الثقافة في الميدان والحب والشعراء في الميدان والفنانون والرياضيون في الميدان وعندما أقول الميدان طبعا أصبح معروفا وأقصد ميدان التحرير( هايد بارك) في لندن هو ميدان التحرير في مصر. نحن المصريون وجيش مصر العظيم عندنا أقوي وأحسن فرق موسيقية عسكرية حصلت علي بطولة العالم أكثر من خمس مرات وكذلك عندنا وفي كل محافظة موسيقات البوليس( الشرطة) كل هؤلاء أتمني أن يكون لهم يوم أو أكثر في كل الميادين فليست الميادين مقصورة علي المظاهرات الفئوية وقد نجحت الثورة في تغيير النظام والآن كلنا نسعي لعمل نظام يحقق الأمل الذي قامت من أجله الثورة. وهذا لا يكون بالعنف أو بإلقاء الحجارة أو مهاجمة أقسام الشرطة ولكن بالعقل ومن أصحاب القدرة علي العطاء من العلماء والمهندسين والأطباء ورجال القانون والمثقفين والفنانين والرياضيين. كل هؤلاء محتاجون لمناخ وجو يصلح فيه التخطيط لأنه مستقبل بلدعظيم ولذلك نريد أن يكون للموسيقي دور في راحة الأعصاب المشدودة منذ أكثر من ثمانية أشهر تخللتها أعمال عنف لا يعرفه ولا يحبه المصريون والموسيقي علاج لكل الأمراض العصبية وفيها ومنها تهدأ الأعصاب وترتاح النفوس ويصلح التفكير في البناء واتخاذ القرار ونريد عودة الابتسامة لوجوه المصريين لأنها غائبة في وسط الأحداث المتلاحقة وأخبار القتلي والجرحي في مصر وفي البلاد الشقيقة ونشرات الأخبار الدموية كلها( قتلي وجرحي ومصابون) كل هذا خلاف الأمور اليومية وصعوبتها المواصلات والأسعار نحن جميعا محتاجون لهدوء الأعصاب والموسيقي جزء كبير من العلاج ونحن جميعا نريد أن نسمعها في الميدان والتغيير السلمي الذي تم في الخامس والعشرين لابد أن يأخذ حقه وتحقق مطالبه وليس هذا أمرا عسيرا ففي نكسة أو هزيمة1967 حصل تغيير ولم يستسلم الشعب أو الجيش للهزيمة بل تخطاها وأعاد البناء ووصلنا إلي نصر أكتوبر وكان للموسيقي والغناء دور كبير في كل الأحوال. وأعود إلي مهنتي وأكتب في الموسيقي لأني بدون قصد وجدت أنني أكتب في السياسة رغم أنها أصبحت مهنة كل المصريين في الشارع وفي النادي وفي المقهي وفي المكاتب والمصالح الحكومية وأصبحت هناك جماعات وأحزاب وائتلافات ومسميات أخري كثيرة وهذا يرهق هواة السياسيين من أمثالي في المعرفة وتحقيق المصلحة والموسيقيون وللأسف هم أكبر فئة أصابها الركود وقلة العمل نتيجة إغلاق المنشآت السياحية وكثير من الملاهي واختفاء التسجيلات الإذاعية والتليفزيونية وهذا عبء كبير يقع علي عاتق نقابة المهن الموسيقية( تسعة أشهر بدون إيرادات) لعدم وجود حفلات أو تسجيلات وخصوصا في أشهر الصيف الذي كانت تقام فيه حفلات يومية يتباري فيها المطربون والمطربات العرب والمصريون والتي كانت تدر دخلا كبيرا لصندوق النقابة ولابد من علاج هذا الموقف وعمل سياحة داخلية والعودة إلي الانتاج الاذاعي والتليفزيوني حتي تدب الحياة الطبيعية للمجتمع المصري ونسمع صوت الموسيقي في كل الميادين وتعود الابتسامة الغائبة لوجوه كل المصريين.