أول إجراء من وزارة الرياضة بشأن أزمة «الدروس الخصوصية» في صالة حسن مصطفى    أسعار الجمبري والكابوريا اليوم الاثنين 10-6-2024 في محافظة قنا    أسعار اللحوم الضاني اليوم الاثنين 10-6-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    انخفاض معدل التضخم الشهري (-0.8%) لشهر مايو 2024    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    سها جندي: نعمل على تدشين المركز المصري الإيطالي للوظائف والهجرة    وزيرة الهجرة: نعمل على تدشين المركز المصري الإيطالي للوظائف    تصريح جديد ل حماس بشأن مبادرات وقف الحرب في غزة    بلينكن يزور مصر وإسرائيل وسط مساعي وقف إطلاق النار في غزة    ماكرون: على ثقة أن الفرنسيين "سيقومون بالخيار الصحيح" خلال الانتخابات المبكرة    واشنطن بوست: استقالة جانتس وآيزنكوت تقلب حكومة نتنياهو رأسا على عقب    سنتكوم: أجرينا عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية إلى شمال غزة    حسام البدري يكشف تشكيل المنتخب الأمثل لمواجهة غينيا بيساو    اتحاد الكرة يكشف تطورات أزمة مستحقات روي فيتوريا    بشير التابعي: الأهلي في حاجة للتعاقد مع أحمد حجازي    شبانة: رمضان صبحي قدم دفوع طبية بشأن فساد العينة    تداول صور لأسئلة امتحان التربية الدينية عبر تطبيقات تليجرام وواتساب    «التضامن» تعلن اكتمال وصول أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة    انطلاق تشغيل قطارات العيد الإضافية.. اعرف المواعيد    «ابعت الأسئلة وخد الحل».. شاومينج يحرض طلاب الثانوية العامة على تصوير امتحان التربية الدينية    انطلاق امتحانات الثانوية العامة بشمال سيناء    توصيلة الموت.. حكايات من دفتر ضحايا لقمة العيش    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى إمبابة دون إصابات    5 معلومات عن زوجة أمير طعيمة الجديدة.. ممثلة صاعدة وخبيرة مظهر    لأصحاب «برج الثور».. توقعات الأبراج في الأسبوع الثاني من شهر يونيو 2024    البابا تواضروس الثاني يدشن الكنيسة الجديدة باسم القديس الأنبا إبرام بالفيوم    الثانوية العامة 2024| انتظام جميع لجان امتحانات المنيا    السعودية تطلق خدمة أجير الحج والتأشيرات الموسمية.. اعرف التفاصيل    السعودية تستضيف ألف حاج من ذوي شهداء ومصابي غزة بأمر الملك سلمان    لميس الحديدي: رحلتي لم تكن سهلة بل مليئة بالتحديات خاصة في مجتمع ذكوري    مع فتح لجان امتحانات الثانوية العامة 2024.. دعاء التوتر قبل الامتحان    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»: رئيس «اتصالات النواب» يزف بشرى سارة عن مكالمات التسويق العقاري.. وعمرو أديب عن مدرس الجيولوجيا: «حصل على مليون و200 ألف في ليلة المراجعة»    الفلسطيني أمير العملة يتوج بذهبية بطولة العالم بلعبة "المواي تاي"    ضياء رشوان: الرئيس السيسي يضع عينيه على المستقبل    واشنطن تدعو مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار يدعم مقترح الهدنة فى غزة    تركي آل الشيخ يعلن مفاجأة عن فيلم ولاد رزق ويوجه رسالة لعمرو أديب    الكشف على 1346 مواطنا خلال قافلة طبية مجانية بقرية قراقص بالبحيرة    دعوة للإفراج عن الصحفيين ومشاركي مظاهرات تأييد فلسطين قبل عيد الأضحى    ضمن فعاليات "سيني جونة في O West".. محمد حفظي يتحدث عن الإنتاج السينمائي المشترك    هؤلاء غير مستحب لهم صوم يوم عرفة.. الإفتاء توضح    عند الإحرام والطواف والسعي.. 8 سنن في الحج يوضحها علي جمعة    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    وصفة سحرية للتخلص من الدهون المتراكمة بفروة الرأس    عددهم 10 ملايين، تركيا تفرض حجرًا صحيًا على مناطق بالجنوب بسبب الكلاب    بمساحة 3908 فدان.. محافظ جنوب سيناء يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    نقيب الصحفيين: نحتاج زيادة البدل من 20 إلى 25% والقيمة ليست كبيرة    ضياء السيد: عدم وجود ظهير أيسر في منتخب مصر «كارثة»    تعرف على فضل مكة المكرمة وسبب تسميتها ب«أم القرى»    القطاع الديني بالشركة المتحدة يوضح المميزات الجديدة لتطبيق "مصر قرآن كريم"    عضو الزمالك: لا أرغب في عودة إمام عاشور للأبيض.. وأتمنى انضمام لاعب الأهلي    "صحة الشيوخ" توصي بوضع ضوابط وظيفية محددة لخريجي كليات العلوم الصحية    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    مصر في 24 ساعة| لميس الحديدي: أصيبت بالسرطان منذ 10 سنوات.. وأحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة    لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ارض الهويس
فصول من رواية بقلم‏:‏ فريد معوض

إهداء .. في عام‏1948‏ من الميلاد وجدوا بضع كلمات مكتوبة علي أعمدة الهويس‏..‏ كتبت بقطعة من الجير‏'‏ المطفي‏'‏ ويرجح أنها لصبي صغير لم تكن الكلمات تشير إلي شيء محدد بقدر ما كانت تؤكد أن طفلا في أرض الهويس من أبناء هؤلاء المنكفئين في الأرض قد بدأ يكتب وأنه لم يجد أفضل من الهويس ليعلن عن نفسه من خلاله‏..‏ فإلي نطفة الأمل أينما وجدت‏..‏
عريس في أرض الهويس
لا يستطيع‏'‏ عبد الرازق مسعد‏'‏ أن يحدد بالضبط متي كان قدومه لأرض الهويس‏,‏ فهو يحدد وقته بالشمس والظل‏,‏ ظله علي الأرض هو عقربه الأمين الذي لا يتعطل ولا يتقدم ولا يتأخر‏,‏ وإن غابت الشمس لحظات أشرق معها الظل بميقاته السليم غير مهمل للحظات الغروب‏,‏ لكنه يذكر بالضبط متي تزوج لأول مرة‏,‏ هنا في أرض الهويس التي خرج منها مدحورا‏,‏ كانت صفوف الأنفار توالي غناءها في أرض القطن‏,‏ وكانت‏'‏ بهيجة العتراوي‏'‏ تردح كعادتها بالغناء‏,‏ وكان يبهجها أن يرد الكل‏,‏ وتصرخ في وجه من لا يرد عليها بالغناء‏,‏ وهي لا تكف‏,‏ أرجع بعضهم عشقها للغناء لعدم زواجها‏,‏ وأكد آخرون أن الزواج سينسيها الغناء‏,‏ تذكر هي السبب في عدم زواجها وهي تقرر‏:‏
‏-‏ الرجالة بعيد عنكم عمي
يومها قرر عبد الرازق ألا يكون أعمي‏,‏ وقرر أن يشاركها الغناء‏,‏ كان وجهها عريضا لكنه غير منبسط‏,‏ أما السمرة التي كانت تغزو وجهها فكانت تزعم أنها ستروح‏,‏ فقط تقعد أسبوعا واحدا في الدار‏,‏ بعيدا عن لسعات الشمس الغبية‏,‏ أما عيناها فكانتا واسعتين مثل فمها‏,‏ لكنك لا تلحظ له اتساعا حين تقبع لتأكل لقمتها‏,‏ وفي غنائها تزوج الذكور للإناث وتقيم الأفراح الكثيرة التي تتسع لها الغيطان ويمر النهار سريعا ويتلاشي التعب في الفرح الجميل‏.‏
‏-‏عوافي عوافي يا عوازي العنبري
ويرد الأنفار عليها‏:‏
‏-‏ أهلا وسهلا يا عوازي العنبري
‏-‏ جايين نناسبكم يا عوازي العنبري
‏-‏مين لمين يا عوازي العنبري‏-‏ فلان لفلانة يا عوازي العنبري
وتختار بهيجة واحدا من المنكفئين في الأرض‏,‏ وتخاله ما يزال راقدا في فراشه بالدار‏,‏ وتسأله أن يسرح إلي أرض الهويس لكنه يرفض‏:‏
‏-‏ مش سارح
‏-‏ ليه ؟
‏-‏ عاوز اتجوز
‏-‏ تجوز مين ؟
وعلي الفور يحدد الفتي عروسه‏,‏ يختارها من جواره فعن اليمين وعن الشمال بنات وكل بنت تسد عين الشمس‏.‏
‏-‏أجوز فلانة
وهنا تتجه بهيجة إلي فلانة لتأخذ رأيها علي الملأ‏,‏ لا تسألها عن الموافقة‏,‏ إنما عن طهيها له‏,‏ فهو الذي يحدد الرأي تماما‏,‏ فإن طهت له مهلبية فهذه علامة الموافقة‏,‏ وحينها تسألها بهيجة عن المهر‏,‏ وللبنت الحق في اختيار كل ما تريد‏,‏ من السواري والألماس والذهب والنحاس‏,‏ و القماش من كل نوع ولون ومناسبة‏,‏ لكن إذا كان الحب قد تمكن من قلب إحداهن فهي تتبسط في طلبها‏.‏
‏-‏ شجرة خضرة يا عوازي العنبري
‏-‏ نزرعها فين يا عوازي العنبري
‏-‏ في قلب الأرض يا عوازي العنبري
حينها تجلجل بهيجة وتبارك الزواج‏,‏ وتزف البنت للولد‏:‏
‏-‏ جوزوها له‏.‏
و مالها ماله
جه الحنطور شبابيك بنور
ثم تتجه بهيجة إلي العروس وتسألها في دلال‏:‏
‏-‏ اركبي يا عروسة
‏-‏مركبشي
‏-‏وحياة أبوكي
‏-‏ مر‏'‏كبشي
‏-‏العزيز أخوكي
‏-‏مركبشي
‏-‏وحياة فلان علي قلبك
حينها تركب علي الفور وتقول‏:‏
‏-‏ اركب ولا أقولش‏'‏ لا‏'.‏
قد تطهو المخطوبة شيئا غير المهلبية علامة الرفض‏,‏ حينها تضحك بهيجة ويضحك الأنفار‏,‏ لكنها تبادر بفض الاشتباك بفاصل غنائي‏,‏ ثم تشرع في زواج جديد‏,‏ ترغب أن يكون طهيه مهلبية‏,‏ لكنها تتساءل كثيرا لماذا أصاب العمي حتي الأنفار‏,‏ لماذا لم يخترها أحدهم ولو مرة‏,‏ لقد هيأت نفسها كثيرا لهذه اللحظة‏,‏ صحيح أنها ستتخلي عن إدارة الفرح وتسنده لبنت أخري‏,‏ لكنها ستحيا لحظات تعرف طعمها‏,‏ حينها ستركب خطها وتتهيأ لركوب الحنطور‏.‏
‏'‏ شبابيك بنور‏'‏
اركبي يا عروسة‏'‏
ستخشي أن تسوق ا لدلال كثيرا‏,‏ ربما تراجع عريسها‏,‏ فكرت كثيرا ماذا ستطبخ له‏,‏ هل تكفي المهلبية‏,‏ إن لديها في الدار بضع طيور‏,‏ بط ودجاج وأرانب تتكاثر وتنتظر ذلك اليوم‏,‏ وتخلص بهيجة أخيرا بأنهم لا يستحقون‏,‏ أقل ديك عندها برقبة أحسن رجل‏,‏ ثم من هذا الذي سيطلبها ولو في الغناء‏,‏ فلتكمل غناءها‏,‏ وتواصل ضحكها الشجي‏,‏ فإن فرحتها بما تعقد من زيجات يملأها فرحا‏,‏ ويجتاح روحها وصلا‏,‏ إنها ترد بالموافقة مع كل واحدة‏,‏ لكن في داخلها‏,‏ عبد الرازق هو الآخر صموت وكلما سألته بهيجة لماذا لا يسرح؟ يلجمها بقوله‏:‏
‏-‏ ما أنا سارح أهه‏..‏ قدامك أهه
تشتمه بهيجة ولا تدعه دون أن تحرض عليه الأنفار ليشتموه أيضا‏,‏ فهو لا يرد ولا يصد‏,‏ صامت‏,‏ ممعن في الأرض كأنه يتفحصها ليضرب فيها طوبا أخضر‏-‏ مهنته القديمة التي ورثها عن أبيه‏,‏ يقطف من الشمس نظرة ثم يعاود المضي‏,‏ ربما ابتسم‏,‏ لكنها ابتسامة سريعة‏,‏ قلما تحاول الإمساك بها‏,‏ هي الأخري ترحل بعيدا بعد أن ينكفئ من جديد علي خطه‏,‏ لكن لماذا يقبل دائما أن يسرح‏,‏ لماذا لا يسوق الدلال مرة ويرفض‏,‏ حينها سيعلن سبب رفضه للسروح‏..‏ بأنه يريد أن يتزوج‏,‏ ياله من شيء جميل‏,‏ الزواج؟ كيف‏..‏ هو يعرف البئر وغطاءه‏,‏ بل الأدهي أنهم يعرفون بئره أيضا‏,‏ عدل غطاء رأسه ومضي‏,‏ من أين له أن يتزوج‏..‏ صمت قليلا ثم أطال الصمت‏,‏ وابتسم أخيرا وهو يعيد الطاقية إلي مؤخرة رأسه حتي لا تسقط علي الأرض‏,‏ وقال لنفسه‏:‏
‏-‏ يعني هو بصحيح
وقرر عبد الرازق أن يتزوج في الغيط‏-‏ في الغناء‏-‏ وأن تزفه الأنفار‏,‏ يأخذونه إلي الحنطور المحلي بشبابيك البنور‏,‏ لكن من يختار‏,‏ وهل استقرت نفسه علي غيرها‏,‏ تلك التي لا تكف عن الصياح‏,‏ تزوج الذكران للإناث وتزفهم إلي فراشهم بحنطور مثل الباشوات‏,‏ كان عبد الرازق يري في وجهها شيئا آخر‏-‏ شيئا يشده إليها‏..‏ ربما كان الصدر العريض البارز قاعدته كهويس صغير‏,‏ ربما في تلك النظرة العميقة التي تنظرها ساعة تتلقي موافقة البنات علي الرجال‏,‏ ربما الروح التي تبعثها في الغيطان‏,‏ فتخرج الجميع من صمت أزلي‏,‏ ربما أنفاسها التي تلفح وجهه حين تلف في الدوائر لتمسك رأس الخط من جديد‏,‏ بنت الكلب لم تسأله من فترة عن سبب عزوفه عن السروح‏,‏ وهل أنت عازف عن السروح يا عبد الرازق‏..‏ لو قعدت يوما لجعت‏..‏ لكن بداية الزواج لابد أن تبدأ بالعزوف عن الذهاب للغيط‏,‏ ثم إنه الغناء‏,‏ وهل تلوم أحدا غيرك‏..‏ ألم تصد البنت يا غشيم حين سألتك وهي تغني لكنها لم تعاود من جديد‏.‏
حقا كان يصدها كثيرا وكان تدعه فترة ثم يروق لها أن تنبشه‏..‏ لماذا لا تعاود النبش الآن‏.‏
كان الحر يشوي الوجوه والصهد له خيوط تلمع أمام أعين المتعبين‏..‏ وكان الصمت قد حل طويلا قبل أن تنتبه بهيجة لذلك‏.‏
‏-‏ والنبي‏..‏ أنفار تجيب الفقر
حينها دق قلب عبد الرازق‏..‏ سيعود الغناء‏..‏ وسيبدأ الزواج من جديد‏..‏ وعاد صوت بهيجة مجلجلا‏,‏ لكن الجوع والحر كانا قد تمكنا من الأنفار فكان الرد هزيلا مكسورا‏:‏
‏-‏عوافي عوافي يا عواز العنبري‏..‏
جايين نناسبكم يا عواز العنبري‏..‏
مهركم كام يا عواز العنبري‏..‏
وحين بصت عن شمالها لمحته يبص كانت عيناه يسكنهما الرجاء وكان قلبه يدق بعنف‏.‏
‏-‏ قوم اسرح ياعبد الرازق
‏'‏ آه مالك يا عبد الرازق تمالك يا ولد‏..‏ إياك أن يفلت منك ثباتك‏..‏ اجمد‏..‏ واغرس قدميك في الأرض‏..‏ ازرعها‏,‏ وأجب النداء‏'‏
‏-‏ مش سارح
‏-‏ ليه؟
‏-‏عاوز أجوز
‏-‏تتجوز مين‏..‏
‏-‏ بهيجة
هل حقا قالها ؟
صحا الأنفار من الخمول وبرزت الآذان كأكمام الورد‏..‏ وانبسطت الوجوه رغم ظلم الحر وترقب الأنفار نبأ جديدا
‏-‏ بهيجة مين ؟
قالتها وروحها توشك أن تخرج منها لتعانق الصفصاف البعيد‏..‏ وبريقها تحاول أن تتشرب المعني من جديد
‏-‏ أنتي‏..‏ أجوزك أنتي‏..‏
وحين صمتت كشجرة تحت القيظ تنتظر ريحا يراقصها تولت‏'‏ مسعدة‏'‏ زمام الأمور‏..‏ مسعدة الآن هي التي ستدير الزواج وهي التي ستزف العروسين إلي الحنطور‏..‏
كان الحنطور أمامها في الأرض‏..‏ كان مختلفا عن أي حنطوروكانت شبابيك البنور تومض في عينيها‏..‏ وروحها تعانق قمة الحنطور‏.‏
‏-‏ طابخة له أيه يا بهيجة
يا لها من بلهاء تسألها ماذا طبخت له‏..‏ لقد أعدت الطبخ منذ فترة بعيدة‏..‏ المهلبيه مجرد جر رجل وسيتبعها من كل شكل ولون
‏-‏ مهلبية يا مسعدة وحاجات حلوة تانية كتير
وهنا اشتعلت مسعدة حماسا قابله حماس اكبر من الأنفار الذين كانوا كسالي‏:‏
‏-‏ جو زهالوا‏..‏ و مالها ماله
جه الحنطور
شبابيك بنور
واركبي يا بهيجة
‏-‏مركبشي
‏-‏وحياة أبوكي
‏-‏مركبشي
‏-‏العزيز أخوكي
‏-‏مركبشي
‏-‏وحياة عبد الرازق علي قلبك
‏-‏اركب ولا أقولش‏'‏ لا‏'.‏
ثورة اشتعلت وهتافات تتالت‏..‏ واختفي أثر الحر‏..‏ والحنطور يمضي وئيدا وئيدا والبنور يومض ومضا رائعا‏..‏
لم تفتح مسعدة مجالا آخر لزواج جديد‏,‏ فاليوم كله لبهيجة والأغاني من كل شكل ولون والظلال تحت الأقدام تقصر وتطول والصفصاف ماثل في المدي
والعودة في آخر النهار كانت أيضا في صحبة ا لحنطور وفي صحبة الزفاف‏..‏ وها هو الأسبوع الذي حلمت به‏'‏ بهيجة‏'‏ تقعده في الدار‏..‏ فعبد الرازق كان قد قرر أن يكون زواجا حقيقيا‏..‏ وها هي السمرة التي أشارت إليها بهيجة وقد أنداحت‏..‏ والبنت صارت شيئا آخر بعد الزواج لا يصدقه الأنفار وهم يهنئون‏..-‏ عقبالي يا رب
قالتها مسعدة وهي خارجة من عند بهيجة‏,‏ ورد الأنفار من باب الكرم‏:‏
‏-‏ يا ر ب‏.‏
في حضن الهويس
هل نالت مسعدة الطوخي‏'‏ حظ بهيجة؟ أغلب الظن أنها لم تنل حظها‏,‏ وتركت إدارة الزواج لغيرها‏..‏ يتأمل عبد الرازق قمة الهويس‏,‏ عيناه تمعنان النظر فيه من أعلاه إلي أدناه ويحاول أن يتذكر المشهد من أوله‏..‏ للدنيا حينما يغلفها الليل لون يعرفه‏,‏ ومسعدة تعرف كيف تحسه‏,‏ وهنا سمعت طرقة الباب‏,‏ يحي له طرقة تعرفها‏,‏ يطرق علي الشباك المطل علي الشارع‏,‏ هي طرقة واحدة تنتفض من نومها‏,‏ تخطي بقدميها أمها النصف نائمة‏,‏ وتدفع شريط اللمبة الجاز لأعلي
دقيقة واحدة يا يحيي‏..‏ أنا صحيت
تدفع الأم عنها نصف النوم لتنبه ابنتها إلي موضع المنديل الذي ربطته علي رغيفين وقطعة من الجبن‏,‏ يأتيها صوته من الخارج‏.‏
‏-‏ بقينا الضهر يا مسعدة
هكذا دائما يقول ليتعجلها‏,‏ تلتقط جلبابها من فوق الحصيرة‏,‏ تدق علي الأرض بقدميها دقات متتالية‏,‏ تنفض عن قدميها البراغيث الصاعدة علي ساقيها البيضاوين
‏-‏ خلي بالك من نفسك يا بنتي‏.‏
ثم ترسل صوتها عبر شقوق الشباك‏.‏
‏-‏ خلي بالك منها يا يحيي
ويأتي صوت يحيي من الخارج عبر شقوق الشباك قويا‏.‏
‏-‏ صباح الخير يا خالة
تبحث بيد متعجلة عن غطاء رأسها في الصندوق الخشبي المسجي بجوار السرير ذي الأعمدة الحديدية‏,‏ تدخل يدها في موضع رأس أبيها‏,‏ تتذكره‏,‏ تمسك جلبابه الطويل‏,‏ وتشم رائحة الشقي‏,‏ تمسك الكمين وتلصق الجلباب علي صدرها‏,‏ كان هو الذي يذهب مع يحيي‏,‏ وكان يصطحبها أحيانا بنصف أجرة رجل‏.‏
‏-‏ يتوب عليكي من الشقي يا بنتي
تقولها أمها وهي تطمئن علي سلامة الرغيفين داخل المنديل
‏-‏ ولا شقي ولا حاجة يا مه
‏-‏ بيت العدل راحة
تضحك لكلام أمها ثم ترد‏:‏
العدل؟‏..‏ يسمع منك ربنا
هناك مهمة في أطراف أرض الهويس‏..‏ ستنجزها في الطل مع يحيي ثم ينضمان لصفوف الأنفار عند التوزيع‏,‏ عليهما أن يسلكا في الحقول طريقا مختصرا حتي يصلا إلي هناك‏,‏ يمران علي أكثر من عزبة صغيرة‏..‏ قرب شجرة معروفة سمعا التواشيح‏,‏ ورأيا الخيط الأبيض في الأفق‏,‏ وقمة الشجرة تمطر الندي‏,‏ قبعا علي السكة‏,‏ كان يظنان أن الفجر قد فات‏,‏ وأن النهار قد شقشق‏,‏ ثم ما هي إلا فترة حتي تغمر الشمس الدنيا‏.‏
قالت مسعدة تحثه علي السير‏:‏
‏-‏ قوم أنت هتقعد
ابتسم يحيي ساخرا‏:‏
‏-‏ امتي نقعد بحق وحقيقي
نظرت إليه كأنها تتجاهل ما يرمي إليه‏:‏
‏-‏ طيب قوم
قام يتلفت حواليه‏:‏
‏-‏ مفيش حد غيرنا دلوقتي
قالت وقد بدأ يتسرب إليها الخوف
‏-‏ يعني إيه ؟
‏-‏انتي فهمتيني غلط‏..‏ أنا قصدي اننا دلوقتي لوحدنا في الدنيا زي آدم وحوا‏..‏ بصي حواليكي‏..‏ بصي لفوق‏..‏ شوفي الدنيا عاملة ازاي
‏-‏ اللي يبص لفوق يتعب‏..‏ قرب يا يحيي وفضها سيرة
وهل هي تستطيع أن تفضها سيرة‏,‏ بالأمس فتحت صندوقها‏,‏ تهللت حين رأته عامرا‏-‏ كلف وايشاربات وبكرات خيط وما تبقي لها من أجرها والباقي ابتلعته الدار‏..‏ مسعدة تجهز لنفسها‏..‏ والشغل ليس عيبا والشاطرة تغزل برجل حمار‏,‏ غير أنها كثيرا ما تشعر أنها الحمار‏,‏ تثقل علي نفسها أحمالا كثيرة‏.‏
في الأرض راحت تحكي بعدها للأنفار كيف أن تواه الليل قد أخذها‏,‏ سألتها خضرة عن الغرام في الليل فأطرقت وقالت‏:‏
‏-‏ يخصي عليكي يا خضرة‏.‏
ثم شردت قليلا وقالت أنها حين خرجت من الدار نسيت أن تأخذ الباب وراءها‏,‏ تخشي علي أمها من البرد‏.‏
غنت مسعدة‏..‏ لم يكن صوتها جميلا‏,‏ لكنها اليوم غنت حقا وتهلل وجهها بحق‏,‏ وانفرجت تجاعيد الزمن علي خديها وطاوعها الأنفار وردت عليها بهيجة‏:‏
‏-‏ والنبي بتغني أحسن مني
‏-‏ صحيح يا بهيجة‏.‏
‏-‏ والنبي صحيح
اندمجت أكثر‏..'‏ بهيجة لما علا صوتها وارتفع جاءها الحظ وكان البخت‏'..‏ فلترفع صوتها أكثر‏,‏ كان الصوت يرق ويلين‏..‏ ثم يرتفع عاليا‏..‏ شعرت أنها كبيرة وقوية‏..‏ مثل الهويس تماما‏..‏ الآن صارت عروسا تتهيأ للزفاف‏..‏ حضنها الآن جاهز لابن الحلال‏..‏ هي وابن الحلال نزل عليهما الطل والتواشيح‏..‏ أوقفها العطش عن الغناء‏,‏ هي عطشي منذ ساعة لكن رغبتها في مواصلة الغناء جعلتها تنتظر‏,‏ شقت الخضرة بجسدها فارع الطول والتمست طريقها إلي البحر بعد أن فوضت بهيجة بالغناء‏.‏
ماء البحر يشفي العليل‏,‏ وماء البحر يرقص في صدر الهويس‏..‏ وطرقات الماسورة السفلية تتوالي‏..‏ اقتربت‏..‏ صارت علي الشاطئ ورأيناها من بعيد وهي تقف علي الشاطئ‏..‏ تتابع تدفق الماء قبل أن تشرب‏,‏ منظر يروق لنا دوما‏,‏ ثم رأيناها تتابع قمة الهويس ورأيناها تمعن النظر‏,‏ كانت أصواتنا تعلو بالغناء وكأننا نعلن رغبتنا في أن تشاركنا من بعيد‏..‏ وفجأة لم نرها‏,‏ وجرينا صوب الهويس‏,‏ وتخلصنا من رعشاته التي تصيب أجسادنا ووقفنا‏,‏ لكننا لم نجدها‏,‏ ولم نجد أثرا سوي موضع انزلاقها‏,‏ كان الماء يتلاطم في صدر الهويس وكنا نعرف ماذا حدث‏..‏ لكننا لم ننطق شيئا سوي اسمها مسعدة‏..‏ مسعدة
ولم نسمع سوي قرعات الماسورة أسفل الهويس‏,‏ تري هل احتفظت بها الشبكة أسفله‏,‏ للهويس شبكة في الأسفل‏,‏ هكذا يقولون‏,‏ لكن هل بوسعه أن يحتفظ بها حية‏.‏
لكن عامل الهويس حين حجب الماء لم يجد مسعدة‏,‏ وجد الشبكة خالية‏,‏ ليست مسعدة التي تدخل الشبكة وأطلقونا مع الشاطئ نمشي مع التيار الزاحف للماء‏,‏ كان هدفنا مسعدة لكننا لم نجدها‏.‏
في عزبة بعيدة وجدوا الايشارب عائما ثم طفت مسعدة خلف ايشاربها‏,‏ واكتشفنا أن شعرها جميل وأن ضفيرتيها تمضيان خلف رأسها وتبدو كسمكة جميلة‏.‏
ويشرد عبد الرازق أكثر ويقول‏:'‏ وحملناها فوق الحمار وشققنا بها الحقول كانت عيناها مفتوحتين فلم يكن في البحر من يسبلهما كانت كأنها تلقي بنظرة أخيرة علي الحقول وكنا نمضي خلفها كأننا نزفها ليلة دخلتها لكن بلا صوت‏..‏
وكنا نفكر من ستتولي مهمتها في الغناء بعد رحيلها‏.‏
اليوم الأخير
في كل واحدة شيء تجذب به الرجال حتي لو كانت هذه الواحدة بهيجة‏,‏ هذا ما أدركه قاسم الكفراوي مقاول الأنفار بعد طول غفلة‏,‏ انفردت واستدار وجهها‏,‏ واظهر الكحل اتساع عينيها‏,‏ وأظهر عمق العينين شيئا لا يدريه وأكل الخيط من حاجبيها الكثيفين فأظهر أرضا جديدة لم تكن من قبل‏,‏ لكن كيف أدرك عبد الرازق ما لم يدركه هو‏..‏ كيف كشف هذا الغشيم عن أرض لم يبلغها هو وعن ومحيط أهمله ولم يلق له بالا‏..‏ هذا الممعن في الأرض دوما كأنه ينظر إلي مثواه‏,‏ أيكون قد فك عقدتها وفرد المطوي منها‏,‏ أم أعجزه الشقاء أن يحرث جيدا‏..‏
وهل عجز عن حرث أرض من قبل‏..‏ الشهادة لله ليس كمثله من يعالج الأرض‏..‏ إنه يجتاح الصعب في سكته‏..‏ يأتي لأرض الهويس نهارا وبالليل يأخذ من طين الترع والمصارف ويصنع طوبا أخضر يبيعه للناس‏,‏ هو نفسه يحيل الصعب إليه‏..‏ وتبقي ملامحه قبل اجتياح الصعب وبعده واحدة وكأنه قطعة من الأرض التي يعايشها‏..‏
ويطيل المقاول النظر من جديد‏..‏ يري الوجه يزداد شروقا يري كل شيء يغمز في وجهها
‏'‏ ولو‏..‏ الأرض لا تحتاج إلي حرث فقط‏..‏ ولكن تحتاج إلي سقاية أيضا‏'.‏
أهم شيء السقاية‏..‏ وتبدت صورة‏'‏ عبد الراز ق مسعد‏'‏ وهو بصدره العريض يقف خلف سد الماء مثل الهويس مهمته أن يحجب الماء حتي تغمر الأرض فيما قبل السد‏,‏ ثم يفتح السد فيضرب الماء صدره بشدة فيتلقاه وكأنه يستحم وهو يدعو الماء المتدفق ليغمر فيما بعد السد‏:‏
ولو‏..‏ بهيجة زحفت للقلب والحل عند التوزيع
لا يستطيع أن يوزعها لحجرة الجنينة‏..‏ سيفهم عبد الرازق‏,‏ البنات يرفضن أن يذهبن إليها‏..‏ حجرة الجنينة ليست شغلا‏..‏ ونظافتها ليست سببا مقنعا لدعوتهن‏.‏
لكن المقاول قد يأتي بالسبب المقنع‏.‏
‏-‏ارمي التراب جنب أوضة الجنينة‏.‏
‏-‏ انقلي النجيل جنب أوضة الجنينة‏..‏
حطي مية الأنفار في أوضة الجنينة‏..‏ المية فيها تفضل ساقعة‏.‏
وتعرف كل بنت كيف‏'‏ تخطي‏'‏ الحاجز‏..‏ والحاجز دائما هوالمقاول الذي يكون رابضا هناك جنب التراب وجنب النجيل‏..‏ أو قابعا بجوار الماء الساقع‏..‏ لكن بنتا بعينها لا تمانع أن تعمل في حجرة الجنينة والأنفار يعرفونها جيدا ويسألونها‏:‏
‏-‏ بذمتك مش عينه فارغة‏.‏
وتضحك هي‏:‏
‏-‏ مش عينه بس يا غلبا نين‏..‏ د اهو كمان غلبان
إذن توزع بهيجة لحجرة التبن‏..‏ هو لا يذهب هناك دائما فليذهب إلي هناك علي غير عادته‏..‏ ستكون بالطبع هناك‏..‏ هناك سيكتشف أرضا جديدة‏..‏ ستكون المغامرة‏..‏ كم سيعجبها أن يلتفت المقاول إليها المقاول الذي لم يكن يعبأ بها‏..‏ كم صرخ فيها لتكف عن الغناء‏..‏ هل كانت تغني له‏..‏ ربما‏..‏ إنها كانت تستقبل مجيئه بالغناء وتشيعه كذا بالغناء‏..‏ لن يكون هناك مجال لأغان‏..‏ هناك سيكون بوسعه أن يكلمها‏..‏ يسألها عن حاجات لم يكن يخطر بباله أن تألفها‏..‏ في الصباح جحظت عينا عبد الرازق غضبا‏..‏ وهو يري المقاول يوزع امرأته بعيدا عنه‏..‏ وها هي تخطو بعيدا‏,‏ الظهر زحف علي الدوار‏..‏
وها هو يتكسر علي بابه‏..‏ وها هو الظل الظليل‏,‏ تصورها فرحانة‏..‏ لا تعب ولا عرق‏..‏ وها هي بعيدة عنه‏..‏ تري هل فهم شيئا‏,‏ لابد أنه مايزال ممعنا في الأرض في نفس المكان كأنه ينظر إلي موضع حتفه‏..‏ فتح باب الحجرة فجأة‏,‏ كانت تملأ غلقها تبنا وكان يقف خلفها عريضا كأنه الثور الذي ينتظر ذاك التبن‏..‏ كمن لدغها عقرب فزعت ثم دبدبت في الأرض وتفلت في صدرها‏.‏
‏-‏ يا ساتر يا رب
‏-‏ مالك يا بت مش علي بعضك
‏-‏ما أنت بر ضة جيت سكيتي لا احم ولا دستور
‏-‏ احم ودستور هناك لما تكو ني في د ا ر كوا
وأردف وهو يقترب ويشدها إليه‏:‏
‏-‏ لكن هنا لا احم ولا دستور
وفوجئ بها تدفع الغلق بقدمها ويدها تعلو ثم تهبط علي صدغه‏,‏ لأول مرة يدرك أن كفها عريض‏,‏ ولأول مرة تدرك أن صدغه العريض مكتز
اقترب منها وهبطت يده علي ظهرها‏:‏
‏-‏ هيه حصلت يا بت
‏-‏مش أحسن‏..‏
‏-‏ أحسن‏..‏ هو ا نت فا كره نفسك‏..‏ دانت بهيمة‏..‏ اشتغلي يا بنت الكلب‏.‏
لعقتها‏,‏ كانت الصفعة قد أطفأت النار المتقدة في صدرها‏..‏ هل هي حقا بهيمة ؟‏..‏ نحت عنها هذا الخوف‏..‏ لو لم يكن لها شأن لما سعي وراءها‏..‏
الآن أدركت سبب جحوظ عيني عبدالرازق ساعة التوزيع‏..‏ لم يكن حاله كانت دائما عيناه راضيتين كأنهما تقاسما الوجود في الصبح الآتي‏..‏ إذن هو يحترق الآن‏..‏ متي ينتهي النهار؟ ستقول له كلاما كثيرا‏:‏
‏-‏ لأ يا عبد الرازق يا خويا‏..‏ إن شاء لله حتي نجوع
امتلأت عيناه بالرضا الذي غاب عنه في الصباح
‏-‏ عمر ما حد مات من الجوع يا بهيجة‏..‏
ثم أردف‏:‏
‏-‏ يعني استبينا ؟
‏-‏استبينا عمري ما أنا سارحة معا ك
وكان اليوم الأخير لبهيجة في أرض الهويس قبل أن تأتي بمو لودها الأول‏'‏ مسعد‏'‏
‏**‏ فصول من رواية جديدة للأديب فريد معوض الذي توفي الشهر الماضي عن‏49‏ عاما‏,‏ تاركا مجموعات قصصية‏,‏ وروايات منها أيام في الأعظمية وفي وجه الريح والمرسي والأرض التي تحولت إلي مسلسل تليفزيوني‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.