فارس وعملاق في أزهي عصور فن الموسيقي والغناء بداية من فنان الشعب سيد درويش وجد هذا الفنان في عصر مليء بالعباقرة في الكلمة واللحن والأداء فقد سبقه في الساحة الشيخ زكريا أحمد ومحمد القصبجي ومحمد عبدالوهاب وأصحاب الكلمة الرفيعة أمير الشعراء أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد رامي وبيرم التونسي وهو الملحن الثالث لكوكب الشرق أم كلثوم بعد زكريا والقصبجي وتفوق عليهما بكثرة إنتاجه وبإسلوبه وبراعته في تلحين القصائد وأنا هنا لا أؤرخ حياة ومشوار السنباطي ولكن ألقي الضوء علي بعض مواقفه وأعماله في الفترة التي عرفته فيها وتعاملت في تنفيذ بعض أعماله وهو من الجيل الذي يحترم المواعيد ويدقق فيها كما يدقق في العمل ولا يتساهل في دقة المواعيد في عمل البروفات ولا في الأداء الموسيقي وكان يوجد في مكان البروفة قبل الموسيقيين والكورال ويضع الأوراق الموسيقية( النوت الموسيقية) علي الحوامل الموسيقية كل اثنين علي حامل وفي إحدي المرات وكان يعمل لحين( حكاية منديل) وكانت المطربة شهرزاد في أثناء البروفة تجلس بجوار السنباطي ولاحظت أن الموسيقيين غير مرتاحين لأنهم عندما فتحوا أوراق اللحن وجدوها ست صفحات بما يعني أنه لحن طويل ويحتاج لوقت ومجهود كبير فقالت شهرزاد للأستاذ رياض( هي دي النوت بتاعة حكاية المنديل آمال لو كانت حكاية الفوطة كان يبقي كام صفحة) وابتسمنا وابتسم الأستاذ رياض وقال للموسيقيين هذا اللحن بأجر مضاعف ذكرتني المطربة شهرزاد بهذا الموقف عندما قابلتها في النقابة منذ عدة شهور ورياض السنباطي الذي لم يأخذ حقه إعلاميا له أكثر من خمسمائة لحن كلها جميلة وخلاف ألحانه لأم كلثوم وقصائدها المعروفة( رباعيات الخيام/ الثلاثية المقدسة/ ثورة الشك/ مصر تتحدث عن نفسها/ شمس الأصيل/ حديث الروح/ ولد الهدي/ ثوار ثوار/ سلو قلبي). لحن لصالح عبدالحي أشهر أغانيه( ليه يا بنفسج) ولحن لمحمد عبدالمطلب( شفت حبيبي وفرحت معاه) ولحن لشادية وعبدالحليم حافظ( لحن الوفاء) وسعاد محمد وفايدة كامل ونجاح سلام وعرفنا المطربة وردة في أول ظهورها( حاقولك حاجة اسمعها) وهو من أمهر عازفي العود وصوته جميل وأداؤه عرفناه في أغنية( إله الكون سامحني) وهو أيضا مؤلف موسيقي ومن أشهر أعماله( لونجا رياض والقبله الأولي) وقام ببطولة فيلم( حبيب الروح) مع هدي سلطان وطبعا رياض السنباطي ابن المنصورة كان والده مغنيا وملحنا وهو من مواليد1906 ولم يكمل تعليمه وحضر للقاهرة والتحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي العربية كعازف عود وأصبح مدرسا في المعهد لهذه الآلة وفي سنة1936 لحن لأم كلثوم أول أغنية لها( النوم) وانطلق في عالم التلحين وحتي أخرج من دائرة التأريخ أذكر موقفا ظريفا معه في استوديو(35) أم كلثوم حاليا وكنت أقوم بقيادة الفرقة في لحن تقوم بأدائه المطربة سعاد محمد وكان الأستاذ رياض يلقي بالتعليمات من غرفة( الكنترول) وكل شيء تمام إلا أنه يعترض علي صوت الطبلة المرتفع فقلت له يقول للمهندس جلال بابعاد الميكروفون عن الطبلة وتعطلنا وأعدنا التسجيل أكثر من مرة فخرج الأستاذ رياض من غرفة( الكنترول) وفتح الاستديو واتجه ناحيته فارتعش الطبال وقال للأستاذ رياض( إله الكون سامحني أنا طبال) فانفجر الاستديو بالضحك وحتي الأستاذ وقال له( مدام دمك خفيف كدا خليك خفيف ع الطبلة) وتم التسجيل بحمد الله وكانت أول مرة نري فيها رياض السنباطي يبتسم أو يضحك وأصبحنا أصدقاء رغم فارق السن.. والكتابة عن هذا العملاق تحتاج لدراسة وبحث عن خصوصياته حتي يتم التأريخ الصحيح له رحم الله رياض السنباطي.