باتت مشكلة التخلص من المخلفات الصلبة بأنواعها بصفة عامة والبلدية منها( القمامة) بصفة خاصة هما ثقيلا يجثم علي صدر الحكومة والمواطنين وما بين تجربة الاستعانة بالشركات الأجنبية والاعتماد علي الشركات الوطنية والمحاولات التي تقوم بها المحافظات للتعامل مع هذه المشكلة. وجاء تدخل القيادة السياسية بتكليف وزارة الدولة لشئون البيئة بوضع منظومة متكاملة لإدارة المخلفات البلدية تبدأ من الجمع وتنتهي بتدويرها أو بالتخلص الآمن منها وتقوم الوزارة بالتنسيق مع المحافظات المختلفة لتنفيذها. وحيث يبلغ إجمالي المخلفات الصلبة في مصر حوالي75 مليون طن سنويا منها مخلفات زراعية24 مليون طن بنسبة32% ومخلفات بلدية( القمامة)20 مليون طن بنسبة27% ومخلفات تطهير الترع والمصارف20 مليون طن بنسبة27% ومخلفات صناعية5 ملايين طن بنسبة7% ومخلفات هدم وبناء4 ملايين طن بنسبة5% ومخلفات الصرف الصحي( الحمأة)2 مليون طن بنسبة2%. المخلفات البلدية( القمامة) و تبلغ كمية المتولد سنويا من القمامة حوالي20 مليون طن بمتوسط55 ألف طن لليوم الواحد نصيب القاهرة الكبري منها حوالي25 ألف طن. وتدار منظومة المخلفات البلدية الصلبة( القمامة) حاليا من خلال عدة أنظمة هي النظام الحكومي ونظام الزبالين التقليدي والشركات الأجنبية الخاصة ويتم التخلص من هذه المخلفات اما في المقالب العشوائية أو العمومية المكشوفة مما يمثل خطرا علي صحة المواطنين نتيجة لاشتعال هذه المقالب مما ينتج عنه تلوث للهواء وما يترتب علي ذلك من الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي المختلفة وأخيرا المقالب العمومية المحكومة أو المدافن الصحية وحيث توجد هذه النوعية من المدافن وبأعداد محدودة وغير كافية بمحافظات القاهرة والاسكندرية وبورسعيد فقط. التحديات والمعوقات وأوضح المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة أن هناك مجموعة من التحديات التي تعوق عملية الإدارة المتكاملة للمخلفات البلدية أهمها قلة عدد المدافن الصحية الآمنة وسلوكيات بعض المواطنين في التعامل معها وعدم تطوير أساليب الرصد وأحكام الرقابة والتفتيش بالإضافة إلي القصور في فرض وتنفيذ التشريعات ووجود نقص كبير في الامكانات والتجهيزات والمعدات وسوء تشغيلها وصيانتها وكذلك قلة عدد مصانع تدوير القمامة التي تبلغ66 مصنعا تستوعب21% فقط من كمية المخلفات البلدية الصلبة المتولدة يوميا. منظومة متكاملة وأشار الوزير إلي أن الحكومة وضعت موضوع الإدارة المتكاملة للمخلفات البلدية ضمن أولوياتها وقامت وزارة الدولة لشئون البيئة بوضع منظومة متكاملة لإدارتها بداية من الجمع والنقل وصولا لمشروعات التدوير والتخلص النهائي الآمن من المخلفات غير القابلة للتدوير في مواقع الدفن الصحي الآمن علي أن يبدأ التنفيذ بإقليم القاهرة الكبري كأسبقية أولي وتقييم التجربة تمهيدا للتعميم علي باقي المحافظات وتقوم الوزارة بالتنسيق مع المحافظات للتنفيذ وتتضمن الخطة التنفيذية كافة التفاصيل المرتبطة بالنواحي الفنية والجغرافية والإدارية والمالية بما فيها العقود الحالية وكذلك عمليات الجمع والنقل والفرز والتدوير وانشاء مواقع جديدة للمعالجة والدفن الصحي للمخلفات خارج الكتل السكنية وداخل الظهير الصحراوي لاقليمالقاهرة الكبري. مراحل الخطة وأوضح جورج أن مراحل تنفيذ الخطة تشمل مرحلتين الأولي هي مرحلة الجمع من المنازل والنقل إلي محطات المناولة والمحطات الوسيطة بواسطة المتعهدين والفرز المبدئي للمخلفات وعزل المرفوضات غير القابلة للتدوير والمرحلة الثانية والتي تتم في المدافن الصحية الآمنة وتشمل استقبال المخلفات ووزنها واجراء عمليات الفرز النهائي لفصل المخلفات العضوية والمفروزات مثل المواد المعدنية والبلاستيكية القابلة للتدوير والمرفوضات غير القابلة للتدوير وحيث يتم تحويل المخلفات العضوية لسماء عضوي في مصانع السماد ونقل المفروزات إلي موقع التجميع والكبس والتخلص من المرفوضات بالخلايا المجهزة بالمدفن الصحي. خمسة مواقع وأشار إلي أنه تم تحديد خمسة مواقع لمجمعات الفرز والتدوير والتخلص النهائي الآمن من المخلفات لمحافظات اقليمالقاهرة الكبري خارج المناطق السكنية في أماكن تساعد علي تيسير وتسهيل جمع ونقل ومعالجة المخلفات من كل الاحياء السكنية بالاقليم وتم اختيار هذه المواقع علي أسس ومعايير فنية بمساعدة فرق عمل متخصصة من كل الجهات المعنية وهي موقع في طريق الفيوم والكريمات وآخر في طريق القطامية العين السخنة وطريق السلام بلبيس بالاضافة إلي موقع في منطقة العاشر ومشيرا إلي أنه سيتم طرح هذه المواقع أمام القطاع الخاص في مناقصات عامة. كما تم تحديد عدد من المواقع بمناطق القاهرة الكبري لاستخدامها كمحطات وسيطة للقمامة ونقلها بواسطة سيارات مجهزة إلي مواقع التدوير والتخلص الآمن الجديدة بالاضافة إلي اعداد النموذج الاسترشادي لكراسة الشروط( نموذج العقد) الخاص بتنفيذ خدمات التدوير والمعالجة والتخلص النهائي من المخلفات. البداية محافظة القاهرة وأكد الوزير أنه تم اختيار القاهرة كبداية تنفيذ المنظومة باقليمالقاهرة الكبري والتعاون مع محافظة القاهرة لصياغة المخطط العام لها حيث يتم استكمال الإدارة المتكاملة للمخلفات عن طريق الطرح والترسية طبقا لتكلفة التشغيل لطن القمامة فرز ومعالجة وتخلص نهائي مع الالتزام بتفيذ الاشتراطات البيئية للتشغيل وكذلك تحديد عدد ومواقع محطات المناولة والمحطات الوسيطة المطلوبة وتحديد أساليب تطوير أداء تلك المحطات كما تم تحديد مواقع المجمعات الجديدة للفرز والتدوير والتخلص النهائي ويقع الأول في شرق طريق السلام بلبيس علي مساحة700 فدان والثاني في وادي الريحيان في طريق القطامية العين السخنة علي مساحة(1200) فدان. واضاف أنه تم تحديد الأسلوب الأمثل لتشغيل المنظومة المطورة بالقاهرة حيث يتم فرز20% مبدئيا بمواقع محطات المناولة الوسيطة في حين يتم فرز80% حوالي(9320 طنا يوميا) في مجمعات الفرز والتدوير والدفن الآمن كم تم استحداث نظام جديد للرقابة علي تنفيذ العقود من خلال انشاء وحدات رصد جديدة بالأحياء مما يزيد من فعاليات الرصد ومعالجة مشاكل المواطنين وكذلك عمل خطط تدريب مكثفة لاجراءات التفتيش وتحديث نظام تسجيل المخلفات من خلال الرقابة المميكنة بالتعاون وزارة الاتصالات وتزويد المراقبين بأجهزة اتصالات لتسجيل بيانات المخالفات.