قرر المعلمون تعليق إضرابهم اعتبارا من اليوم بجميع المدارس, ومنح فرصة للحكومة إلي حين تحقيق مطالبهم, وفقا لخطة زمنية واضحة ومحددة. وقال بيان لنقابة المعلمين المستقلة أصدرته مساء أمس: إن تعليق الإضراب مشروط بتلبية مطالب المعلمين. وأعلن الدكتور أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم عن حزمة من القرارات المهمة التي يقرها مجلس الوزراء في اجتماعه الطارئ اليوم, وفي مقدمتها عدم احتساب الامتحانات البالغة قيمتها200 يوم في السنة, ضمن إجمالي الحوافز التي تصرف للمعلمين, وصرف حافز مادي إضافي لتحقيق زيادة ملموسة في أجر المعلم. ومن جانبه, أعلن د. طارق الحصري, مساعد وزير التعليم للتطوير الإداري, أنه تم تكليف المالية والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بوضع حد أدني للأجور للمعلمين خلال6 أشهر علي الأكثر. وقال: إن رئيس مجلس الوزراء أصدر قرارا بصرف حافز للمعلمين اعتبارا من يوليو الماضي بنسبة75% للمعلم المساعد, و50% للمعلم, و25% لباقي المعلمين بتكلفة1,7 مليار جنيه, وسيتم الصرف مع مرتب الشهر الحالي وبأثر رجعي. وكشف الحصري عن دراسة إعادة تطبيق سياسة تكليف خريجي كليات التربية للعمل كمعلمين بالمدارس. وأعلن اتحاد المعلمين المصريين ولجانه النقابية في المحافظات ونقابة المعلمين المستقلة وممثلو المعلمين في المحافظات تعليق الإضراب بالمدارس بدءا من اليوم تعليقا مشروطا لحين تحقيق المطالب العادلة التي رفعوها وفقا لخطة زمنية واضحة, ولإعطاء الفرصة لمجلس الوزراء لمراجعة موقفه من مطالب المعلمين في الفترة المقبلة. كما أعلنوا في بيان لهم مساء أمس احتفاظ المعلمين بحقهم في اتخاذ مختلف المواقف التي من شأنها الدفاع عن حقوقهم بالطرق المشروعة والسلمية, وكذلك الاحتفاظ بتحديد خطوتهم التالية. وأعربوا عن رفضهم لما جاء في بيان مجلس الوزراء الأخير, لأنه تجاهل مطالبهم المشروعة في إحداث تغيير حقيقي في سياسات وزارة التربية والتعليم والتي همشت التعليم الحكومي وجعلته في ذيل التعليم في مصر, وهمشت كل من ينتمي لهذا التعليم معلما وطالبا. وقد فض المعلمون اعتصامهم أمام مجلس الوزراء مساء أمس بمجرد تدخل الشرطة العسكرية والأمن المركزي لفتح شارعي قصر العيني ومجلس الشعب في الساعة التاسعة مساء أمس بعد إغلاقه لمدة15 ساعة. من جانبه, أكد أيمن البيلي, وكيل نقابة المعلمين المستقلين, أن الإضراب في المدارس مستمر حتي اليوم( الأحد) لحين ما سيتم اتخاذه في اجتماع شرف, منوها إلي إصدار بيان من النقابة, إما بإنهاء الإضراب في حالة الاستجابة لمطالبهم أو الاستمرار إلي أجل غير مسمي, وتنظيم وقفة الأربعاء المقبل. في غضون ذلك, أعلن أحمد مالك, عضو ائتلاف طلاب مصر أنه سيتم تنظيم مسيرة الأربعاء المقبل من عمر مكرم إلي مقر وزارة التربية والتعليم تضامنا مع المعلمين والمطالبة بمطالب أخري للطلاب تحت شعار أنا مش بهيم.. ونازل أطور التعليم. من جانبه, قال حسن العيسوي, منسق حركة معلمون بلا نقابة, إن هناك حالة تخبط شديدة بين صفوف المعلمين وعدم وضوح للرؤية, مشيرا إلي أن النية تتجه لدي معظم المعلمين إلي الاستمرار في الإضراب بالمدارس لحين معرفة نتائج اجتماع مجلس الوزراء اليوم. وأشار إلي أن رئيس الوزراء وحده يملك الحل في إقرار صرف الإثابة بنسبة85% لجميع المعلمين فورا, ويتعهد بصرف باقي النسبة وفق خطة زمنية لا تتجاوز عدة أشهر, مؤكدا أنه في حالة صدور مثل هذا القرار, فإن99% من المعلمين سيعودون فورا للعمل, مضيفا أن مطلب إقالة الوزير ليس محل اتفاق بين جموع المعلمين. وكان المعلمون المحتجون قد قطعوا شارعي قصر العيني ومجلس الشعب أمس رافعين لافتات تطالب بإصلاح منظومة التعليم, وإصلاح الأحوال المالية والاجتماعية والمهنية لرجال التعليم, وإقالة الفاسدين علي حد وصفهم من الوزارة. ورفض حسن العيسوي, أمين نقابة المعلمين المستقلة, اتهامات البعض لهم بأن مطالبهم فئوية, معتبرا أن هذه المطالب ليست مادية, لكن هدفها النهوض بالعملية التعليمية, مشيرا إلي أن وزارة التعليم الحالية لم تقدم رؤية واضحة للسياسة التعليمية ما بعد ثورة25 يناير, معتبرا أن مطالب المعلمين في الفترة الحالية هي امتداد لمطالب الثورة. ورفض المعلمون مقابلة د. عصام شرف أمس رغم محاولات الناشط السياسي جورج إسحق مع المضربين لتشكيل وفد يمثلهم لمقابلة رئيس الوزراء الذي ظل بمكتبه لما يقرب من8 ساعات أمس, محاصرا بمظاهرات واعتصامات المعلمين. بينما كشف مصدر بمجلس الوزراء عن أن شرف التقي باثنين من ممثلي المعلمين عصر أمس, واستمع لمطالبهم, ووعدهما بالاستجابة لهم في حدود المتاح.