تعاني المناطق الصناعية ببني سويف من مشاكل عديدة لعل أبرزها عدم وجود مرافق من طرق وصرف صحي ومياه وكهرباء, فضلا عن ندرة المواد الخام وعدم توافر الأيدي العاملة المدربة. وتأتي منطقتا بياض العرب وكوم أبوراضي علي رأس المناطق الصناعية بالمحافظة, حيث تعاني بياض العرب من ضعف مياه الشرب, خاصة وأن محطة مياه العلالمة المغذية للمنطقة لا تعمل بكامل طاقتها, ومتكررة الأعطال علاوة علي تسرب المياه من محطة معالجة الصرف الصحي الموجودة بمدينة بني سويفالجديدة والتي أغرقت8 مصانع وأثرت علي استثماراتها التي بلغت100 مليون جنيه, وبالرغم من ان محطة الصرف تبعد عن تلك المصانع نحو4 كيلو مترات, إلا أنها تأثرت بمياه الصرف خاصة وأن محطة الصرف في مستوي أعلي عن تلك المصانع, مما أدي إلي غرق تلك المصانع بمياه الصرف وتآكل منشآتها وتعرضها لخطر جسيم اضف إلي ذلك المعدات وأوناش الرفع الموجودة في المصانع. ويضيف عيد مبارك رئيس جمعية مستثمري بياض العرب أن المشكلة الحقيقية التي تواجهنا حاليا أنه لا يوجد أحد لديه القدرة علي اتخاذ القرار في أي موقع في الدولة فنحن لدينا معوقات كبيرة ولا أحد يسمع صدي صوتنا فمثلا أغلب المصانع لا تصلها المادة الخام بسبب رفض الشركات الحكومية التعامل مع المصانع بغير سبب ولما تقدمنا بالشكاوي لم يرد علينا أحد, بالإضافة إلي مشكلة المواصلات الداخلية, حيث لا يوجد ربط بين الطرق والعامل يجد صعوبة في الوصول للمصنع. وأكد أشرف فتحي مستثمر أن الانفلات الأمني أهم المعوقات التي تواجه الاستثمار في بني سويف الآن وهل يصدق أحد بأنه لا توجد نقطة شرطة واحدة في أي منطقة صناعية مما أثر علي عمليات النقل والشحن والتفريغ لتخوف أصحاب وسائل النقل من عمليات السرقة بالإكراه التي تتم تحت تهديد السلاح والذي يصل لحد القتل وانتقد العديد من الشباب من أبناء بني سويف بسبب عزوف العديد منهم عن العمل بتلك المناطق بحثا عن الوظائف الحكومية مما يجبر المستثمرون علي الاستعانة بالعمالة من جنوب شرق آسيا. أما المنطقة الصناعية العملاقة الثانية فهي منطقة كوم أبوراضي الصناعية التي تعاني ايضا من معوقات البنية الأساسية مما يؤدي إلي عزوف المستثمرين عنها ويصل حجم المشروعات بها إلي5% فقط من طاقتها بالرغم من كونها من المناطق الصناعية الواعدة في الاستثمار والتي تقع بمركز الواسطي جنوب هرم ميدوم وشمال ورش سكك حديد كوم أبوراضي وقريبة من التجمعات السكنية لقري مركز ومدينة الواسطي وناصر. ومن جانبها أكدت لمياء جلال مديرة مكتب الاستثمار بالمحافظة أن المشكلة الحالية التي تواجه الاستثمار بالمحافظة هي ندرة الموارد المالية اللازمة لتزويد المناطق الصناعية بالمرافق فصندوق دعم تطوير وانشاء المناطق الصناعية التابع لهيئة التنمية الصناعية بوزارة الصناعة كان يقوم بتوفير الدعم والانفاق علي أعمال البنية الأساسية في بياض العرب وكوم أبوراضي, ولكن بعد الثورة لم يصلنا حتي الآن أي تمويل من صندوق الدعم وعلي الرغم من وجود مستخلصات لدينا تم الانتهاء منها إلا أنه لا توجد سيولة لتسديدها وقمنا بمخاطبة هيئة التنمية الصناعية ورفعنا الأمر لوزير المالية مطالبين بإرسال التمويل لمستخلصات تمت بمبلغ35 مليون جنيه وننتظر الرد. وعن تأثير ذلك علي الاستثمار في بني سويف قالت مديرة مكتب الاستثمار بالمحافظة أن ذلك بالطبع سيؤثر علي الاستثمار في المرحلة المقبلة لعدم اكتمال اعمال البنية الأساسية وتوقف المقاولين عن العمل خاصة في منطقة كوم أبوراضي الصناعية فبعد ترفيق مساحة165 فدانا تم حجزها بالكامل طالبنا بترفيق مرحلة ثانية بمساحة100 فدان أخري ولا يوجد تمويل لذلك مما أثر علي الاستثمار فبعد أن كنا نعد المستثمر بخطة زمنية لتسلم أرضه اصبح الأمر سمك لبن تمر هندي.