من المتصور أن نجد قرية أو منطقة عشوائية محرومة من الرصف أو تعاني انقطاع المياه بين فترة وأخري ولكن من غير المعقول أن نجد مناطق عشوائية وقري محرومة من أبسط الخدمات خاصة مياه الشرب والصرف الصحي والخدمة الصحية, وهذه المناطق المحرومة لاتقع في بلاد ما وراء النهر ولكنها موجودة بالفعل في الاسماعيلية حيث تعاني المناطق العشوائية بقطاع الجنوب, والتي تضم العقادة والسعدية وطومسون والشيخ حنيدق والزمالطة وسرابيوم من نقص الخدمات وأصبحت بالفعل مناطق عشوائية, مازالت تعيش في القرون الوسطي ولم تمتد اليها يد التطوير حتي الآن. وفي جولة ل الأهرام المسائي داخل المناطق المحرومة التقينا محمد العبادي أحد أبناء منطقة السعدية والذي بادرنا قائلا: ان المشاكل تحاصرنا والمواصلات لانجدها ورغيف الخبز أصبح قضية يومية ونعاني الامرين في البحث عنه وكذلك نعاني انقطاع مياه الشرب, ناهيك عن أن الوحدات الصحية لا تؤدي دورها نهائيا بل اختفي الدواء والطبيب علي حد سواء وحتي القوافل الطبية ليس لها وجود ولا ندري أين ذهبت ومشكلات أخري نتمني أن نجد لها حلولا جذرية وأن توضع ضمن الخطط الخمسية والعاجلة والاستثمارية والمستقبلية. ويضيف محمود عبدالله وحسين مصطفي من العقادة وطومسون انها مناطق غير مخططة وعشوائية تحتاج لنظرة من المسئولين الذين يهتمون بالحضر ويديرون ظهورهم للأماكن التي نعيش فيها ونحن لانجد رغيف الخبز الجيد وكوب الماء النقي والانارة ووسائل المواصلات الآدمية, حيث نضطر لركوب سيارات نصف النقل والتوك توك التي تخدش حياء السيدات والفتيات حتي الأراضي الزراعية التي نعتمد عليها في معيشتنا ارتفع منسوب المياه الجوفية بداخلها وهناك حدائق لاشجار المانجو اتلفت بسببها. ويشير محمد حسن وحمام سعد من الشيخ حنيدق إلي أن هناك مشاكل أخري لا حصر لها في قطاع التعليم فالمدارس تحتاج لاحلال وتجديد والشكوي دائمة من غياب الاطباء في الوحدات الصحية, وان وجد الأطباء فالمعاملة غير لائقة والخبرة محدودة لدي البعض منهم لان جميعهم من الشباب الحديثي التخرج وفي المواصلات حدث ولا حرج وندعو محافظ الاسماعيلية الذي يغوص في مشاكل النادي الاسماعيلي دون حلها أن يأتي متخفيا ويحاول استقلال سيارات نصف النقل حتي يري بنفسه المعاناة التي نعيشها ووقتها سيكون له كلام آخر. ويؤكد علي الصفتي ومحمد أبو شلبي من أهالي المنطقة أن المناطق الريفية دائما تسقط من خريطة التنمية بالمحافظة ولا أحد يتذكرها سوي في انتخابات مجلس الشعب وكل مانعانيه هو النقص الحاد في الخدمات الأساسية سواء في مياه الشرب أو الكهرباء ورغيف الخبز. أما سمير عامر من أبناء سرابيوم فيؤكد أن قريتهم تم بنائها عقب العودة من الهجرة إبان حرب37 و افتتحها الرئيس الراحل أنور السادات وقتها أطلق عليها النموذجية والآن أصبحت شوارعها مقالب للقمامة وأنتشرت بها القوارض والكلاب الضالة والحشرات الطائرة والروائح الكريهة بسبب غياب النظافة التي أهملها المجلس القروي بخلاف الخدمات الاخري حتي الأسواق التجارية غابت عنها الرقابة وأصبحت ملاذا آمنا لتجار السلع الفاسدة الذين يطرحون بضاعتهم سواء الغذائية أو المنزلية ونكون نحن الضحية بسببها والمطلوب تشديد الرقابة من المسئولين وأن يتحرك محافظ الاسماعيلية بدلا من الجلوس في مكتبه يتابع الاخبار دون ان يعرف مدي صدقها علي أرض الواقع. وتتفق سيدة المحمدي مدرسة من سكان الضبعية في المطالية وعلي وجه السرعة بوجود حلول للأغذية الفاسدة التي تباع في أسواق سرابيوم يوم الخميس والاثنين بالضبعية والثلاثاء بنفيشة والاربعاء بفايد والسبت بالقصاصين وخاصة أن الأمراض انتشرت في هذه المناطق مابين الفشل الكلوي والسرطان وفيروس سي وارتفعت نسبة الوفيات بسببها وهناك تقارير طبية تفيد بذلك.