كارثة بيئية وصحية حقيقية يعاني منها مواطنو محافظة الغربية منذ عدة سنوات تتمثل في النفايات الطبية الخطرة الناتجة عن3079 مستشفي ومركزا وعيادة طبية. علي مستوي مراكز المحافظة الثمانية منها22 مستشفي مركزيا ونوعيا و57 للتكامل الصحي وطب الأسرة و3000 عيادة ومركز طبي خاص. في الوقت نفسه فانه لا يوجد بمحافظة الغربية سوي5 محارق متهالكة بمدن المحلة الكبري وقطور وبسيون وكفرالزيات والسنطة لا تستوعب سوي خمسة أطنان من النفايات الطبية ففي مدينة المحلة الكبري لا توجد سوي محرقة مستشفي الحميات والتي وقع بها أكثر من حريق نظرا لتكدس المخلفات الطبية بها, وقام علي اثرها الأهالي المجاورون للمستشفي بالتظاهر وقطع طريق المحلة طنطا احتجاجا علي عدم اهتمام المسئولين بالصحة العامة لهم, أما في مستشفي بسيون المركزي فان المحرقة الموجودة هناك مكدسة بأكوام النفايات الطبية حيث يتم نقل النفايات والمخلفات من مستشفيات طنطا إليها بالإضافة إلي نفايات مستشفيات كفرالزيات لكون المحرقة الموجودة هناك لا تستوعب سوي عدة كيلو جرامات فقط. بينما تعاني محرقة مستشفي قطور المركزي من أعطال مستمرة مما يجعلها لا تعمل سوي بضع ساعات في الشهر بالإضافة إلي كون المحرقة تشكل مصدرا خطيرا لنشر الأمراض الصدرية لمحاصرة المساكن للمحرقة والمستشفي وكذلك انشاء مبني مستشفي جديد خاص بالحميات وتابع لمستشفي قطور المركزي مما يستدعي نقل المحرقة بعيدا عن المستشفي والكتلة السكنية. وعلي الرغم من وجود11 مستشفي ومركزا طبيا تابعا لوزارة الصحة و12 مركزا للغسيل الكلوي بمدينة طنطا فقط من اجمالي42 مركزا علي مستوي المحافظة فانه لا توجد محرقة واحدة بعاصمة المحافظة مما ينذر بوقوع كارثة بيئية وصحية لا يعلم عواقبها إلا الله مما يتيح الفرصة لعديمي الضمير اللاهثين وراء تحقيق مكاسب خيالية حتي وان كانت علي حساب الصحة العامة للمواطنين في القيام بالمتاجرة في هذه النفايات الطبية الخطرة ليستغلها أعوانهم في صناعة الأواني والأكياس البلاستيكية. ويؤكد أحد أطباء الكلي بالمحافظة والذي رفض ذكر اسمه انه حسب تقرير منظمة الصحة العالمية فان معدل النفايات الطبية يبلغ ما بين800 جرام وكيلو جرام لكل سرير من أسرة الغسيل الكلوي يوميا, فإذا علمنا أن المريض الواحد يتم عمل غسيل كلوي له12 مرة شهريا فانه يتولد عنه12 كيلو جرام مخلفات طبية مما يعني ان ناتج المخلفات الطبية الخطرة لمرضي مراكز الغسيل الكلوي فقط علي مستوي المحافظة يبلغ أكثر من46 طنا مما يعني أننا أمام كارثة حقيقية حيث السؤال الذي يفرض نفسه: أين تذهب هذه المخلفات الطبية الخطرة خاصة إذا علمنا أن القدرة الاستيعابية للمحرقة الواحدة هي40 كيلو جراما في الساعة؟ ويضيف بعض العاملين بالمحارق أن ناتج المخلفات الطبية علي مستوي المحافظة بمستشفياتها ومراكزها الطبية يتم نقله بمعرفة جهاز النظافة التابع لكل مدينة أو مركز مؤكدين أن هناك مسئولين يقومون ببيع حمولة السيارة الواحدة بمبلغ200 جنيه لأصحاب الكسارات والخرازات لاستخدامها في الصناعات البلاستيكية, ويشير إلي أن خطورة الأمر لا تقف عند هذا الحد حيث أن أصحاب هذه الكسارات يأتون بالأطفال للعمل معهم مما يعرض حياة هؤلاء الصبية لخطر الإصابة بالأمراض خاصة من الجراكن والخراطيم والقرب البلاستيكية التي تستخدم في مراكز الغسيل الكلوي. ومن داخل مديرية الصحة بالغربية يؤكد أحد العاملين بها والذي رفض ذكر اسمه هو الآخر خوفا من البطش به ان النفايات الطبية الخطرة الناتجة عن مراكز الغسيل الكلوي وغيرها من المستشفيات والمراكز الطبية بمدينة طنطا تذهب بمعرفة أحد المسئولين بإدارة صحة البيئة بالمديرية إلي كسارة أحد أقاربه باحدي قري مركز السنطة لاستخدامها في صناعة البلاستيكات( مما يجعلنا نردد المثل القائل حاميها حراميها). من ناحية أخري يؤكد الدكتور عادل أبوزيد وكيل وزارة الصحة بالغربية أنه يجري حاليا العمل في انشاء5 محارق للنفايات الطبية الخطرة بالمدفن الصحي بمدينة السادات بالمنوفية والذي يتم نقل قمامة محافظة الغربية إليه وذلك بعد اعتماد وزارة الصحة للمبالغ المالية اللازمة لانشاء هذه المحارق.