أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف أن حكومته جاءت لتدير ازمة طبيعية تلازم الثورات, حيث يتم فيها الانتقال من نظام كان يحمل في طياته مؤشرات انهيار سياسي واقتصادي واجتماعي, إلي نظام جديد نريد ان نقدم له عوامل النجاح للانطلاق نحو مصر النهضة, ونظام مبني علي نداءات ابناء الشعب التي تعالت في ميدان التحرير, وتنادي بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. اضاف ان الحكومة نجحت في وقف النزيف الاقتصادي ودخلنا مرحلة البناء علي اسس سليمة قائمة علي الشفافية ومعايير العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد. قال شرف إن الحكومة تعمل علي تطوير البنية التشريعية والمؤسسية لبناء الديمقراطية واتخاذ جميع الإجراءات القانونية لاستعادة الاموال المنهوبة من الخارج, وتأمين الاحتياجات الاساسية للمواطنين في ظل تحديات نقص الموارد واضطراب الأمن في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها. ووجه شرف بعض الرسائل السريعة.. اولاها إلي شباب الثورة أكد فيها التزام الحكومة بتطلعاتهم وامالهم, والحرص الكامل علي تحقيق الثورة لاهدافها فيما يتعلق بالمسارين السياسي وهدفه تحقيق الديمقراطية السليمة والاقتصادي القائم علي اساس مبادئ العدالة والشفافية مشيرا إلي انه يستمع إلي الشباب ويستلهم من ارائهم وحماستهم الكثير لانهم رأس حربة ثورة25 يناير وهذا الشعب العظيم. وأكد شرف في كلمته إلي الشعب المصري بمناسبة مرور100 يوم علي تسلم الوزارة المسئولية اننا بحاجة إلي قدر اكبر من التماسك وقدر أكبر من التوافق حول المستقبل, مشيرا إلي ان اختلاف الرؤي وارد ومفيد مادامت المصلحة العامة هي الغاية ولكن تحول الاختلاف إلي معارك تفتت قوي الثورة سيعود بعقارب الزمن إلي الوراء وهو ما لايجب ان نسمح به. وقال شرف اننا نتطلع لتسليم مصر وهي علي اعتاب النهضة لمن يكمل مسيرة العمل والبناء, ولو بقي يوم واحد في عمر هذه الحكومة, فستعمل جاهدة من أجل بناء المرحلة وبث الأمل. أضاف شرف ان الحكومة تعمل ايضا علي زيادة ثقة المؤسسات الدولية في استعادة الاقتصاد المصري عافيته لبناء جسور ثقة وتوفير الاحتياجات الرأسمالية, بالاضافة إلي استعادة تدريجية للأمن واحساس المواطن بالأمان. وأكد تفاعل الحكومة الايجابي مع التوترات الطائفية والمطالب المشروعة لتحقيق التلاحم الوطني لحلها من جذورها ووضع اسس سليمة للعمل علي الوصول لحل بشأنها, بالاضافة إلي مساندة مصابي الثورة وأهالي الشهداء, وإقرار علاوة15% للعاملين بالدولة. من الناحية السياسية, قال شرف إن حكومته ورثت مشاكل لها ابعاد مؤسسية وثقافية عميقة, وكان لابد ان تعالج جذور كل تلك المشاكل من خلال ترتيبات مؤسسية تضمن ألا تتكرر المشاكل في المستقبل, مشيرا إلي ان الحكومة تعهدت علي ان تسلم الأمانة لم يأتي بعدها ومصر علي طريق الانطلاق وبحيث لايوقفه اي شيء. وأشار إلي انه خلال لقائه أخيرا مع وزير خارجية بولندا اخبره بان بلاده افلست بعد الثورة, واخذوا اعواما حتي يصلوا إلي مثل ما نحن عليه الآن. ولفت إلي ان الحكومة كانت عليها مواجهة الأزمات الشرسة التي خلفها النظام السابق, ومواجهة صعاب صياغة جديدة للحياة السياسية, ورعاية مرحلة العبور نحو الديمقراطية, ديمقراطية حقيقية بكل مايلزمها من اصلاحات تشريعية اساسية, وتحرير تأسيس الاحزاب واستنهاض المناخ الملائم لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة, وصياغة دستور عصري جدير بالبلاد. وقال إن الحكومة واجهت العديد من الصعاب كان من أهمها بعض المطالب الانسانية لبعض فئات المجتمع والتي يسميها البعض فئوية ونحن علي قناعة بشرعية هذه المطالب ولكن يجب الالتفات إلي اننا نحتاج إلي العمل بقوة حتي نستطيع ان نعبر تلك المرحلة, بالاضافة إلي تعديل موقف مصر ودورها في قضايا السياسة الخارجية مثل القضية الفلسطينية وافريقيا وحوض النيل الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الانسان. ودعا إلي المزيد من الأمل لأن الأمل هو في الحقيقة الوسيلة الوحيدة نحو صناعة المستقبل والثقة في انفسنا وفي بعضنا البعض سيسمح لنا بتجاوز كل الصعاب التي نواجهها, فبدون الأمل المستقبل غير واضح الملامح, وعراقيل وبالتالي هذا شيء لانتمناه, مؤكدا ثقته أن في الشعب المصري العظيم بجميع فئاته وطبقاته مؤمن معنا بهذا ويجب بذل مجهود اكبر ونحتاج في هذه الفترة الصعبة إلي دعمكم ومساندتكم للوصول بمصر إلي بر الأمان.