عملية تطويرالأرضوالمدنوالمجتمعات والأعمال التجارية مع تلبية احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال الجديدة علي تلبية حاجاتها هي باختصار ما نطلق عليهالتنمية المستدامة, والتي تتطلب تحسين ظروف المعيشة لجميع الأفراد دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية إلي ما يتجاوز قدرة كوكب الأرض علي التحمل وتجري التنمية المستدامة في ثلاثة مجالات رئيسة هي النمو الاقتصادي, وحفظ الموارد الطبيعية والبيئة, والتنمية الاجتماعية, غير أن أهم التحديات التي تواجهها التنمية المستدامة هي القضاء علي الفقر, من خلال التشجيع علي اتباع أنماط إنتاج واستهلاك متوازنة, دون الإفراط في الاعتماد علي الموارد الطبيعية. ومصر الجديدة اتخذت خطوات أساسية في مسيرة تنميتها الشاملة لربط الحاضر بالمستقبل واستلهام إنجازات حضارتها العريقة, لبناء مسيرة تنموية واضحة المعالم لوطن تسوده العدالة الاقتصادية والاجتماعية, وتعيد إحياء الدور التاريخي لمصر في الريادة الاقليمية, وبحلول عام2030- بإذن الله ستكون مصر الجديدةذات اقتصاد تنافسي متوازن ومتنوع يعتمد علي الابتكار والمعرفة, قائم علي العدالة والاندماج الاجتماعي للارتقاء بحياة المواطنين, وسيكون سوقا منضبطا يتميز باستقرار الأوضاع الاقتصادية الكلية, قادرا علي تحقيق نمو احتوائي مستدام يتميز بالتنافسية والتنوع ويعتمد علي المعرفة ويكون لاعبا فاعلا في الاقتصاد العالمي,, أما قطاع الطاقة فالمتوقع له أن يصبح قادرا علي تلبية جميع متطلبات التنمية المستدامة من موارد الطاقة وتعظيم الاستفادة التامة من مصادرها المتنوعة, بما يؤدي إلي المساهمة الفعالة في تعزيز النمو الاقتصادي والتنافسية الوطنية والعدالة الاجتماعية والحفاظ علي البيئة مع تحقيق ريادة في مجالات الطاقة المتجددة. وفي مجال المعرفة والابتكار والبحث العلمي هناك رؤية لأن تكون مصرمجتمعا مبدعا ومبتكرا ومنتجا للعلوم والتكنولوجيا والمعارف, يتميز بوجود نظام متكامل يضمن القيمة التنموية للابتكار والمعرفة, ويربط تطبيقات المعرفة ومخرجات الابتكار بالأهداف والتحديات الوطنية,.. وبالنسبة للشفافية وكفاءة المؤسسات الحكومية فسيكون لها نصيب من التحديث ورفع معدلات الكفاءة إلي أعلي معدلاتها, مع تحسين موارد الدولة وخضوع الجهاز الإداري للمساءلة, واتسام المرحلة بالشفافية والنزاهة والمرونة,.. وللبعد الاجتماعي نصيب وفير في رؤية مصر2030 إذ أن من المستهدف بناء مجتمع عادل ومكاتف يتميز بالمساواة في الحقوق والفرص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبأعلي درجة من الاندماج المجتمعي, مجتمع قادر علي كفالة حق المواطنين في المشاركة والتوزيع العادل في ضوء معايير الكفاءة والإنجاز وسيادة القانون, ويحفز فرص الحراك الاجتماعي المبني علي القدرات, ويوفر آليات الحماية من مخاطر الحياة, ويقوم بالتوازي بمساندة شرائح المجتمع المهمشة ويحقق الحماية للفئات الأولي بالرعاية. يتبقي من محاور التنمية المستدامة محاور أربعة ذات أهمية خاصة يأتي علي رأسها محور الصحة فيتمتع جميع المصريين بالحق في حياة صحية سليمة آمنة من خلال تطبيق نظام صحي متكامل يتميز بالإتاحة والجودة وعدم التمييز, وقادر علي علي تحسين المؤشرات الصحية عن طريق تحقيق التغطية الصحية والوقائية الشاملة, وتوفير الحماية المالية لغير القادرين, ويأتي محور التعليم ليستهدف إتاحة التعليم والتدريب للجميع بجودة عالية دون تمييزفي إطار مؤسسي كفء وعادل ومستدام, يسهم في بناء الشخصية المتكاملة,.. ويكون لمحور الثقافة من الأهمية بمكان لبناء منظومة قيم ثقافية إيجابية تحترم التنوع والاختلاف وعدم التمييز وتستهدف تمكين المواطن من وسائل اكتساب المعرفة وفتح الآفاق أمامه للتفاعل مع معطيات عالمه المعاصر, وإدراك تاريخه وتراثه الحضاري,.. ولمحوري البعدين البيئي والتنمية العمرانية نصيب وافر, فيعد المحور البيئي أساسيا في جميع القطاعات التنموية والاقتصادية بشكل يحقق أمن الموارد الطبيعية ويدعم عدالة استخدامها والاستغلال الأمثل لها والاستثمار فيها بما يضمن حقوق الأجيال القادمة فيها, كما أنه بحلول2030 تكون مصر بمساحة أرضها وحضارتها وخصوصية موقعها قادرة علي استيعاب سكانها ومواردها في ظل إدارة مكانية أكثر توازنا.