الهرم الثالث في مملكة كوكب الشرق أم كلثوم وكان يسبقه في العمر والعمل الموسيقار محمد القصبحي وشيخ النغم المصري والشرقي الشيخ زكريا أحمد.. هذه الأهرامات وهؤلاء النجوم وما قدموه من أعمال مع صوت أم كلثوم وضعت مصر في المقدمة الموسيقية والغنائية في منطقة الشرق الأوسط. كل ملحن من هؤلاء الملحنين الثلاثة له أسلوبه الخاص والطابع المميز ولكن بظهور الهرم الثالث رياض السنباطي تغيرت ملامح الغناء عند أم كلثوم وأصبح أكثر أعمالها سنباطية الشكل حتي أن من جاء بعد ذلك وهم الفرسان الثلاثة كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي كان صعبا عليهم الخروج من مدرسة السنباطي. والوحيد الذي خرج من مدرسة وأسلوب السنباطي هو الشاب المتمرد بليغ حمدي. والكتابة عن رياض السنباطي وأعماله تحتاج لصفحات أو كتاب كبير حتي يستفيد منه المهتمون بالأعمال الموسيقية ومن خلال عملي تشرفت أنا والفرقة الذهبية بالاقتراب من عملاق النغم رياض السنباطي وكان أهم شيء هو ضبط المواعيد فكانت مواعيد البروفات والتسجيلات شيئا مقدسا وكان يغضب غضبا شديدا لو تأخر المطرب أو المطربة أو أحد الموسيقيين عن حضور الموعد وكان يلغي البروفة أو التسجيل. كان يحضر قبل الميعاد ويقوم بضبط الآلات العود والقانون والكمنجات بنفسه فهو عازف عود متميز والمعروف أنه حضر من المنصورة إلي القاهرة للالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقا العربية وعند امتحانه كطالب اختارته اللجنة ليكون مدرسا للعود في المعهد لبراعته في العزف. وبانتقاله من المنصورة إلي القاهرة أخذ يكافح وصعد السلم من أوله وبكفاحه وصل القمة واحتفظ بالقمة وكان قليل الظهور في المجتمعات والحفلات وكان يحدد مواعيده ولقاءاته في تمام الساعة11 حتي الواحدة ظهرا في حديقة جروبي بشارع عدلي وكان الموسيقيون يحبون ويحترمون بروفات السنباطي أولا لسماع صوته وثانيا لإبداعه في المقدمات والجمل الموسيقية الجديدة. واحترامه للكلمة وحسن إختياره لها. وألحان رياض السنباطي مع كل المطربين والمطربات( أنا النيل مقبرة للمغزاة) نجاح سلام( شفت حبيبي وفرحت معاه) محمد عبد المطلب( لحن الوفاء) عبد الحليم حافظ وشادية( حاقولك حاجة اسمعها) وردة الجزائرية( إن كنت ناسي) هدي سلطان( ليه يا بنفسج) صالح عبد الحي( يا مجاهد في سبيل الله) سعاد محمد( يا أوتومبيل يا جميل محلاك) نور الهدي( ياحبيب الروح) ليلي مراد وهذا العملاق الذي قدم أكثر من خمسمائة لحن منها ثلاثمائة لحن لكوكب الشرق أم كلثوم وقدم حوالي ثلاثين معزوفة موسيقية وقام ببطولة فيلم واحد( حبيب قلبي) ويعتبر رياض السنباطي الملحن الأول للقصائد ونحن نردد في هذه الأيام( وقف الخلق) و(ثوار ثوار) وكأنه يعيش بيننا رغم رحيله منذ أكثر من ثلاثين عاما( توفي7 سبتمبر1981) و السنباطي صاحب الثلاثية المقدسة ورباعيات الخيام وقصيدة الأطلال التي تحقق أعلي عائد في جمعية المؤلفين والملحنين).. كرمته الدولة وحصل علي جائزة الدولة التقديرية سنة1977 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي هذا النموذج الرائع من الملحنين يجب أن يدرس في المعاهد الموسيقية ويكون قدوة لهذا الجيل من الملحنين رحم الله رياض السنباطي.