هو موقف عام ثقافي وفني وفي جميع فروع الثقافة وفروع الفن تمثيل وموسيقا وغناء وأعمال مسرحية وتليفزيونية وإذاعية وسينمائية والموقف هو عدم وضوح الرؤية ومساندة الأحداث والثورة العظيمة التي قامت بتغيير النظام بما يليق أو يتفق مع أحداث الثورة حتي أن أجهزة الإذاعة والتليفزيون لجأت واستعانت بالأغاني الوطنية التي قدمها الفنانون أبناء جيل الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وهل نناقش المسئولون عن الحركة الثقافية والفنية سبب الهبوط الفني والثقافي والفرق الهائل بين المثقفين والفنانين من أبناء ثورة يوليو وثورة يناير إن من أسباب نجاح ثورة يوليو هم المثقفون والفنانون علي اختلاف مذاهبهم ولابد أن أذكر أن الإذاعيين كانوا علي مستوي الحدث والمسئولية وحتي مع ظهور التليفزيون سنة1960 والذي استعان بالإذاعيين زادت الحركة والأغاني الوطنية والشعبية الراقية وكان القائمون والمسئولون عن الموسيقا والغناء من كبار الفنانين وكانت إدارة أو قطاع الموسيقا والغناء كلهم من أصحاب المؤهلات الفنية والمشهود لهم بالكفاءة أما حاليا فلا يوجد في مبني إتحاد الإذاعة والتليفزيون والذي يضم أكثر من إثني عشر ألف موظف مسئول واحد عن الفن الموسيقي والغنائي وإذا كان هناك من يحمل لقب مدير عام الموسيقا فهو إداري وليست له علاقة بالعمل الفني والذين حملوا هذا اللقب وكانوا علي مستوي المسئولية هم مع حفظ الألقاب( محمد حسن الشجاعي وعبد الحليم نويرة وفي التليفزيون عبد الحميد عبد الرحمن ورفعت جرانة) وحتي لا أنكر مجهود بعض الإذاعيين النشطاء الذين تولوا هذه المسئولية وكانت لهم بصمات ومواقف حميدة وكانت عندهم الارادة والعزيمة وتحمل المسئولية وعلي رأسهم( جلال معوض ووجدي الحكيم) أين النشطاء الإذاعيون والتليفزيونيون وهل أصبحت كل همومهم الطلبات الفئوية والاعتصام أمام مكاتب المسئولين. ياعزيزي القاريء إن الفن لاينتظر الأوامر ولاقرارات من المسئولين ولكنه شعور عام وإحساس يتم توصيله ثقافيا بالكلمة سواء كانت شعرا أو نثرا وفنيا بالنغمة والإيقاع والصوت الجميل. والإذاعة والقائمون عليها لم يشعروا بالتغيير الثوري ومازالوا يعيشون في ظل نظام ولوائح تحتاج للتغيير وخصوصا في مجال الأغنية والمشكلة هي لجنة الإستماع والتي يقول أبناء الجيل الجديد أنها( لجنة استمتاع) وعمر وجود أعضائها أكثر من أربعين عاما( الدنيا اتغيرت واللجنة باقية) وهذه وصمة في الإدارة الإذاعية وليس هذا هجوما علي أشخاص اللجنة ولكن علي تكوينها وقراراتها والمعروف أنها لجنة استشارية من حق رئيس الإذاعة الموافقة أو رفض قراراتها والمفروض أن هناك لجنة تظلمات( هذه اللجنة لم تنعقد منذ حوالي( أربعين عاما) لأن رئيس الإذاعة وبعضا وكثيرا من المسئولين يحضرون لجنة الاستماع للاستفادة من مكافأة حضور اللجنة أسبوعيا الإذاعة المصرية التي كانت أقوي الإذاعات في الشرق الأوسط والتي خرجت منها إذاعة صوت العرب التي كانت تساند كل البلاد العربية وقد قال لنا الرئيس الجزائري في الاحتفال بالعيد العاشر للثورة الجزائرية( الرئيس هواري بومدين) ان إذاعة صوت العرب كانت تحارب معنا وأن صوت أحمد سعيد وزملائه المذيعين كانوا جنودا في معركة استقلال الجزائر وذلك بالأغاني التي غناها محمد قنديل وعبد الحليم حافظ وفايدة كامل ونجاح سلام وأغاني المجموعة هذه كانت إذاعتنا والتي خرج منها صوت أم كلثوم يقول لكل العالم الشرقي والعربي( أنا إن قدر الإله مماتي لاتري الشرق يرفع الرأس بعدي) مصر أم الدنيا وعلي جميع أحبابها الوقوف معها لأنها أم الصابرين ياحبيبتي يامصر.