ياعزيزي وياصديقي وزميلي هل سمعتم أو رأيتم فرقة أو أوركسترا بدون قائد يقود العمل هذا ما رأيته في الخامس والعشرين من يناير في ثورة فرح بها المصريون شبابا وشيوخا ورجالا ونساء وطالبت هذه الثورة بتغيير النظام الفاسد ونجحت في خلع فرعون النظام ولم يتم النجاح في تغيير كثير من رجال وأتباع النظام الفاسد وهؤلاء يقومون بتحركات وأعمال تخريبية لتشويه صورة الثورة الشبابية ودفاعا عن مصالحهم وزرع هؤلاء المخربين بين شباب الثورة وبين رجال البوليس والجيش وكذلك بين الأديان وحرق أماكن ودور العبادة وقفزت الأحزاب الضعيفة والجماعات المتطرفة علي الثورة واستولوا علي الميدان وكأنهم أصحاب الثورة وحصلت الفجوة بين فكر حديث وفكر قديم وظهرت وترعرعت أفكار وحركات دينية كانت نائمة لعن الله من أيقظها واختلطت الأفكار السياسية والدنيوية والدينية وأصبحنا نعيش في فوضي فكرية واختفت ثورة يناير وأصحابها بما كنا نتوقع لها من نجاح لأن ليس لها مايسترو أو قائد ويسألني كثير من الزملاء والأصدقاء كيف نقوم بواجبنا نحو الإدلاء بأصواتنا في الانتخابات ومن هم الذين يستحقون أن نصوت لصالحهم وأنا أكتب هذا الكلام وأنا أشاهد علي شاشة التليفزيون في يوم الجمعة( الفرصة الأخيرة) وتطالب بحكومة إنقاذ وطني معني هذا أن هناك ورطة ولذلك استخدمنا كلمة( انقاذ) بدلا من حكومة لتسيير الأعمال. وصدر قرار بتكليف الدكتور الجنزوري بتشكيل حكومة الإنقاذ وأشاهد علي الشاشة المؤيدين والمعارضين والرافضين لكل القرارات ويطالبون بخروج القرارات من الميدان معني هذا أن الميدان يرفض كل القرارات حتي ولو كانت صائبة وإنعدام الثقة بين شباب الثورة وأصحاب القرار والميدان لا يعطي فرصة لإلتقاط الأنفاس لأي حكومة وكذلك الحكومة لم تتجاوب مع الثوار بإصدار قرارات ثورية واتهامهابأنها موظفة وسكرتارية للمجلس العسكري. والصلاحيات الكاملة التي ستأخذها حكومة الدكتور الجنزوري هل ستوفر الحماية الكاملة لإجراء الانتخابات وتوفر الأمان للناخب والمرشح والقاضي وهذا ما نتمناه جميعا وهذه الانتخابات خطوة للأمام ورغم انني لست سياسيا ولكن الحالة التي نعيشها جعلت منا جميعا سياسيين ونتكلم ونشاهد علي الشاشة ونسمع في الراديو ونقرأ في الصحف ونحن في مجالسنا لا نتكلم إلا في أحوالنا السياسية وليس من المعقول أن أكتب في أحوالنا الموسيقية وأترك الساحة السياسية وأنادي وأقول للأخوة المتشددين دينيا والذين يسيطرون علي الموقف والذين يرفضون كلمة الحكم المدني والديمقراطي من حقي أختلف وأختصم أما في الحكم الديني إذا اعترضت أو اختلفت أصبحت كافرا. وهذا الفراغ القيادي وكثرة الأحزاب والجماعات والتآلفات قد تكون ظاهرة جيدة وأتمني أن تتوحد في تكتلات وتجمعات فكرية بحيث لا تزيد علي خمسة أو ستة أحزاب وكل الثورات كانت لها قيادة وأقرب الثورات إلينا ثورة سنة1919 وزعيمها سعد زغلول وثورة يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر فأين زعيم هذه الثورة التي أيدها الشعب وفرح بها. أتمني أن أكتب في المرات القادمة عن الموسيقا والغناء وأخرج من هذا الكابوس السياسي وأطالب جميع المصريين في الداخل والخارج بالذهاب والإدلاء بأصواتهم ونجاح الانتخابات جزء من نجاح الثورة. والله ولي التوفيق