استيقظ الشعب المصري يوم خمسة وعشرين من يناير سنة2011 علي صوت أوركسترا من الشباب يغني وينادي لحنا تقول كلماته الشعب يريد تغيير النظام ونجح اللحن والغناء في الوصول لكل أفراد الشعب وجميع طوائفه وكان مسرح الأوركسترا مسرح التحرير ميدان التحرير سابقا والسيمفونية عادة تتكون من ثلاث حركات حركة بطيئة وحركة متوسطة وحركة سريعة أما سمفونية التحرير فقد بدأت بالحركة السريعة وفي خلال أيام معدودة نجحت في خلع رأس النظام الفاسد بمساندة وتأييد من الشعب والقوات المسلحة وفرحنا وفرح الشعب بهذا النجاح وانتظرنا الحركة الثانية وانتظرنا نحن كبار السن العواجيز وأعضاء حزب الكنبة والأغلبية الصامتة والحركة المطلوب فيها تغيير النظام ولكن للاسف اختفي شباب الأوركسترا وظهرت فرق أخري ومجموعات تطالب بأمور فئوية وقفزت جماعات وتآلفات وأحزاب لم يكن لها وجود قبل حركة الشباب واستولوا علي مسرح الميدان وتوقفت الحركة الثانية من السيمفونية وهي تغيير النظام وظهرت تيارات مختلفة منها اشتراكيون ولبراليون واسلاميون وعلمانيون وأخذ كل فصيل يعمل لنشر وتأييد طلباته وتعددت الحركات والتآلفات واختفت.. وهذه الجماعات والأحزاب والتآلفات لم تتمكن من القيام بعمل الحركة الثانية من السمفونية لأنها لم تكن صاحبة الحركة الأولي والتي أطاحت برأس النظام وبقي الحال علي ما هو عليه في الميدان من خلافات ونجح التيار الاسلامي لأنهم أكثر الموجودين تنظيما وهي الجهاد والإخوان والسلفيون وحتي هؤلاء كانوا مختلفين مع بعضهم ونسي الجميع وضع مباديء للنظام وأصبح الاهتمام هو الوصول لحكم البلاد وهل هو بلد ديني أو بلد مدني وكأننا في ثورة دينية وليست ثورة سياسية تريد تغييرا سياسيا سابقا ووضع دستور واجراء انتخابات ونحن المصريين قوم طيبون وعاطفيون وأذكياء ولا نحب العنف وأصحاب تاريخ ولكن في الفترة الأخيرة ظهر حركات عنيفة من الشعب ومن البوليس وكل هذا بغرض اجهاض الثورة وبدلا من اعتبارها ثورة اصلاحية يريد البعض تحويلها إلي فوضي ولكن رجال الثورة في يقظة لهذه الفلول التي تنتقم وتريد الإبقاء علي مصالحها وأنا أكتب هذا الموضوع وقد ظهر نجاح الحركة الأولي من السيمفونية وهي اجراء الانتخابات ونجاح المصريين في العبور وتمت العملية الانتخابية بنجاح وبشهادة المراقبين الأجانب وجمعيات حقوق الإنسان وطبعا نجح في المرحلة الأولي التيار الإسلامي وهناك تخوف ليس من التيار الإسلامي ولكن من المتشددين والذين لهم مزاج ورأي متطرف ويقومون بتكفير المخالفين لهم في الرأي. وهنا يجب أن يعود أصحاب الثورة إلي مسرح التحرير وعزف الحركة الثالثة السريعة والتي تنادي بدولة مدنية مرجعها الشريعة الإسلامية والسيمفونية لن تكتمل بحركاتها الثلاث إلا بالتوافق بين جميع الأطراف وحتي تعيش الناس بنفوس مطمئنة في دولة يسود فيها العدل بعد معاناة اكثر من ثلاثين عاما وهناك فجوة بين الثوار وحكماء الدولة وهي السرعة والبطء والمطلوب الاسراع في اتخاذ القرار وأسأل الله أن يمد في عمري حتي أستمع وأشاهد سيمفونية التحرير وهي مكتملة. والله ولي التوفيق