في صبيحة الخامس من اكتوبر الحالي سمح أمين سر الدولة الإسرائيلية بنشر8 بروتوكولات اضافية توثق المداولات التي اجرتها رئيسة الوزراء الاسبق جولدا مائير, في الايام الاربعة الاولي من حرب يوم الغفران. . وتوفر البروتوكولات إطلالة نادرة علي الاستعداد العسكري والدبلوماسي في ساعات ما قبل بدء الهجوم العسكري المصري والسوري, وتفصل أمر وجود مصدر استخباري قدم معلومات مصدقة عن الهجوم المتوقع في ذاك اليوم وسمح للقيادة السياسية في اسرائيل بالتفكير بهجوم وقائي مسبق علي سوريا ومصر, واقترح وزير الدفاع في حينه, موشيه ديان, في تلك المداولات التجنيد حتي لكبار السن بعد سن الاحتياط واليهود من خارج البلاد. كما أنه اقترح الهجوم المسبق علي سوريا ومحيطها بشكل غير مسبوق حتي بثمن اصابة المدنيين والضربة المضادة علي تل أبيب. وفكر المجلس الوزاري ايضا بالتجنيد للتدريب لشبان ابناء اقل من18 كي يكونوا مستعدين للحرب اذا ما طالت جدا. وتعود البروتوكولات لتكشف عدم الاكتراث الاسرائيلي تجاه القدرة العسكرية للجيوش العربية. فرئيس شعبة الاستخبارات ايلي زعيرا قدر في صباح يوم الغفران بان انور السادات لن يتجرأ علي شن حرب ضد اسرائيل. ورغم رأيه, وخلافا لتوصية وزير الدفاع موشيه ديان, قررت رئيسة الوزراء مائير تجنيد200 الف جندي احتياط لوضع قوة ذات مغزي تحت التصرف احتمالا لاندلاع حرب. لاحقا, بذلت مائير مع قيادة جهاز الامن جهودا عظيمة لتلقي مساعدات أمنية ذات مغزي من الولاياتالمتحدة, ل40 طائرة مقاتلة و400 دبابة. بل ان مائير فكرت بالسفر للقاء سري ل24 ساعة مع الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون دون اطلاع الحكومة, في محاولة لاقناعه بمساعدة اسرائيل في المعركة. 1973/10/6, يوم الغفران, الساعة8:05( قبل بدء الهجوم ب6 ساعات) رئيسة الوزراء, جولدا مائير, تعقد نقاشا طارئا في تل ابيب بمشاركة قيادة جهاز الامن. قبل ست ساعات من اندلاع الحرب يبدأ الاستعداد الاسرائيلي لهجوم شامل من الجيوش العربية. وشارك في النقاش وزير الدفاع موشيه ديان, رئيس الاركان دافيد بن اليعازر, رئيس شعبة الاستخبارات ايلي زعيرا, مساعد وزير الدفاع تسفي تسور والوزيران اسرائيل جليلي وايجال الون. ويتضح من البروتوكولات انهم في اسرائيل تعاملوا بجدية مع الانذار الذي نقله المصدر الاستخباري الاكبر لاسرائيل في مصر( تسفيكا)وكذا لحقيقة أن الروس يخرجون ابناء عائلاتهم من سوريا ومن مصر. وتطرق رئيس الاركان في النقاش للمعلومات الاستخبارية التي وصلت فقال: قرأت برقية رجل تسفيكا( عميل اسرائيل في مصر). الرسالة أصلية. بالنسبة لنا هذا انذار قصير جدا. اذا هاجموا بعد عشر ساعات, نحن جاهزون بشكل اقصي مع الجيش النظامي, ولكن لم نجند الاحتياط علي الاطلاق. الوزير جليلي قال في النقاش ان مصدر تسفيكا يقول انه يمكن احباط الحرب من خلال التسريب( الذي يكشف مؤامرة الهجوم ويحرج مصر وسوريا ويقترح تسفيكا محاولة ذلك. رئيسة الوزراء مائير لم ترفض الامكانية: ماذا سيكون اذا حقا اخذنا بمشورة هذا الصديق؟ لماذا لا نبادر نحن بأن تعلن ال بي.بي.سي, وال سي. بي.اس وغيرهما بان الروس يخلون سوريا ومصر ونعطي تقديرا لماذا يفعلون ذلك؟ أي ان نهدم لهم وهم المفاجأة. عدم الاكتراث, في المراحل قبل اندلاع المعركة, كان واضحا من أقوال رجال المخابرات والجيش باسرائيل. هكذا, مثلا, يصف رئيس الاركان بانه من ناحية عملياتية نحن قادرون اليوم في الساعة12:00 علي ابادة سلاح الجو السوري بكامله. ونحتاج بعد ذلك الي30 ساعة اخري لنصفي منظومة الصواريخ. اذا كانوا يعتزمون الهجوم في الخامسة, في هذه الساعة سيعمل سلاح الجو بحرية ضد الجيش السوري. هذا يغريني جدا من ناحية عملياتية. رئيس شعبة الاستخبارات ايلي زعيرا, أظهر شكا كبيرا بجدية نوايا الرئيس المصري أنور السادات. رغم حقيقة انهم مستعدون, برأيي هم يعرفون أنهم سيخسرون. السادات اليوم ليس في وضع يكون فيه مضطرا للقيام بحرب. كل شيء جاهز, ولكن لا يوجد اضطرار, وهو يعرف ان الميزان لم يتحسن. وترددت مائير بين موقف رئيس الاركان الذي دعا الي تجنيد كامل للاحتياط, وبين موقف وزير الدفاع, الذي طلب تجنيد قوات قليلة فقط. وقال وزير الدفاع ديان لرئيسة الوزراء: اذا صادقت علي تجنيد كبير للاحتياط, فلن استقيل, ولكن توصيتي هي تجنيد كل سلاح الجو, تجنيد فرقة للشمال وفرقة للجنوب. في الليل سنري اذا كان يجب أن نجند وسنجند. 1973/10/7, الساعة9:10( اليوم التالي لبدء الهجوم) رئيسة الوزراء مائير تجري نقاشا هدفه فحص كيفية ربط الادارة الامريكية بجهود المساعدة لاسرائيل في مجلس الامن في الاممالمتحدة ومنع قرار بوقف النار يضر باسرائيل. مائير تسعي الي اقناع الادارة الامريكية بان تنقل الي اسرائيل معدات عسكرية. اللواء يريف يقترح ارسال اسحق رابين الي الولاياتالمتحدة, كي يشرح لوزير الخارجية هنري كيسنجر تقدم الحرب ووضع اسرائيل الصعب.في أثناء النقاش يفكر المجلس بامكانية ان يعرض علي كيسنجر صورة جزئية وزائفة تقدم صورة غير حقيقية عن وضع اسرائيل الصعب, وذلك من أجل كسب عطف الادارة. مائير ترفض الاقتراح بحزم. وتقول: يجب أن نشعل له المصباح وان يحصل علي الصورة الحقيقية. لا يمكننا أن نلعب معه لعبة الغماية. 1973/10/7, الساعة13:40 في نهاية ذاك اليوم جري نقاش بمشاركة الوزراء والقيادة الامنية لاسرائيل. اسحق رابين عاد من جولة في الجبهة الجنوبية وقال: كل موضوع القتلي والجرحي معقد. يوجد400 جريح و80 قتيلا. جورديش يقدر الي أنه حتي الانتقال الي الهجوم سيكون150 200 قتيل. واعترف رابين بانه غير معروف أي شيء عن الخسائر في اوساط القوات المصرية. الساعة14:.50 ديان: أريد أن أروي لكم كيف أري الوضع وماذا أقترح. كنت في الجبهة الشمالية والان عدت من الجبهة الجنوبية. في الشمال, اقترح وآمل, أننا مع ذلك سننجح في تثبيت خط وبذل جهد أقصي. انا لست متشائما. ليس مستحيلا تثبيت خط وصد السوريين. أقترح عدم النزول من الهضبة. أقترح تثبيت خط وبعد ذلك تحسينه. في هذه اللحظة يوجد وضع غير جيد, ولكني آمل بان نتمكن من الثبات. توجد مواقع تتعرض للهجوم; يوجد الكثير من الاسري. سيقتل وسيسقط المزيد في الاسر, ونحن لا نعرف ماذا سيكون مصير الاسري. في جبهة الجنوب أقترح ان نثبت خطا علي المتلة. نتخلي عن خط القناة ونثبت علي خط المضايق,30 أو بعض كيلو مترات عن القناة. أقترح أن نصدر هذه الليلة الامر باخلاء المواقع التي لا احتمال في الوصول اليها... في الاماكن التي يمكن اخلاؤها سنخليها. الاماكن التي لا يمكن اخلاؤها سنترك الجرحي. من يصل يصل. اذا قرروا الاستسلام فليستسلموا. علينا أن نقول لهم: لا يمكننا أن نصل اليكم. حاولوا الاقتحام أو الاستسلام. توجد4 5 مواقع كهذه. ومنذ الان توجد مئات الدبابات المصرية في الضفة الشرقية. كل محاولة للوصول الي الاستحكامات هي تآكل للدبابات. يجب اخلاء الخط ليس بأمل العودة اليه, بل للانسحاب الي خط المضائق. الحرب ستستمر. خط المتلة له مزايا, ولكن له أيضا نواقص. خط القناة ضائع. والان الي موضوع موازين القوي. ليس هذا هو الزمن لحساب النفس. لم أقدر بما فيه الكفاية قوة العدو, وزنه القتالي, وبالغت في تقدير قواتنا وقدرتهم علي الصمود. العرب يقاتلون أفضل بكثير مما في السابق. لديهم سلاح كثير; وهم يضربون دباباتنا بسلاح شخصي. الصواريخ مظلة صعبة لا يمكن لسلاحنا الجوي ان يحطمها, نسبة النجاح في اصابة الصواريخ 70 في المائة, ولكن في الليل سيجلبون صواريخ جديدة. لا أدري اذا كانت ضربة وقائية كانت ستغير الصورة بشكل جذري. ديان: واليكم هنا ارقام القوات كما هي صحيحة حتي الان وغدا صباحا: في الجبهة المصرية لدينا800 دبابة; لدي المصريين2.000 دبابة. لدي السوريين 1.500 دبابة, ولدينا500 دبابة. في الجو لدينا250 طائرة; لدي المصريين600; لدي السوريين.250 لديهم دفاع الصواريخ. معني هذا الامر. لدينا مشكلة موازين قوي صعبة جدا. هم مقاتلون جيدون, ولديهم مظلة جيدة من الصواريخ. ماذا سيكون وصل بيرن واريك في هذا الوقت. اذا لم ندر حربا علي كل موقع مع200 دبابة وبدون صواريخ, سنتمكن من اقامة خط دائم وليس خطا مؤقتا. سينقلون الصواريخ, سنهاجم بالدبابات. وحتي لو كانت لهم1.500 2.000 دبابة قوتنا ستتمكن من الاحتفاظ بالخط. انزال لواء مظليين والحراسة مع البازوكا علي المنشآت هذا هو مفتاحنا. بير جفجفه, أم حشيبا, وغيرها. مع40 دبابة في شرم الشيخ يمكن الحفاظ علي شرم الشيخ. المشكلة للمستقبل أمران: العرب لن يوقفوا الحرب, واذا ما خسروا ووافقوا علي وقف النار, فانهم كفيلون بفتحها من جديد. الحرب إذن هي علي بلاد اسرائيل. هم وصلوا معنا الي حرب علي بلاد اسرائيل. اذا انسحبنا من هضبة الجولان, فهذا لن يحل شيئا. مشاكل معدات: يجب التوجه الي الامريكيين, يجب شراء300 دبابة باتون, نحتاج الي مزيد من الطائرات. لديهم معدات في اوروبا. ينفد لنا ايضا رجال المدرعات. يجب أن نكون مستعدين لحرب طويلة. ولا اعتقد أن في هذه الخطوط يتعين علينا الحفاظ علي البلاد. حاليا هم حتي بسلاح تقليدي لم يهاجموا التجمعات المدنية: نحتاج الي شراء المزيد من الاجهزة الطائرة والمزيد من الدبابات. لدينا مئات الخسائر ديان: في هذه اللحظة لا حاجة الي الامل في أن نتمكن من القيام بهجوم مضاد. اذا تمكنا فسنفعل. في هذه اللحظة الوضع هو ان علينا أن نحافظ علي البلاد. فهم سيحاولون احتلال مدينة النفط, لن نتمكن من منعهم. كل ما لدي اليهود تقاسمناه. رجال الدبابات والطيارون لم يعد لنا منهم الكثير. سيسقط الكثير من الاشخاص. المصريون بعثوا باسرانا مع الإعلام ليعرضوا علي موقعنا الاستسلام. لدينا مئات الخسائر. يوجد الكثير من الاسري. كل ما خسرناه هو في القتال العنيد وحتي النهاية. كل دبابة ورجل خسرناهما كان في ظل القتال. اولئك الذين احتفظوا بالخط ناشدوا ويناشدون أريك الوصول وهم لا يزالون يقاتلون هناك. دفعنا ثمنا علي القتال بذاته. في سيناء وفي الجولان علي حد سواء هاجم المصريون والسوريون مع سلاح شخصي ومسوا بمدرعاتنا. هكذا أري الامر. كميات السلاح لديهم فاعلة. التفوق الاخلاقي لدينا لا يصمد أمام هذه الكتلة. هذه الاعداد حاسمة جدا. يحتمل أن تكون هناك أفكار اخري حول كيفية العمل في هذا الوضع. حاكا اكثر تشاؤما مني بالنسبة لهضبة الجولان. وقد قال: حبذا لو كان بوسعي تثبيت الخط. غورديش قلق وشكاك من الجنوب. مائير: لماذا ستكون لنا القوة للاحتفاظ بخط آخر؟ من ناحية كميات السلاح, موازين القوي لن تتغير. لماذا تعتقد أننا سنثبت هناك؟ ديان: اذا اجتازوا القناة مع الصواريخ, فدباباتنا ستخرج لمهاجمتهم, وإلا سيتعين علينا الهجوم بالطائرات. بالنسبة للصواريخ في الجولان, ليس لدينا حل لكيفية الوصول اليها. الخط يمكن تثبيته الان. ليس لدي جواب في موضوع الصواريخ في سوريا. الوزير ايجال الون يقترح قصفا في العمق. ديان يرفض: ماذا إذن؟ لا اعتقد أن هذا ذو مغزي. لنفترض أننا قمنا بقصف علي دمشق. لا أومن بان دبابة واحدة في الجبهة ستنسحب. وهم لن يصابوا بجلطة. هذا لن يشوش الحركة اللوجستية.( مقطع خضع للرقابة). اذا كان لنا نفس, فقد نضرب بالنفط, بالكهرباء, ولكن ليس أكثر من ذلك. كل هجوم منا يكلفنا الان الخسائر. لدينا القليل من القوة, وهي تتآكل بسرعة. لا أدري متي سنحصل علي تعزيزات. جولدا مائير: اذا حللنا الوضع جيدا وبسبب قلة الدعم لنا, سيأتون ليقولوا لنا: إذن اثبتوا في المكان حيث لا توجد حروب. لنأخذ الامريكيين مثلا: يحتاجون الي التعامل مع كل العالم ومع العرب فيما نحن انفسنا ليس لدينا قوة, فيما نحن انفسنا لا يمكننا أن نصمد. ليس لدي أوهام. ما سيقوله هذا للشعب, هو شيء آخر. ولكن يقلقني ماذا سيقوله هذا للعالم. طالما لم يتجرأ العرب, كانت هذه قوة. ديان: سيقولوا أنتم نمر من ورق. جولدا مائير: بيننا هذا العالم لا يراعي شيئا. سيقولون اعطيناكم سلاحا وصمدتم. والان حتي السلاح لا يجدي. أنا لا أفهم شيئا آخر: اعتقدت أننا سنبدأ بضربهم ما أن يجتازوا القناة. ماذا حصل؟ ديان: كان هناك غطاء مدفعي. دباباتنا خوزقت. الطائرات لم يكن بوسعها الاقتراب بسبب الصواريخ.1.000 فوهة مدفعية سمحت للدبابات بالاجتياز ومنعتنا من الاقتراب. طريقة روسية وتخطيط روسي أيضا. ثلاث سنوات من الاستعدادات. جولدامائير: في موضوع مجلس الامن ربما نستخدم كيسنجر في موضوع وقف النار حيثما نقف. ايجال الون: معناه ان لا حاجة للطلب من كيسنجر عدم تفعيل مجلس الامن؟ ديان: في سيناء اذا قالوا وقف النار, فهذا لن يمنعهم من استئناف النار, هذا لا يتناقض مع ما أقول. وحتي لو قالوا: نعم ووافقوا علي وقف النار فليس لدي أي خطة عملية, عملياتية. هم لن يوافقوا علي وقف النار الي أن تنتهي هذه المعركة. قرار مجلس الامن لن ينقذنا. هذا لا يمنع اقامة الخط الثاني. لا انا, لا قيادة الجنوب ولا هيئة الاركان نري أي امكانية لتطييرهم الي ما وراء القناة حتي لو جاءت قوات جديدة. الجولة الثانية منذ48 جولدا مائير: كل السنين كان يقول لنا الجميع, بمن فيهم صديق تسفيكا, بان السادات يعرف بانه سيخسر. ديان: لم يكن هناك احساس باننا سنخوزقهم في المعبر. كان لنا تقدير يستند الي المرحلة السابقة, وهو لم يكن صحيحا. لنا وللاخرين كان تقديرا غير صحيح عما سيحصل في لحظة محاولة الاجتياز. يحتمل أن يتبين غدا اني متشائم جدا. أريك اراد الاقتحام ومواصلة جرهم الي الامام. اريك يعتقد أنه يجب الاقتحام. جورديش لا يؤمن بذلك( في هذه المرحلة ديان يقرأ مقتطفات من تقديرات شعبة الاستخبارات عن تحركات قوات عراقية). ايجال الون:... ماذا عن سهل النيل الذي يمكن الوصول اليه من الجو. ديان: لا أعرف هدفا حرجا كهذا يمكنه أن يؤثر. محطة الكهرباء في القاهرة محمية جدا. الون: أنا قلق من الجولان أكثر من سيناء, إذ في الجولان ليس لدينا عمق. اذا لم تكن منظومة, فانهم سيقتحمون سهل الحولة والجليل. لا يوجد أي شك في ذلك. جولدا مائير: لا يوجد ما يدعوهم الي عدم المواصلة, ليس فقط الان. فقد ذاقوا طعم الدم. ديان: احتلال اسرائيل, والقضاء علي اليهود. ايجال الون: موشيه محق. لا يوجد في مثل هذه الوضعية امكانية اخري. ديان: يجب أن نقول لكيسنجر كل شيء. ملزمون أن نسوي الخط مع أمريكا. جولدا مائير: ددو كان في الحكومة هذا الصباح. كان حزينا. قال انه يأمل في ان تكون انعطافة هذه الليلة. ديان: نحن لا ينبغي ان نبادر الي وقف النار. اذا كان, فلن نأسف لذلك. سنري صباح غد اين نقف. قد ننجح في تثبيت خط في الجولان. صباح غد سنقول له انه تبين انهم أقاموا جسورا وقررنا عمل خط جديد, متحرك. وقررنا الا نعمل من أجل الالقاء بهم من القناة وما شابه, بل اعطاء24 ساعة لتثبيت الخط في الجولان. الا نصرخSOS الغوث. وقف النار لا يبدو لنا ذا مغزي. نخشي من تعزيز الجبهة الشرقية. العراقيون يتقدمون, واضح انه اذا لم ننجح في الجبهة السورية, فستفتح جبهة في الاردن. جليلي: أنا أتردد من طرح هذه الصورة علي الحكومة. ديان: هذا لا يجب طرحه علي الحكومة. تعليمات تنفيذ الخط الثاني أصدرتها. ربما قيادة الجنوب تنتعش وتحاول الهجوم. اعداد الخط الثاني لا يحتاج الي قرار حكومة. اخلاء المواقع يجب طرحه علي الحكومة. علي ددو ان يعطي التعليمات للمواصلة والقتال والاخلاء... هم( العرب) يريدون الرهان علي كل بلاد اسرائيل. 1973/10/8, الساعة9:50 حاييم بارليف والوزير ايجال الون أبلغا رئيسة الوزراء بعد جولة قاما بها في الجبهتين. وحسب اقوالهما, ان وضع القوات الاسرائيلية بدأ يتحسن اما قوات العدو فبدأت تتضرر بشكل حقيقي. وقال الون: ما حققوه اليوم بالقياس الي أمس هو انجاز هائل. الجبهة امس كانت فالتة. لو كان السوريون اكثر جسارة, لحققوا انجازات هامة. بل وحتي مستوطنة جينوسار كانوا سيصلون. حاييم بارليف يشرح للحضور في الغرفة ان انجازات السوريين والمصريين, نبعت, ضمن امور اخري, من تفوقهم العملياتي حيال القوات الاسرائيلية: للسوريين وللمصريين علي حد سواء توجد الدبابة السوفيتية الحديثة ذات الاشعة ما فوق الحمراء. 1973/10/9 في نقاش جري في ذاك اليوم اعرب وزير الدفاع ديان عن ثقته في قدرة القوات الاسرائيلية علي حسم المعركة مع سوريا وطلب قصف أهداف في دمشق. توجد أوامر: لن ننسحب من الجولان. سنقاتل حتي الموت علي ألا نتحرك. وهو يروي لرئيسة الوزراء ويضيف: ما أقترحه واطلب المصادقة عليه: قصف داخل دمشق. مائير: داخل المدينة؟ ديان: داخل المدينة وفي محيطها. لكسر السوريين. وبعد ذلك أوضح: ليس لدي ددو القوة للسير برا الي دمشق. ليس لنا طابور, ولا حتي للتضليل. يوجد لنا الآن ذات عدد الدبابات مثلما في الايام الستة. الدبابات تتآكل. وشرح ديان قراره بالهجوم علي اهداف مثل هيئة الاركان السورية او منشآت بنية تحتية في دمشق ويقول انه سرنا حتي الآن ما يكفي علي الحقول في دمشق. لم تعد توجد اهداف هامة. الهدف الاهم هو دمشق. و تقترح رئيسة الوزراء مائير السفر الي واشنطن في مهمة سرية ليوم واحد, من خلف ظهر وزراء الحكومة, في محاولة لاقناع الرئيس نيكسون بتأييد الموقف الاسرائيلي. مائير: اريد أن أطرح فكرة مجنونة: ماذا سيكون, ولو بشكل سري, انا مع رجل عسكري مناسب نطير الي واشنطن ل24 ساعة؟ ماذا اقصد بذلك؟ أن اضع نيكسون امام خطورة الوضع. وحسب اقوالها يحتمل أن يقول: عطف فقط. يحتمل ان تثور لديه العزة الذاتية, ما هم( الروس) يفعلون له. انا لا اعد نفسي بالنجاح, ولكن يخيل لي انه باستثناء العملية العسكرية, يخيل لي, دون تباهي, بان هذه هي الورقة الاساسية التي يمكننا ان نستخدمها مع الامريكيين, وهذا كفيل بان ننجح. وتوضح مائير للمشاركين في المحفل ان هذه مبادرة سرية. اذا سافرت, فسأسافر بدون علم الحكومة. سأخرج وأعود دون علم. لدي شعور باني أقف في اللحظة التي احتاج فيها الي حديث معه, وشعور بانه سيفهم.