تحدثت الفنانة بوسي ل الأهرام المسائي عن الفن والسياسة والأمومة والحب والزواج ومشروعات المستقبل وبدأت قائلة لن أضيف كثيرا لو تحدثت عن والدتي رحمها الله.. فكل الناس يعرفون مكانتها عندي وأنها كانت سندي طوال حياتي كما يعرفون دورها في حياتي الفنية والزوجية والأسرية.. يكفي أن أقول انني أعيش ظروفا نفسية قاسية منذ رحيلها وحتي هذه اللحظة... * مع ذلك نراك دائما متألقة ولا تغادر الابتسامة وجهك.. من أين تستمدين هذا التفاؤل؟ ** من رحمة الله... واقتناعي الدائم بأنه مهما تكن قسوة الظروف التي يمر بها أي انسان إلا أن الله يعطيه من النعم والاشياء الجميلة مايعينه بها علي تحمل تلك الظروف * ما الذي تعتبرينه أصعب تلك الظروف؟ وكيف تغلبت عليها؟ ** مررت بتجربة الطلاق ومرض ابنتي سارة لكنني أعتقد أن الأصعب كان هو فقدان أمي وأحاول التغلب علي حزني بالتقرب إلي الله وعمل الطاعات التي اطلب من الله أن يمنها ثوابها * والانشغال بالتمثيل والفن.. ألا تعتبرينه نوعا من العزاء؟ ** للأسف لم أعد مشغولة بالتمثيل الآن.. وهذا شيء طبيعي في المرحلة التي أعيشها الآن وقلة الأدوار التي تناسبني * هل تقصدين انك لا تتلقين عروضا للتمثيل؟ ** بالنسبة للسينما لم أتلق عروضا تذكر منذ فيلم العاشقان أمام نور الشريف الذي قدمته عام2000!! * قاطعتها مستغربة: ما تفسيرك لذلك وأنت قد ازددت نضجا وخبرة؟ ** تفسيري هو أن السينما منذ ذلك الوقت وربما من قبله اتجهت للكوميديا وأنا لست كوميديانة لذلك انحسرت عني. * تتحدثين وكأنه شيئ منطقي ومقبول....؟! * أعتقد ذلك لان المجتمع كان يمر بمشاكل كثيرة وكان من الطبيعي أن يبحث الجمهور عن الابتسامة والضحكة أنا نفسي كنت أبحث عن الأفلام الكوميدية لمشاهدتها ولم أشاهد سواها في تلك الفترة وصناع السينما أدركوا أن دورهم هو التخفيف عن الناس وتقديم ما يحتاجون إليه ** كيف تقيمين السينما في ذلك الوقت؟ * قدمت أفلاما جيدة... علي رأسها أفلام أحمد حلمي الذي أحرص علي مشاهدة جميع أفلامه لانه فنان جيد جدا وأحب ما يقوم به لتطوير نفسه كفنان وإنسان وأحيي بشدة اختياره لموضوعاته المتجددة التي يفاجيء بها جمهوره.. وتأثرت جدا بفيلمه عسل أسود ** هل تذهبين إلي السينما.. أم تفضلين المشاهدة في البيت؟ * بل لا أشاهد فيلما إلا في السينما... وأعشق ارتياد السينما وأعتبره أحد أفضل هواياتي وفي رأيي أن الفيلم السينمائي لا يشاهد إلا في السينما وإلا فقد جزءا كبيرا من بريقه ** والمسرح... ماذا يعني لك؟ آخر أعمالي به كان مسرحية بيت الدمية علي خشبة المسرح القومي منذ عدة سنوات.. وقد أحببته جدا ومازلت علي استعداد بل اتمني العودة اليه بشرط ان يكون دورا جيدا حتي استمتع بأدائه كل يوم فلا أشعر بالملل أو الإرهاق.. وقد عرض علي عدة أعمال مسرحية لكنني رفضتها لإنها لم تحقق هذا الشرط. * ما هي معاييرك لقبول أو رفض أي عمل ؟ * معياران يمثلان لي نفس الأهمية: أن يكون الدور جيدا وأن يكون العمل ككل بنفس الجودة.. فأحيانا يعرض علي دور جيد في عمل ليس علي نفس المستوي والعكس صحيح ايضا وهو ما ارفضه. * الا تعتبرين الأبطال المرشحين للعمل أحد معايير الرفض أو القبول؟ ** طبعا اعتبر ابطال العمل أحد معايير الرفض أو القبول.. فكثيرا ما رفضت أعمالا يتوافر بها الجودة لإنني لا ارتاح للبطل أو البطلة.. أو انني أري ان اختياره غير مناسب أو في غير مكانه الصحيح.. وذلك ليس تكبرا مني لكن لإيماني بأن العمل الفني هو عمل جماعي يعتمد علي فكرة التيم وورك ولابد من التفاهم والانسجام مع جميع عناصر العمل ومن أهمها الأبطال المشاركون. * تحدثت عن الفن في الفترة الماضية.. هل تعتقدين انه قد تأثر بعد الاحداث السياسية الأخيرة؟ * هو لم يتأثر.. لكن أعتقد انه لابد ان يتأثر ويتغير للأفضل في المرحلة المقبلة لأن الثورة مازالت شغالة وتأثيرها السريع ظهر واضحا علي الغناء أما التمثيل فيحتاج إلي وقت أطول لحدوث التغيير. * ما رأيك في مشاركة الفنانين في وضع اللجنة التأسيسية للدستور؟ ** هذا حق وواجب عليهم مثلهم في ذلك مثل أي فئة في المجتمع إن لم يزد عليها.. لان الفنان هو ثقافة ورؤية وفكر. * من ترشحين لهذا التمثيل؟ ** لو كان بيدي أن اختار لأخترت نور الشريف طبعا!! لإنه إنسان مثقف جدا وقارئ جيد ومطلع علي تجارب كثيرة وله فكر سياسي ورأي معلن... لكنني أعلم ان النقابات هي التي سترشح من سينوب عنها أو يمثلها ونقابة التمثيليين مليئة بالمثقفين القادرين علي القيام بهذا الدور. * هل حددت اختيارك من بين مرشحي الرئاسة؟ ** ليس بعد.. فمازلت أتعرف عليهم وعلي برامجهم ولن أحدد إختياري إلا في اللحظة الأخيرة. * هل تسمحين لي بسؤالك عن أخر تطورات علاقتك بزوجك السابق نور الشريف خاصة ان الشائعات عنكما لاتتوقف؟ ** حتي هذه اللحظة نحن أصدقاء جدا!! بل وتزداد صداقتنا وتتعمق كل يوم.. ولا ادري لماذا إصرار الناس علي عودتنا مع إننا نقدم نمودجا راقيا وجميلا ومحترما للصداقة والعلاقات الإنسانية بوضعنا الحالي! * هل تتوقعين ان تخوضي تجربة حب جديدة؟ ** ولم لا؟! فالإنسان لا يقوم بالتخطيط للوقوع في الحب.. ولا يستطيع ان ينوي سيحب أم لا.. لكنه هبة من الله قد تأتي في أي وقت ولن ارفضها إذا جاءت. * متي نراك في عمل يجمعك مع نور وابنتيك سارة ومي؟ ** اتمني ذلك بدون شك.. لكن بشرط الا يكتب خصيصا لنا لان الفن لا يعرف الأسر أو القرابة فإذا جاء عملا طبيعيا سنقبله فورا وإلا سيشعر المشاهد بالفبركة. * ما الذي تحلمين بتقديمه؟ ** اتمني تقديم دور يجسد مشاكل وطموحات وأحاسيس النساء اللأتي في مثل عمري.. فهي مرحلة عمرية جميلة لكن قليلة هي الأعمال التي تلقي عليها الضوء.