وسط هذا الحراك المتشائم لابد من أن نذكر بالعزة قيام الإمارات العربية المتحدة عام1971 م واستمرارها حتي الآن ومجلس التعاون الخليجي عام1981 م واتحاد شمال وجنوب اليمن عام1990 م. أينطبق علينا قول موشي ديان: إن العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يعلمون؟ لم يعد أحد يذكر22 فبراير1958 م يوم ولدت الجمهورية العربية المتحدة من مصر وسوريا. مثلت تلك التجربة تجسيد الإدارة الشعبية الحرة للإقليمين, ولكنها كغيرها من المشاريع وئدت عام1961 م إثر انقلاب عسكري في سوريا. وقضية الانقلابات أو الغلبة بالقوة قضية تمتد جذورها لفترة طويلة آن لنا كعرب أن نتخلص منها, حيث تمثل حجر عثرة في مسيرة إحياء أمتنا وتنميتها بل وتوحيدها. قضية الوحدة بدأت مع فكرة تقسيم المنطقة إلي دويلات يسهل ابتلاعها في مخططات لا تخدم أغراضها علي أحسن تقدير. فبعد اتفاقية سايكس بيكو عام1916 م صدر وعد بلفور عام1917 م واستمرت التداعيات في منطقة تتناسي تاريخها. أذكر ان مدينة درسدن الألمانية التي حطمها الحلفاء في الحرب العالمية الثانية لن تتم اعادة بنائها إلا بعد عشرات السنين ليتذكر الجيل الحالي ما فعله الحلفاء بهم. أما نحن فبعد سنوات قليلة من5 يونيه1967 م تمت اعادة فتح قناة السويس في نفس التاريخ5 يونيو حتي ينسينا احتفالنا بالتاريخ الجديد الهزيمة أو كما أطلقوا عليها النكسة. لقد تناسينا ان أول انفصال حدث كان بين مصر والسودان عام1956 وتركزت أغلب معالجتنا لقضية الوحدة علي أن البداية عام1958 م. أذكر انني حين زرت السودان لحضور إحدي الندوات أن دعيت لإلقاء محاضرة في جامعة القاهرة فرع الخرطوم بعد أن أصبحت جامعة سودانية ودار حديث عن تقسيم دولة مصر والسودان إلي دولتين: مصر والسودان, وكم كان التجاوب إيجابيا تجاه تلك المحطة المؤلمة في تاريخنا. ودارت الأيام لنصل إلي محطة تالية عام2011 م حين تمت تجزئة السودان إلي دولتين احداهما عربية والأخري(000!) لقد كان من تداعيات دولة الوحدة المصرية السورية ان نشأت محاولات عديدة استجابة لإرادة شعبية ومحاولة لامتصاص الوعي العربي في أشكال نمطية دون تجذيرها علي أرض الواقع, ودون تأمينها من أي محاولة اختراق! عام1958 م نشأت وحدة بين العراق والأردن بعد وحدة مصر وسوريا بشهر تقريبا ولم تدم طويلا, ونشأت وحدة كونفيدرالية بين الجمهورية العربية المتحدة واليمن عام1958 م. وبعد الانفصال بعامين تنادت الجماهير بوحدة بين مصر وسوريا والعراق, وتم توقيع ميثاقها ولكنها وئدت في المهد. ونشأت عام1970 م وحدة بين مصر وليبيا والسودان, ثم نشأ اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وسوريا وليبيا عام1972 م ثم اتحاد بين مصر وليبيا واخر بين مصر وسوريا داخل اتحاد الجمهوريات, ونشأ عام1977 م اتحاد بين مصر والسودان وسوريا وغيرها. والمحزن في الأمر اننا لم ندرس هذا التاريخ ولم نخرج منه بدروس رغم ما نراه من تجميع للتكتلات العالمية ذات القوميات المتضادة أحيانا علي أساس المصلحة والمصلحة فقط, فما بالنا ونحن أمة واحدة لنا مصلحة واحدة وتاريخ وقيم وحضارة ووو... مشتركة! وسط هذا الحراك المتشائم لابد من أن نذكر بالعزة قيام الإمارات العربية المتحدة عام1971 م واستمرارها حتي الآن ومجلس التعاون الخليجي عام1981 م واتحاد شمال وجنوب اليمن عام1990 م. أينطبق علينا قول موشي ديان: إن العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يعلمون؟ تاريخ الحضارات ولا نقرأ تاريخ الحضارات ولانقرأ تاريخنا المجيد, لنستلهم منه العزة, وتاريخ سقطاتنا لنعالج ضعفنا لنحولها إلي نقاط قوة!