أكد د. صابر عرب وزير الثقافة انه سيدعم مشروع مسرح الجرن بكل امكانيات الوزارة وليس بامكانيات هيئة قصور الثقافة فقط مع التنسيق في عمله بشكل سريع بعيدا عن الإجراءات الروتينية والبيروقراطية, مع وزارات الشباب والتربية والتعليم نظرا لأهميته الكبري ويجب أن نهتم وننسق بين الوزارات. وقال عرب خلال الندوة العلمية التي أقيمت أمس بالمجلس الأعلي للثقافة لمناقشة مشروع مسرح الجرن انه مؤمن بأهمية قصور الثقافة منذ ان كانت تسمي الثقافة الجماهيرية, لكن الثقافة لن تقوم لها قائمة دون انتظام العملية التعليمية خاصة في القري, فلن تعود الثقافة الفنية إلا اذا عادت المدارس مثلما كانت في الماضي, الآن هناك تضارب في الصلاحيات كل هيئة ووزارة لها دور لابد من تنسق بين تلك الجهات, مضيفا: لقد فوجئت عندما قمت بزيارة بعض قصور الثقافة انها انقاض, رغم ما قمنا به من صرف عليها, لكن الحقيقة نحن لا نحتاج للعمل في صرح ضخم من زجاج ورخام لكن بأقل جهد من خلال تجديد متواضع يمكن ان نقدم نفس الخدمة التنموية وبشكل أفضل. واوضح عرب لدينا مشكلة حقيقية لكن الرهان الاساسي علي الجماعة الثقافية والفنية, لن يكون لنا مستقبل الا اذا اصبحت الثقافة جزءا من التنمية. ومن جانبه, وجه د. أحمد نوار رئيس جمعية محبي الفنون الجميلة نداء إلي وزير الثقافة لإعادة النظر في عشرات المشروعات الثقافية الوطنية التي بدأت وتوقفت مثل المؤتمر القومي للمسرح, والمؤتمر القومي للفنون التشكيلية, ومشروع توثيق ذاكرة حرب أكتوبر, ومشروع احياء الاواصر التاريخية مع إفريقيا وغيرها من المشروعات المتوقفة. وقال نوار ان تلك المشاريع هي مشاريع قوية تؤصل لثقافتنا, ومنها مشروع مسرح الجرن والذي وافقت علي تنفيذه فورا عندما قدم لي عندما كنت رئيسا لهيئة قصور الثقافة عام2005 لأهميته, وتم تفعيله في2007, لكن ككل الاماكن الحكومية في مصر كل رئيس للهيئة جديد يأتي ليهمش مشاريع الرئيس السابق لذلك توقف المشروع في عام2009 ثم اعيد بجهود شاقة قام بها المخرج أحمد إسماعيل حسب الامكانيات المتاحة في بعض المدارس. واضاف نوار هذا المشروع يخرج بالثقافة من الغرف المغلقة للمساحة الرحبة في قري ونجوع مصر, ومسرح الجرن بدون شك احدث تحريكا نفسيا وثقافيا واجتماعيا ليس له حدود, هذا التحريك هو مهمة وزارة الثقافة بشكل عام, لان الندوات في الغرف المغلقة اثبتت عدم جدواها. واوضح المسرحي أبوالعلا الساموني ان مسرح الجرن مشروع ثقافي اقرب ان يكون مشروعا قوميا لانه يعالج قضية ذات أهمية كبيرة وهي التنمية الثقافية في القري المصرية التي تشغلنا منذ قام عصر النهضة والذي تتكون من جزءين التثقيف والتعليم, لذلك فإن التدهور الحادث في المدارس يحدث بسبب الفصل التعسفي الذي تم ما بين الثقافة والتعليم, مما أدي إلي فشل ذريع وجعل التعليم الجامعي لا يحصل علي مرتبة متميزة في العالم وكأننا خرجنا خارج دائرة التاريخ, والمشروع لم يأت من فراغ ولكن جاء من تجربة رجل عميق التجربة وله هدف منذ بدأ تجاربة الميدانية منذ ثلاثين عاما وهو المخرج أحمد أسماعيل. وأكد السلاموني ان توقف المشروع جاء بعد سلسلة من معوقات بيروقراطية وبحجة غريبة تشكل جريمة في حق الوطن والمواطنين, حيث إنهم ارادوا قصر عمل المسرح علي مواقع قصور الثقافة دون المدارس لان الهيئة ليست أغني من وزارة التربية والتعليم, أهذا منطق الثقافة في مصر التي جعلت لأماكن الثقافة خاوية علي عروشها ولا يوجد بها غير الموظفين والمنتفعين, وتؤخذ تلك القرارات بدون حساب وآخرها القرار الأخير بإنهاء مهمة صاحب المشروع والمشرف علي تنفيذه لانه وصل لسن التقاعد مع ان المشروع ليس له علاقة بالسن والعمل لكنها محاولة لنسف المشروع من جذوره, وأملنا اليوم أن ندافع عن المشروع ونقاتل من أجله لمستقبل الوطن والمواطنين. واوضح المخرج أحمد إسماعيل صاحب الفكرة ان المعوقات التي وضعت مرعبة وكأن القائمين علي الهيئة الآن ليسوا من مصر ممازلنا نعمل بنفس الميزانية التي بدأنا بها منذ سنوات مع أننا وصلنا إلي المرحلة الرابعة.