تحولت مدينة ركسمبورج وشوارعها الواسعة النظيفة إلي كرنفال ثقافي تنافست فيه فنون وثقافات شعوب من كل ارجاء الأرض من إفريقيا' مصر' ومن آسيا' الصين'' وتايلاند' ومنغوليا' والولايات المتحدةالأمريكية والمكسيك الكل هنا عرض فنونه وتراثه الشعبي الذي يميزه ويعبر عنه00 لكن الفن الشعبي المصري فرض نفسه علي المهرجان بتنوعه وإيقاعاته المتعددة وثرائه في المضمون والشكل علي السواء, فقد تفوقت الطبلة البلدي علي الآلات النحاسية الصينية وكذلك فتن راقص التنورة علاء اسماعيل عقول الجماهير الذين صفقوا له بحرارة غير مألوفة بالنسبة للجمهور الأمريكي الذي يبدي إعجابه إما بإيماءة أو عبر الاستحسان غير المصحوب بالكلام0 وكذلك اهتمت الصحافة الأمريكية بفرقة الحرية للفنون الشعبية المصرية, وأشادت بها حيث نشرت صحيفة ستاندرد جورنال أمس تقريرا مفصلا عن الفرقة المصرية التي تشارك لأول مرة في مهرجان الرقص والفنون بايداهو منذ نحو25 عاما0 وأفردت لها عناوين ومساحة كبيرة وخصوصا راقص التنورة علاء اسماعيل0 مشهد بانورامي من إبداع وتنفيذ شباب فرقة الحرية للفنون الشعبية المصرية, إن دل علي شيء فإنما يدل علي أن هؤلاء الشباب حقا هم أحفاد الفراعنة صناع التاريخ والحضارة, عدسة الأهرام المسائي كانت معهم هناك, داخل المركز الملكي للفنون الجميلة بمدينة بيرلي احدي القري الريفية, وفي شوارع مدينة ركسمبرج بولاية ايداهو الأمريكية, حيث نتاج ما يقدمه هؤلاء الفنانون ضمن فاعليات مهرجان الموسيقي والرقص الدولي, والذي أنطلق في27 يوليو الماضي و يمتد حتي10أغسطس الحالي2010 بين مدينتي بيرلي وركسمبرج. وتشتمل أنشطة المهرجان, والذي يقام تحت رعاية الغرفة التجارية بمدينة ركسمبورج وبرئاسة السيدة دونا بن فيلد, وتحت شعار' أنت وأنا معا' ورش عمل مجانية للأطفال ومسابقات وجوائز. ومن جانبها أكدت لنا إحدي المشرفات الفنيات علي الفرق المشاركة بالمهرجان, أيمي تروي, أن الفرقة المصرية استطاعت عبر عروضها الراقصة غير المألوفة أن تستحوذ علي إعجاب الجمهور وخصوصا أطفال المدارس, الذين صوتوا لصالح فرقة الحرية ومنحوها وسام الجمهور مناصفة مع فرقة الصين للفنون الشعبية, مشيرة إلي أننا نتمني أن تشارك مصر في الدورات المقبلة, خاصة بعد الأثر الطيب والمثير للدهشة الذي تركته فرقة الحرية في نفوس وقلوب الآلاف من رواد المهرجان. وفي إطار مصري قديم, يقدم أفراد فرقة الحرية بأسلوب راقص وعلي أنغام موسيقي عمر خيرت التابلوه الفرعوني الجذاب واللافت للاهتمام, حيث يصلي الفرعون للآلهة من أجل أن تنعم بلاده بالأمن والسلام والاستقرار ويضم الوفد المسافر كلا من: أمير تادرس مدير إدارة البرامج الفنية والمهرجانات ونصر محمد مدير الفرقة و21 راقصا وراقصة وموسيقيا هم: خالد سعد ركابي ومحمد رشاد وتامر صلاح ومنصور عبد الله وعلاء عبد الشافي وأمنية أبو العلا وابتهال إبراهيم, وهند عابدين, ومرام محروس, وسهيلة سعيد, واسراء عبد الفتاح, ويحيي عبد المقصود, ومحمد رمضان, سعيد عطية وعبد الرحيم سليمان. أما في ساحة مدينة ركسمبورج فتتجمع الفرق المشاركة وهي من: مصر والصين والمكسيك وتايلاند ومنغوليا والولايات المتحدةالأمريكية, ثم تنطلق في طابور تتقدمه عربات طفطف لتطوف عبر شوارع مدينة ركسمبورج التي أصطف سكانها علي الجانبين لمشاهدة العروض الحية التي تقدمها كل فرقة من عروض شعبية تميز هذه الدولة أو تلك التي تنتمي لها الفرقة, و يشاركون في أداء بعض الرقصات في صورة جماعية لا يمكنك خلالها أن تفرق بين أعضاء الفرق الشعبية وبين الجمهور, الذين ينصهرون معا في كتلة واحدة علي أنغام المزمار الشعبي والطبول المصرية لتسمع آهات الجماهير وهي تردد: مصر00 مصر' طبعا باللغة الإنجليزية' وفي نهاية اليوم الفني بشارع المهرجان, تبدأ الفرق في العودة إلي النقطة التي انطلقت منها بجوار ستاد ركسمبورج الرياضي, حيث أقيم حفلا الافتتاح و الختام وسط حضور فاق5 آلاف شخص. يشرف علي هذا النشاط عدد من المتطوعين الذين يصطحبون الأطفال وذويهم, في جولة بين الفرق الفنية المشاركة يعرفونهم خلالها بتاريخ مصر القديمة والمعاصرة عبر لغة فنية محببة ومفهومة للجميع حني لو تعذر عليهم التواصل بسبب حاجز اللغة من العربية إلي الإنجليزية.