أعادت واقعة الانهيار الجزئي لإحدي عمارات حي الشرق ببورسعيدوالتي نجا منها شاب ووالدته من الموت المحقق فتح ملف الإزالات والعقارات الآيلة للسقوط بالمدينة والذي بات يهدد بحدوث كارثة إنسانية في أي وقت مع رفض قاطني تلك العقارات مغادرتها. حتي لو وفرت المحافظة سكنا بديلا لوجود البديل في مناطق سكنية غير مقبولة من جانبهم للفارق في المستوي بينها وبين مناطق إقامتهم.وتعاني أحياء بورسعيد القديمة خاصة العرب والشرق من ظاهرة العمارات الآيلة للسقوط خاصة العمارات الخشبية والتي يعود تاريخ بناء معظمها لأوائل القرن الماضي ولايوجد أمل في صيانتها أو ترميمها. جزئيا وكليا.. ويوما بعد يوم تهرع أجهزة الحماية المدنية, والإسعاف, والشرطة لإنقاذ سكان تلك العقارات من الموت المحقق. ويبقي الوضع علي ماهو عليه.. فشل حكومي في إخلاء العمارات التي صدرت لها عشرات القرارات بالتنكيس والإزالة.. ورفض شعبي من قاطني تلك العمارات للإخلاء. ويقول المحاسب السعيد الشخطور من القيادات الشعبية بحي العرب أن هناك حصرا كاملا بالعمارات الآيلة للسقوط داخل نطاق الحي.. وقد أزالت الحملات المشتركة للمرافق والحي جانبا كبيرا منها.. وذلك بعد حملات شعبية لتوعية قاطني تلك العمارات بالخطورة الداهمة علي أرواحهم, وتوفير الوحدات السكنية البديلة لهم بالأحياء والمناطق الجديدة. ولكن مازالت الأغلبية من قاطني تلك العمارات يرفضون المغادرة.. ومما زاد الوضع تدهورا مؤخرا رفض مالكي بعض العقارات ترميمها ولو بشكل جزئي أملا في انهيارها أو إزالتها للاستفادة من الأرض الغالية الثمن. وأضاف أن العمارات القديمة بحي العرب والمصنوعة من الخشب قد حالت دون تنمية الحي بشكل كبير ويكفي أن شركة الغاز قد رفضت توصيل شبكة الغاز لتلك العمارات رغم انتهائها من تغطية جميع أحياء المدينة نظرا لخطورة الموقف في حال حدوث أي طارئ. ويقول محمد سعدون( تاجر): إن القضية برمتها تحتاج لرؤية أعمق وأسهل من الحلو التقليدية المعمول بها حاليا والتي تلقي فيها المسئولية علي الأحياء ومالكي العقارات والسكان الذين يتبادلون مع كل كارثة الاتهامات والمسئولية. ولا أدري لماذا لانستلهم تجارب الآخرين في التعامل مع مثل هذه الأوضاع المغلقة الأطراف؟! ولماذا لاتتدخل المحافظة بفكر استثماري.. راق لتستعين بالبنوك في تمويل إزالة تلك المربعات السكنية القديمة وإنشاء عمارات بديلة علي نفس الأرض الغالية القيمة علي أن تؤول الحصيلة من بيع وحدات الأبراج الجديدة لملاك الأرض( النصيب الأكبر وهو بالملايين طبعا) ويحصل البنك علي حصته, وتكلفة البناء التي بادر بتوفيرها مقدما, ويستفيد السكان بشقق بديلة في نفس العقار.. هكذا فعلوا في بيروت عقب انتهاء الحرب الأهلية وخاصة بقلب المدينة( السوليدير) والتي خرج الجميع منها فائزا. وتحولت المنطقة المدمرة إلي منطقة حديثة رائعة الجمال. وتعقيبا علي الظاهرة أكد رؤساء أحياء الشرق والعرب والزهور حرج موقف الأحياء في مثل هذه الأمور, وصعوبة إخلاء قاطني العمارات الآيلة للسقوط بالقوة الجبرية خاصة بعد ثورة52 يناير وتزايد حالات الانفلات الأمني بصفة عامة.