سعادتي بالغة وفرحتي بلا حدود ومصر تعد العدة لإطلاق قناة تليفزيونية إخبارية, ولم أصدق عيني وأنا أقرأ ما أعلنه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من أنه يتم حاليا الإعداد لإطلاق هذه القناة, فأخيرا سيكون لمصر صوت عالمي يبث علي الأثير أصداء ما يحدث في هذا البلد الطيب إلي مناحي العالم وأرجائه المختلفة, صوت يحمل في طياته الحب للعالم أجمع ويتحلي بالمصداقية في نقل الحدث دون تزويق, صوت فيه المهنية الإعلامية بكل إيجابياتها ولا يزيف الحقائق ولا يفتعل المكائد أو يصطاد في الماء العكر. السيد الرئيس عندما أعلن هذا الخبر السار وقال ما قاله, فإن ما جاء علي لسانه كان من مفهوم الأهمية القصوي لهذه القناة التي بإذن الله ستنقل صورة مصر التي تدعو إلي الحب والسلام بين البشر مصححة للصورة المغلوطة التي ينقلها الإعلام المغرض لأرض الكنانة مفتئتا علي وطننا الضارب بجذور عميقة في تاريخ البشرية, وغير عابئ بما يجب أن يسير عليه الإعلام من حياد ومصداقية ومهنية ولا أدل علي ذلك من أن السيد الرئيس جاء علي لسانه أن القناة المصرية العالمية ستكون متصفة بالصدق والأمانة في نقل الخبر والواقع الذي يعيشه أبناء هذا الوطن, خاصة أن معايير الإعلام الإيجابي هي الطريق لعقول المتلقين. السيد الرئيس عندما أعلن هذا الخبر كان علي يقين بأن مصر لديها كوادر إعلامية مبهرة وعلي مستوي طيب للغاية من الكفاءة الإعلامية, وأن هذه الكوادر يمكنها أن تقوم بدور فاعل في إنجاح هذه القناة بما يتفق مع ثقافتها العريقة وتاريخها المجيد. ولعلي أنوه أيضا بأن هذه القناة ستكون حائط صد ضد ما تتقوله القنوات العالمية التي لا هم لها إلا مهاجمة مصر وتزييف حقيقة ما يدور علي أرضها من جهود النماء والتنمية ومن حيث استزراع الصحراء وتشييد للطرق وشق للأنفاق والجبال وبناء للمدارس واعتناء بصحة المواطن وإزالة للعشوائيات ومساكن حديثة للمهمشين والطبقات المتوسطة, ثم إنه لا يفوتنا أن ننوه بأن مصر هي صاحبة الريادة في مجال الإعلام بكل وسائطه, خاصة في محيطها الإفريقي والعربي فهي التي عرفت الإعلام المقروء منذ قرنين من الزمان, وهي التي كانت السباقة في إنشاء أول وسيط للإعلام المسموع منذ أكثر من ثمانين عاما كما كانت أول من قدم الإعلام المرئي قبل نصف قرن في منطقتها, وبالتالي فليس من المستغرب أن تكون لها قناة في مستوي بل وأعلي من مستوي تلك القنوات ذات الطابع العالمي. وإذا كنا نوالي التحية لتصريحات السيد الرئيس حول إنشاء هذه القناة قريبا بإذن الله فإن الأمر يحتاج إلي وقفة نؤكد من خلالها أن هذه القناة يجب أن تخرج إلي الوجود قوية عفية وقادرة علي مخاطبة العالم حسب ثقافاته ورؤاه. وأن يتم اختيار كوادرها من أعلي مستويات الجودة ثقافة واتقانا للغات ودراية تامة بأحوال الوطن وأيضا بأحوال العالم, وأن يكون لها القدرة علي مخاطبة محيطها الإفريقي بما يتفق مع ثقافاته وعاداته وأن يكون لها القدرة أيضا علي مخاطبة عالمها العربي بما يتفق مع تقاليده وعاداته وأيضا مخاطبة العوالم الأخري حسب منهجياتها وعاداتها وثقافاتها. بالإضافة إلي وجوب أن يكون لهذه القناة مجموعة متميزة من المراسلين في عواصم عالمية عديدة, وأن يكون هؤلاء المراسلون متحلين بالمستوي المتميز. مصر بتاريخها وعراقتها وطموحاتها ورغبتها في أن تتبوأ المكانة العالمية الجديدة بها من حقها, بل ومن واجبها, أن يكون لها صوت أثيري عالمي يذود عنها ويرد كيد من يكيد لها.. صوت ينشر الحب والوئام ويدعم الحق ويبرز الحقيقة ويكون مرآة صادقة تعكس حضارتها ومجدها الكبير ومستقبلها المشرق بإذن الله. تحية لصاحب القرار ودعوة إلي تضافر الجهود لكي تخرج القناة في أبهي صورة وأقوي تأثير.