عرفت الخلافات الزوجية طريقها مبكرا إلي حياتهما, وفشلت معها كل مساعي الصلح من الأهل والأقارب, خاصة بعد أن أسفرت الزيجة عن ولد وبنت فانقلبت حياة إسلام صاحب محل الأعلاف رأسا علي عقب, ففكر في إنهاء الزواج, لكنه كان يتراجع بسبب أولاده, فأراد أن يفل الحديد بالحديد ويتزوج عليها وعثر علي ضالته, فتاة من دمياط. تحولت الحياة إلي جحيم, وزادت حدة المشاجرات, وبعد فترة مال إسلام لزوجته الأولي بعد أن أنجبت الثانية له ثلاث بنات, فانتهزت الأولي الفرصة وحرضته علي عدم الاهتمام بهن فلم يسجلهن بدفاتر المواليد, ولم يلحقهن بالتعليم حتي كانت الكارثة. بدأت تفاصيل الواقعة تتكشف عقب ورود بلاغ إلي المقدم حسام ناصر, رئيس مباحث قسم الخليفة, بالعثور علي جثة طفلة أسفل كوبري المقطم, اتجاه صلاح سالم, وبانتقال النقيبين محمد عادل ومحمد لطفي معاوني المباحث وإجراء الفحص تبين أن الجثة لطفلة في العقد الأول من العمر مجهولة الهوية, ترتدي ملابسها كاملة وملفوفة بقطعة من القماش وبها إصابات عبارة عن آثار حروق وسحجات بالظهر والذراعين وتجمع دموي بالعينين. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء محمد منصور, مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة, ونبيل سليم, مدير المباحث الجنائية, باشره العميد محمد الشرقاوي, رئيس مباحث قطاع الجنوب, والعقيد محمد العناني, مفتش المباحث, ضم النقيبين محمد عادل ومحمد لطفي معاوني المباحث, بقيادة المقدم حسام ناصر, رئيس المباحث, لكشف غموض الواقعة. وبتكثيف التحريات أمكن التوصل إلي أن المجني عليها تقيم طرف والدها إسلام فرج34 سنة, وزوجة والدها أمل فرماوي33 سنة, مشرفة بمدرسة بالمقطم, بصحبة شقيقتيها نيفين4 سنوات وتاليا سنتين, وأشقائها من زوجة والدهم حمزة3 سنوات وجنا9 سنوات وياسين8 سنوات. وأشارت التحريات إلي أن والدة المجني عليها هبة السيد36 سنة, ربة منزل ومقيمة بمحافظة دمياط, تركت مسكن الزوجية منذ نحو5 أشهر, وأن كلا من الوالد والزوجة الثانية كانا دائمي التعدي بالضرب وتعذيب المجني عليها وشقيقتيها. عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة وبمواجهتهما أمام العقيد محمد العناني مفتش المباحث بالمعلومات والتحريات أيداها واعترفا بارتكاب الواقعة, وقرر المتهم الأول أنه عقب توجه المتهمة الثانية لعملها تاركة المجني عليها, وشقيقتيها بصحبته اكتشف قيامهن بتناول وجبة غذائية سبق وأن أعدتها المتهمة الثانية, مما أثار حفيظته, فقام بالتعدي عليهن بالضرب بقصد التأديب, وانتقاما منهن لعدم الامتثال لأوامره بعدم تناول الطعام, وعقب عودة المتهمة الثانية قامت بالتعدي عليهن بالضرب وتعدت علي المجني عليها باستخدام جاكوش وفي وقت لاحق فوجئا بإصابة المجني عليها بحالة إعياء شديد, ووجود إفرازات تخرج من فمها فحاولا إسعافها عن طريق الاتصال بأحد الصيادلة دون الإفصاح عن سبب حالة الإعياء, فطلب منهما إحضارها للصيدلية للكشف عليها إلا أنها توفيت, فقاما بوضعها داخل ملاءة ثم داخل جوال وقاما بالتخلص منها بمكان العثور باستخدام سيارة ربع نقل تحمل أرقام أ م ب2948 نقل ملك المتهم الأول, وبمواجهة المتهمة الثانية بما جاء بأقوال المتهم الأول أيدتها وبمناظرة أشقاء المجني عليها تاليا, ونيفين تبين إصابتهما بكدمات وسحجات وتجمعات دموية بأماكن متفرقة بالجسم من آثار التعدي عليهما بالضرب. أرشد المتهمان عن سلك كهربائي وحبل غسيل ومجموعة من العصي ومفتاح إنجليزي وجاكوش الأدوات المستخدمة في ضرب وتعذيب المجني عليها وشقيقتيها والسيارة المستخدمة في نقل الجثة والتخلص منها وأمكن التوصل إلي عدد من الشهود.