فى ظل ظروف بالغة الحساسية من التوترات والتهديدات التى تواجه المنطقة، نجحت لقاءات مكةالمكرمةفى توصيل رسالتها المبتغاة، ووضع الزعماء أيديهم على نقاط الضعف، وأولويات العمل من أجل تجاوز عقبات المرحلة الحاسمة، التى يعيشها العالمان العربى والإسلامى، فى خضم صراعات لا تنتهى، وتحركات غير حسنة النوايا، ولا مأمونة العواقب. تحدث الجميع فى مكةالمكرمة، وجاء دور الرائدة القائدة مصر، وكلمة قائد مسيرة تنميتها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وسط توقعات المتابعين أن تكون ملهمة، فجاءت أكثر إلهامًا، وأشد تأثيرًا، لأنها من وجهة نظرى وضعت «كتالوجًا مصريًا» خالصا، لحل أزمات المنطقة العربية، وصيانة أمنها القومى، والتصدى لكل محاولات زعزعة استقرارها، دون أن تغفل أو تهمل باب السلام والحوار، فى علاقة متوازنة بين القوة والسلام، تحمل بصمة مصرية خالصة، ترتكز على الحزم والحكمة. أقول: إنه بات أمام العالمين العربى والإسلامى «كتالوج مصرى»، ونموذج وضعه الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام هذا الحشد الكبير من الزعماء والقادة، فى أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة، وأؤكد أن هذا النموذج المصرى هو الطريقة السحرية؛ ليس لإنقاذ المنطقتين العربية والإسلامية من المخاطر المحيطة بهما فقط، وإنما لإنقاذ العالم بأسره، إذ إن «النموذج المصرى» الذى قدمه الرئيس السيسى يتعامل مع أزمات عالمية ومخاطر دولية، لم تعد ترتبط بعرق دون آخر، أو تقتصر على إقليم أو منطقة دون أخرى، ولذلك فقد بات على الجميع أن يسمع ما تقوله مصر إذا ما التقى قوم يطلبون حلولا عاجلة لأزماتهم .. وكيف لا؟ ومصر هى التى تصدت وواجهت ونجحت فى درء المخاطر، وقهر الأعداء الذين تكالبوا عليها بعد 25 يناير 2011، وحولت تجربتها من دولة تصارع من أجل البقاء، وصون حدودها، ومواجهة مخاطر داخلية وخارجية لا يعلم إلا الله وحده مداها، ومنيدبرون المكائد، ويخططون لها، إلى دولة تقود المنطقة فى مسيرة البناء والتنمية، وتسير بخطوات متسارعة، وواثقة أيضًا، على طريق مستقبل لا يقبل إلا الريادة لمصر الرائدة، والطموح لمصر الواعدة، والانتصار الدائم دون انكسار، ما دامت هناك إرادة وطنية، وحكمة قيادة ووعى شعب، تلك السيمفونية المصرية التى تحمل فى نغماتها سر النجاح على الطريقة المصرية. لعلى من خلال ما ذكرته خلال السطور السابقة، من عرض موجز لخصوصيتنا كدولة، وكشعب، وكقائد حكيم بقلب وعقل ورؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى، فإننى أستطيع القول إن القادة الذين جلسوا فى مكة، عادوا إلى بلادهم يحملون فكرا جديدا، ذا طبيعة إستراتيجية على الطريقة المصرية، التى كشف عنها الرئيس السيسى فى خطابين، لا أكون مبالغا إذا قلت إنهما يجب تدريسهما فى العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وفى معاهد إعداد القادة، ومرجعى فى ذلك يعتمد على 3 نقاط: 1 أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قائد عربى ذو طبيعة استثنائية، قاد مصر فى مرحلة بالغة الدقة والخطورة، تكاد تشبه فى ظروفها ما تمر به المنطقة العربية والإسلامية الآنمن تحديات، وعلى رأسها قضية الإرهاب والتدخلات الأجنبية فى شئون الدول، رغبة فى النيل من سيادتها الوطنية، وفى هذا المقام فللرئيس السيسى تجربة تدرس، استطاع أن ينحاز لإرادة الشعب الرافض لحكم الإخوان، وحقق نجاحات غير مسبوقةضد الإرهاب ومن يمولونه، واستطاع تأمين حدود مصر فى الجبهات الملتهبة، وأجهض مؤامرات الدول التى ترعى الميليشيات، وتغذى التمرد وتمول الإرهاب، ليس هذا فحسب، وإنما فضح هذه المخططات أمام المنطقة، وجعل الخليج ينتبه إلى من يمكر بدوله. 2 أن الرئيس السيسى هو رئيس أكبر وأقوى دولة عربية.. رجل معروف عنه الحزم والقوة فى الحق، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالأمن القومى،وهى منطقة لا تقبل التهاون، ومن هنا جاءت دعوته لبناء مقاربة إستراتيجية شاملة للأمن القومى العربى، مشروطة بمواجهة جميع التدخلات الإقليمية والخارجية بالدرجة نفسها من الحزم. 3 أن الرئيس السيسى هو ابن مصنع الرجال والمؤسسة العسكرية المصرية.. يؤمن بتقاليد تلك المؤسسة وينتهج عقيدتها التى تقوم على أن الحرب على من اعتدى، وأننا لا نبدأ إلا بالسلام، ومن عاد عدنا.. ذلك رجل يؤمن أن الحروب فاتورتها ضخمة، وأن المدنيين هم من يدفعون الثمن، ولكنه قبل ذلك يؤمن أن الاعتداءات تتطلب مواجهة، وأن المقدرات تتطلب حماية، وأن سيادة الدول لا تقبل التهاون أو المساس،وهذا هو سلام القوة، وقوة السلام، التى تنتهجها مصر. ستظل رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى التى عرضها أمام زعماء وقيادات المنطقة، كتالوجًا مصريا تحل به الأزمات بمنتهى القوة والحزم، وأيضا الحكمة، وستبقى نموذجًا إستراتيجيًا لتجاوز العقبات، وفضح المخططات، دون توريط الخطابات الرسمية فى سقطات القول أو توجيه الاتهامات.. إنها عقيدة رجل وهبه الله لمصر ورزق به شعبها، وجعله قائد سفينتنا بحكمة وعقل واقتدار وحزم .. رجل اسمه عبدالفتاح السيسى.