نتفق ونختلف هذه هي طبيعة البشر وهكذا تسير الحياة وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون ليست هناك مشكلة في أن تخطيء ولكن المشكلة هي في الاصرار علي الخطأ ومن حقي أن أختلف معك ولكن ليس من حقك أن تقتلني لأني أختلف معك. والذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع العنف الزائد في كثير من فصائل المجتمع كل فصيلة أو قبلة تريد أن تفرض رأيها بالعنف وبأشكال مختلفةمثل تعطيل السكة الحديد والقطارات ومنع مرور السيارات في الطرق السريعة والبلطجة وترويع المواطنين وهذا موضوع كبير ليس من اختصاصي ولكنه سيطر علي تفكيري وأنا أحاول الكتابة في موضوع الاختلاف في الحياة الموسيقية والغنائية والاختلاف بين جيل وجيل ونظام ونظام. فمثلا الجيل الذي أنا منه وعشته هاويا ثم محترفا للموسيقي والغناء أكثر من خمسين عاما, عاصرت البداية الاذاعية في العصر الملكي ثم في العصر الجمهوري طبعا هناك اختلاف بين هذا العصر وذاك العصر في الكلمة واللحن والآداء وسرعة الايقاع مع الاحتفاظ بالوسطية وبدون الغاء الماضي وباختفاء عصر منيرة المهدية وصالح عبدالحي وظهور عصر عبدالوهاب وأم كلثوم وتأثير ثورة يوليو وتشجيعها للفن والفنانين وتقرير عمل عيد لهم ومنحهم الجوائز والنياشين وظهور عبدالحليم حافظ وشادية ونجاة وفايدة كامل ومحمد قنديل ومحمد رشدي ومحمد فوزي. وامتلأت الساحة بحضور الأشقاء من البلاد العربية نور الهدي وصباح ووديع الصافي وفايزة أحمد ثم بعد ذلك طلال مداح ومحمد عبده وحتي الفكاهة كان نصيبها كبيرا ورائعا وفن المنولوج( اسماعيل يس وشكوكو والجيزاوي وثريا حلمي وبديعه صادق وسعاد أحمد) ثم بعد ذلك أحمد غانم وسيد الملاح كل هؤلاء الفنانين كانوا يشاركون في حفلات أضواء المدينة وحفلات صوت العرب( ليالي الشرق). وبظهور التليفزيون الذي ولد عملاقا وحتي صار علي ماهو عليه حاليا اعتصامات ومظاهرات فئوية من أجل رفع الأجور وليس من أجل اصلاح البرامج وتقديم مايليق من الأعمال الموسيقية والغنائية والظلم الواقع علي الأعمال الموسيقية والغنائية هو( الميزانية) هناك ميزانيات لكل شيء في الاذاعة والتليفزيون ماعدا ميزانية الموسيقي والغناء واذا وضعت ميزانية يتم صرفها في شكل حوافز ومكافآت للسادة أعضاء لجنة الاستماع ولبعض الموظفين والشيء الغريب والذي أريد أن أعرفه والاجابة عن السؤال ماذا تسمع هذه اللجنة وحضور واهتمام رئيس الاذاعةبحضورها رغم أنها لجنة استشارية تعرض عليه قراراتها ويوافق عليها أو لايوافق وحتي يكون هناك لجنة تظلمات يرأسها رئيس الاذاعة كما ينص القانون. ولكن حضور اللجان أصبح أمرا مهما وجزءا من دخل العاملين أكثر من عشرة أعضاء في لجنة الاستماع منهم من له أكثر من ثلاثين عاما عضوا باللجنة وهم أصدقائي وزملائي وفنانون محترمون ولكنهم من جيل مختلف تماما عن جيلهم في كل شيء حتي في الأخلاق وهبوط العمل الاذاعي مسئولية اللجنة اذا كانت لها حق اتخاذ القرار الذي يعيد للموسيقي والغناء مجدهما السابق. وحتي لايقال انها لجنة( استرزاقية) وثورة يوليو رفعت شأن الفن وأتمني أن تعيد ثورة25 يناير مافقدناه في الثلاثة عقود الماضية وأن تعود أضواء المدينة وأن تقوم الاذاعة والتليفزيون بانتاج المختارات والبرامج والأغاني المصورة ويتم تشكيل لجنة استماع متطورة لها صلاحيات في اتخاذ القرار ويتم تغييرها كل فترة كما كان متبعا في عصر النهضة وكلامي الكثير عن الماضي لأني أهتم بالمستقبل ولأنه لايمكن تغيير الماضي ولكن يمكن صناعة المستقبل. وشيء جميل أن نجعل المستحيل ممكنا. والله ولي التوفيق.