاتب‏)‏ إلي مصطلحات لا تخاطب العصر‏,‏ والسبب الثالث هو موضوع الخطاب الذي ينبغي أن يكون مناسبا ويتعلق بما يهم المستمع أو المخاطب وأذكر انني ادركت صلاة جمعة ذات مرة في وقت كان ينشغل فيه الناس بقضية كبري لكن الخطيب تحدث عن قول النبي صلي الله عليه وسلم وفي بضع أحدكم صدقة‏!!‏ ولابد من اعتماد الخطاب الإسلامي علي الخطاب المرئي لأن التلقي والتلقين يمثل الآن مشكلة كبري في هذا الخطاب وحاليا تعتمد العقائد المخالفة للإسلام علي الخطاب المرئي الذي نفتقده كثيرا نريد عرض الإسلام علي الناس من غير وعظ‏.‏
‏*‏ من أين نبدأ الخطاب الموجه للغرب؟
‏**‏ قد تفاجأ عندما تعلم أن معظم الدعاة المسلمين في الغرب هم من الشيعة‏!!‏
وهو ما دفع أردوغان رئيس وزراء تركيا إلي إرسال الآلاف من الدعاة من أهل السنة إلي الدول الغربية لعرض الإسلام في صورته الحقيقية‏,‏ خاصة وأنهم في الغرب يجهلون الإسلام تماما‏..‏
ولو عرض عليهم الإسلام بالشكل الصحيح لأسلموا‏,‏ وكمثال علي ذلك كنت أعلم بعض الهنود الإسلام فجاءني بروفيسور أسترالي وسألني‏:‏ ما علاقة الإسلام بالحرب والسلام فأجبته بأن الإسلام لا يعتمد الحرب أساسا حتي إن الله عز وجل يقول‏:‏ كتب عليكم القتال وهو كره لكم‏...‏ فأسلم الرجل في الحال‏.‏
لابد من إزالة مخاوف العالم الغربي من الإسلام‏,‏ ونبين لهم معني كلمة الجهاد وأنها لا تعني الحرب كما يظنون بل وردت بعدة معان منها‏:‏ السعي من أجل العيش‏,‏ وجهاد النفس أمام الشهوات‏,‏ والجهاد في طلب العلم‏,‏ وجاءت في آيات قليلة بمعني القتال‏.‏
‏*..‏ وكيف نستعيد الدور المفقود للأزهر الشريف؟
‏**‏ بدأ الأزهر يفقد دوره بعد ثورة يوليو‏1952‏ حيث تم تسييسه تحت زعم تطويره وإدخاله في عباءة الدولة‏..‏ وكان الخديو قبل ثورة‏52‏ يدخل علي شيخ الأزهر ويقبل يديه ويطلب منه الدعاء‏.‏
ويدرك العالم الإسلامي والغربي قيمة الأزهر كمرجعية‏,‏ بدليل ان ألمانيا بعد الحرب العالمية شعرت بمدي خطورة كثرة النساء المترملات فأرسلت لشيخ الأزهر ليشرع لهم كيفية تعدد الزوجات حتي يقوموا بتطبيقه في بلادهم لحل مشكلة النساء المترملات‏.‏
ولما سافر الشيخ عبد الرحمن تاج شيخ الأزهر الراحل إلي أندونيسيا وكان بصحبته جمال سالم رئيسا للوفد‏,‏ استقبل الناس شيخ الأزهر استقبالا حافلا فغضب جمال سالم المجرم الذي سب شيخ الأزهر حينها‏.‏
وأعلم أن شيخ الأزهرالدكتور أحمد الطيب يدرس الآن إعادة المناهج القديمة في العملية التعليمية حتي يعيد للأزهر قوته ومكانته‏.‏
‏*‏ ولماذا الجدل الثائر حاليا في الجمعية التأسيسية للدستور حول الشريعة ومباديء الشريعة؟
‏**‏ المشكلة مثيرة للعجب‏..‏ فأي عاقل ما كان يتمني إثارة خلاف حول هذه النقطة‏,‏ لأن الإسلام دين عام لكل الناس ويشهد بذلك التاريخ حيث أعجب المقوقس حاكم مصر بحاطب بن أبي بلتعة في حواره معه وقال له‏:‏ إن محمدا يحسن اختيار سفرائه‏.‏
إن الإسلام لم يظلم يهوديا ولا نصرانيا ولا غيرهما لانه يقوم علي العدل‏.‏
ويدرك الليبراليون والعلمانيون الذين يقفون أمام تطبيق الشريعة أن الشريعة لا يعادلها شيء‏,‏ لكنهم يخشونها لانها تفرض عليهم قيودا طبقا للحلال والحرام وهم لا يريدون إلا حرية مطلقة‏.‏
إن الإسلام يدعونا إلي الاستمتاع بالحياة في قوله تعالي وحدائق ذات بهجة‏..‏ وزينا السماء الدنيا بمصابيح‏..‏ لكننا صنعنا الشقاء بأيدينا فغاب عنا جمال الحياة‏.‏
‏*‏ لكن البعض يخاف من تطبيق الشريعة‏..‏ فما سبب هذا الخوف؟
‏**‏ أول ما يتبادر إلي الذهن في قضية الشريعة انها تعني الحدود فقط‏!!‏ فهناك من يصور تطبيق الشريعة علي انه شبح مخيف بسبب تطبيق الحدود وهم لا يدركون انه لا يمكن تطبيق الحدود بالشروط التي تفي بها لأن هناك حديثا عن النبي صلي الله عليه وسلم ادرأوا الحدود بالشبهات وفي رواية ادرأوا الحدود بالشبهات ما استطعتم‏..‏ فحد الزنا لم يتم تطبيقه في الإسلام إلا في حالتين وهما‏:‏ ما عز والغامدية‏,‏ وفي الحالتين تم الاعتراف حتي إن النبي صلي الله عليه وسلم قال لماعز‏:‏ لعلك قبلت أو عانقت‏,‏ بل إنه بعث لأهله من يسأل إذا كان عاقلا أم لا‏..‏ وكذلك الغامدية تركها حتي تضع حملها ثم تركها حتي ترضعه‏,‏ ثم حتي تفطمه فلما جاءته بابنها وفي يديه كسرة خبز أقام عليها الحد‏.‏

رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.