قضية القمامة والمخلفات الصلبة أصبحت مشكلة تهدد سلامة البيئة وأخطر ما يهدد الصحة العامة, ولها أثر سلبي علي الثروة البشرية,. ولذلك فقد عقدت اللجنة البرلمانية المشتركة بقرار من مجلس الشعب من لجان الصناعة والصحة والإدارة المحلية والزراعة, اجتماعا موسعا أمس برئاسة الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب لمناقشة موضوع تطوير منظومة ادارة المخلفات الصلبة, وحضر الاجتماع الدكتور ماجد جورج وزير البيئة, والدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة, وسيد عبدالعزيز محافظ الجيزة, وعادل لبيب محافظ الاسكندرية, والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية, وقد أكدت مناقشات اللجنة أن حل مشكلات القمامة والمخلفات الصلبة أصبحت ضرورة لحماية الصحة العامة بعد أن أصبح تكدس القمامة بالأحياء في المدن, وبالقري يشكل مظهرا غير حضاري, ويعد عائقا أمام التنمية, وأكد الدكتور ماجد جورج وزير البيئة أن رئيس مجلس الوزراء قرر ادراج الاعتمادات المالية المطلوبة لاقامة منظومة ادارية وصناعية متكاملة لتدوير القمامة والمخلفات بدءا من الموازنة المقبلة للدولة عن عام(2010 2011). وأكد اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية أن التجربة أثبتت أن هناك ضرورة لإنشاء شركات وطنية لجمع القمامة لأنها أقدر علي التعامل وفهم طبيعة الشعب المصري بعكس الشركات الأجنبية التي تعمل بأسلوب لا يتناسب مع ظروفنا, الأمر الذي يؤدي الي تفاقم مشكلة القمامة في الأحياء. وفي بداية الجلسة, قال الدكتور فتحي سرور إننا نناقش أهم قضية لأنها مرتبطة بالتنمية وبناء الحضارة, وهي تتعلق بارتفاع مستوي المعيشة والتقدم الصناعي والزراعي وسوء السلوك والأنانية وعدم اتباع الطرق الملائمة في حماية البيئة من التلوث, فالتنمية المتوازنة هي التي تراعي مشكلات البيئة وحماية الصحة العامة, وكل هذا مرتبط بالتلوث البيئي الناجم عن التطور والتنمية, وعلينا أن نبحث المشكلة ونضع الحلول المناسبة لها حتي نحافظ علي الدور المصري الرائد في بناء الحضارة قديما وحديثا. وأشار محمد أبوالعينين رئيس لجنة الصناعة, الي أن الدراسات موجودة ونتحدث عن التنفيذ وإزالة المعوقات حتي نكون جديرين بالاتصاف بدولة حضارية. وذكر الدكتور حمدي السيد رئيس لجنة الصحة, أن المواطن المصري يواجه أخطارا كبيرة في الصرف الصحي والقمامة, لأنها تهدد الصحة العامة بأخطر الأمراض, الأمر الذي يهدد الثروة البشرية. ثم ألقي الدكتور ماجد جورج وزير البيئة بيانا حول الموضوع, أكد فيه أن هذه قضية قضية القمامة تؤرق كل مصر لأنها أخطر ما يهدد البيئة وصحة الإنسان, وعلينا أن نتكاتف من أجل وضع حل لهذه المشكلة من خلال البرنامج الذي وضعته الوزارة علي مشكلة المخلفات الصلبة بداية من القاهرة الكبري, ثم تمتد بعد ذلك الي المحافظات الأخري, خاصة أن لدينا مخلفات سنوية تقدر بنحو75 مليون طن منها. وطالب الدكتور سروربإيجاد صيغة لتحفيز الأحياء للتخلص من القمامة وتحدث الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة فأشار إلي أن هناك تجربة مشابهة نجحت في عزبة النخل ونعمل الآن لتعميم تجربة الحوافز في هذا المجال, وأكد المحافظ أهمية وجود موعد محدد لغلق المحلات حتي تتمكن شركات النظافة من القيام بدورها بعد أن ثبت ان تأخر وعدم انتظام غلق المحلات في موعد محدد يعد عائقا أمام شركات النظافة. وأشار المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية إلي تجربة المحافظة ونجاحها في حل مشاكل القمامة اعتمادا علي الشركات الوطنية, وعدم الاعتماد علي الشركات الاجنبية كما حدث في القاهرةوالاسكندريةوالجيزة. وأشار إلي أن مشكلة القمامة تتفاقم لأنه حدث إهلاك للمعدات, والآلات ولم تجدد. وقال سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة: لدينا منظومة متكاملة لجمع القمامة والتخلص منها بشكل تام, ونحتاج فقط إلي الاعتمادات المالية اللازمة للتنفيذ, وحتي يتم هذا قمنا باجراء عاجل لحل الأزمة منها شراء معدات بمبلغ26 مليون جنيه لجمع القمامة والتخلص منها بأسلوب علمي. وأكدت النائبة سناء البنا ضرورة وضع قضية التخلص من القمامة علي أولوية جداول أعمال المحافظات للحفاظ علي الوجه الحضاري لمصر. وطالب النائب حيدر بغدادي بتنفيذ خطة عاجلة لحل مشكلة القمامة إلي حين وضع الخطة الطموح موضع التنفيذ, ويكون ذلك بالعودة إلي تكثيف الاعتماد علي الزبال الفرد ودعمه. وطالب عبدالعزيز مصطفي( وكيل مجلس الشعب) بأن يتم استخدام القمامة في توليد غاز البوتجاز لاستخدامه كطاقة بدلا من دفن القمامة في الصحراء,. وأكد ماهر الدربي رئيس لجنة الادارة المحلية ضرورة أخذ قضية القمامة محل الجدية لانها خطر علي الصحة العامة والتنمية حتي لو احتجنا إلي اجراء تعديلات تشريعية فنحن مستعدون لذلك في البرلمان لان هدفنا هو مساعدة الحكومة علي حل المشكلة بشكل جذري.