ظهرت العصا العربية فاختفت الفئران الإرهابية، ليس فى اليمن فقط ولكن فى كل شبر عربى، وستختفى إلى الأبد طالما استمرت الإرادة العربية متمتعة بروحها العالية خارج غرفة العناية المركزة التى كانت ممددة داخلها طوال السنوات السابقة، قمة شرم الشيخ العربية هى قمة استثنائية رغم أنها عادية فى انعقادها لأن الظروف التى تمر بها الأمة العربية جعلتها استثنائية فى موضوعاتها عندما شعرت بألم التمزق الذى يهدد بإبادة جزء غالٍ من مكونها الأساسى فى اليمن وليبيا والعراق وسوريا ولبنان. المتأمل فى نتائج القمة السادسة والعشرين التى أقيمت على أرض السلام بشرم الشيخ بعد أيام من استضافتها للمؤتمر الاقتصادى العالمى الناجح بامتياز يكتشف دون عناء أن مصر استعادت ريادتها العربية مرة أخرى بقيادتها الجمع العربى فى ظل ظروف داخلية وخارجية قاسية ليست على مصر فقط ولكن على كل الدول العربية، وأثبت القادة العرب لأول مرة بعد أن كنا نشاهد القمم السابقة لا تخرج عن عبارات الشجب والاستنكار مما يحدث من العدو الإسرائيلى المشترك، إنهم قادرون على اتخاذ قرارات فى منتهى الحزم بعد استشعار المجموع العربى أن كله مهدد بخطر الإرهاب والتطرف الذى يطال بعض الدول العربية وأصبح خطر التقسيم يهدد الكل، فاتخذوا قرارًا بعاصفة الحزم لإنقاذ اليمن من بلطجة الحوثيين الذين انقلبوا على الشرعية لتعطيل مؤسسات الدولة، التحرك السريع للقادة العرب على غير العادة، وفى الوقت المناسب، والتخلى عن السياسة السابقة التى كانت توصم العرب بأنهم اتفقوا على ألا يتفقوا وراءها جيل جديد من الزعماء العرب يتحرك بسرعة وحزم مثل الرئيس عبدالفتاح السيسى والعاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز اللذين كانا إضافة مهمة إلى العقل العربى فى هذا الوقت السيسي أعاد مصر لريادتها، الفعل وليس بالكلام عندما اقترح القوة العربية المشتركة للدفاع عن الأمن العربى، وهى تطبيق لاتفاقية الدفاع العربى المشترك لمواجهة التهديدات التى تواجه الأمة العربية، بعد أن أخذت مصر على عاتقها أن تكون القاطرة التى تقود الأمة العربية نحو الوحدة لمواجهة الخطر المشترك واستعادة قوتها. الرئيس السيسى مدعوم من الشعب المصرى الذى منحه ثقته، ولذلك لم يجد إلا التأييد الكامل لقرار مشاركة القوات المصرية فى عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن الشقيق فى حرب اليمن الثانية ضد الحوثيين، هذا القرار الذى انخرطت فيه قوات من الجيش المصرى مع قوات عربية فى مقدمتها الجيش السعودى هو ترجمة أمينة لتعهد الرئيس السيسى للزعماء العرب بأن الجيش المصرى جاهز مسافة السكة ويكون فى مقدمة المدافعين عن أمن أى دولة عربية تتعرض لأى اعتداء داخلى أو خارجى يهدد الشرعية. والكلام عن انقاذ الشرعية فى اليمن حاول جماعة الإخوان الإرهابية تطبيقه على أنفسهم عندما سرقوا ثورة 25 يناير، هم يحاولون إضفاء الشرعية على الإرهاب، الذى ثار عليه الشعب المصرى وعزل جماعة الإخوان التى لا تختلف عن الحوثيين وداعش وباقى الحركات الإرهابية التى تحاول هز الاستقرار فى العالم العربى للمساعدة على تقسيمه. القمة أجمعت على دعم وتأييد اليمن وتركت الباب مواربًا للحل السياسى، ومصر هى الدولة الوحيدة القادرة على استضافة أى حوار سياسى لإنهاء أى أزمة عربية، هناك رهان على دور مصر فى خلخلة أزمات المنطقة. العرب لا ينسون القضية الفلسطينية رغم أنها تراجعت فى القمة أمام محاولات انقاذ اليمن لكن لن نتنازل عن إحلال السلام العادل القائم على حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة. وهو ما عبر عنه الرئيس السيسى في كلمته أن المنطقة العربية لن تهدأ طالما ظلت حقوق الشعب الفلسطيني مهدرة. تحيا الأمة العربية وتحيا مصر بيت الخبرة العربى.