اختتمت فرقة الحرية للفنون الشعبية عروضها الفنية علي مسرح مدينة تولوز, ضمن مهرجان تولوز الدولي للفنون الشعبية, وبحضور فني وجماهيري عريض. شارك أعضاء الفرقة علي مدار ساعة رقصاتهم التي قدمت التراث المصري الفني الأصيل علي اختلاف فنونه الشعبية التراثية الأصيلة, ليتمتع المشاهدون الفرنسيون بجولة فنية قدمتها فرقة الحرية علي العديد من ألوان الفن الشعبي المصري. بدأ الحفل مع الاستعراض الفرعوني المتميز من خلال أزيائه إلي الموسيقي الساحرة للموسيقار عمر خيرت, التي جعلتنا نعيش في أجواء الحضارة المصرية القديمة وهذه الرقصة توضح دخول موكب الملك وتدل علي سيادة حكمه للبلاد, ثم تلتها الفقرة الثانية رقصة الحصان المستوحاة من الفلكلور المصري لرقص الحصان العربي علي أنغام المزمار البلدي برفقة عدد من الراقصين الذين قدموا مع الحصان لوحة استعراضية متميزة مصحوبة بأداء تمثيلي لاقي استحسان الجمهور. وبعد الفلكلور المصري توجهنا إلي رقصة بعنوان( غزال اسكندراني) حيث قدم أعضاء الفرقة هذه الرقصة المستوحاة من البيئة السكندرية والتي تدل علي غزل الشباب والبنات في إطار رومانسي وعلي أنغام أغنيات شعبية اعتاد عليها أهل البحر. واستمتع الجمهور بعدها برقصة العصا المصرية الحاضرة التي تعكس فنون الصعيد حيث ترمز إلي حرفية الشباب الصعيدي ومهاراتهم في اللعب بالعصا والتحطيب في المناسبات المختلفة سواء مناسبات الزواج أو الأفراح عموما. ومن الصعيد إلي أقصي الجنوب حيث رقصة نوبية تدل علي امتزاج الهوايات والآلات المستخدمة في هذه البقعة من ارض مصر والتي تزخر بمختلف أشكال الفنون وتتميز بإبداع أهلها في صناعة ملابس ذات ألوان مبهرة أصبحت بمضي الوقت سمة مميزة لهم استطاع أعضاء فرقة الحرية أن يعيشونا هذا الحلم. ومن أبرز فقرات الأمسية التي قدمها أعضاء الفرقة. وهم: المخرج نصر الدين محمد مدير الفرقة وخالد سعد ركابي ومحمد رشاد ومحمد علي وتامر صلاح ومنصور عبدالله وعلاء عبدالشافي وأمنية أبو العلا, مرام محروس, وسهيلة سعد, إسراء عبدالفتاح, إيناس مرسي, يحيي عبد المقصود, ومحمد رمضان, سعيد عطية, كانت رقصة عرب العامرية المستمدة من سامر شباب العامرية وفيها تقوم الفتاة باختيار الشاب الذي تريد الزواج منه وبدا واضحا مدي تناغم أداء أعضاء الفرقة مع تشكيلاتهم الجسمانية التي أضفت متعة بصرية علي أنغام الموسيقي لتختتم الفرقة فقراتها مع الزفة الاسكندراني من التراث السكندري وفيها يقوم الشباب والبنات بزفة العروسين ومشاركتهم بفرحة العرس. وقال الأديب احمد زحام وكيل وزارة الثقافة ورئيس الوفد المصري المشارك في المهرجان أن الاهتمام الواسع بالفنون الشعبية المصرية يأتي انعكاسا لمشاعر التقدير والحب التي يكنها لها الجمهور الفرنسي هنا, وإيمانا من جانب وزارة الثقافة بأن هذه الفنون هي التي عملت علي مدي قرون عديدة في ربط الحاضر بالماضي وتوثيق الصلات بين الشعوب والثقافات, مشيرا إلي أن هذه الفرقة أعطت للرقصات والفن والكلمات معني الأصالة, ورسخت الضرورة لإحياء التراث الأصيل في مجتمعاتنا.. تفاعل مع الجمهور وكانت الحفلة الأخيرة التي أحيتها فرقة الحرية شهدت تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور من خلال ما قدمته من روائع التراث الشعبي المصري المعروف في أوروبا, والتي تختزل مسيرة فنية استمرت وتطورت عبر قرون من الزمن, مؤسسة لمنجز إنساني ذي ملامح روحية وثقافية مشتركة تعكس متانة العلاقات الثنائية الثقافية التي تصله بالثقافات من مصر والبحر المتوسط.