عرضت في مقالي السابق بعضا من الأسباب التي ستجعلني أصوت للرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة المقبلة وفي هذا المقال أعرض بعضا آخر منها وفي هذا السياق اشير لسياسته الخارجية الناجحة التي تمكنت مصر بفضلها من استعادة مكانتها وصورتها التي حاول أعداؤها ولايزالون تشويهها عبر منصات إعلامية مأجورة لا تهدف إلا لزعزعة استقرار البلاد عبر تصيد الأخطاء وتعظيمها ومحاولة الحشد حولها, هنا لا يفوتنا أن نشير لتلك الزيارات المكوكية التي قام بها الرئيس لدول الاتحاد الأوروبي كذلك تلك العلاقات المتوازنة التي مد جسورها مع روسيا وكوريا الشمالية والولايات المتحدةالامريكية, وهي العلاقات التي استطاع بفضل هدوئه وتواضعه ووضوح هدفه ورؤيته الوطنية أن يجعل لمصر فيها نصيب الحليف الند صاحب الرأي والرؤية وليس الحليف التابع المنفذ لأجندات الغير حتي لو جاء ذلك علي حساب الوطن وابنائه, وليس أدل علي ذلك من موقفه الهادئ مما أثير مؤخرا عن عزم الكونجرس الامريكي حرمان مصر من المعونة العسكرية الأمريكية, وهو الهدوء الذي يميز القائد العارف ببواطن الأمور وحقائق الأشياء. والمتابع للنشاط العالمي للرئيس يدرك أنه قادر علي منع نفسه من الانجذاب ناحية قطب واحد من أقطاب العالم, فها هو يولي القارة السمراء اهتماما لم يوليه لها أي رئيس مصري سبقه, تأكيدا علي فكره الاستراتيجي الجديد وايمانا منه بأهمية الدول الإفريقية بما تمثله من قوة اقتصادية واعدة وعمق استراتيجي مهم لمصر, فالرجل استطاع بمهارة شديدة أن يخلق رحما تولد فيه المصالح المشتركة بين مصر ودول القارة السمراء وهو الأمر الذي سيكون من شأنه أن يصبح الطرفان قادرين علي التغلب علي أية عقبات حالية كانت أو مستقبلية. وباختصار شديد فقد استطاع الرئيس بشخصه أن يكسب ثقة واحترام معظم قادة العالم في فترة رئاسته الحالية بشكل مذهل وهو ما سيشكل دعما كبيرا للسياسات التي تنتهجها وزارة الخارجية المصرية تجاه مختلف القضايا التي باتت مصر طرفا اساسيا فيها كقضية الحرب علي الإرهاب علي سبيل المثال لا الحصر. السبب الثاني هو ذلك الاهتمام الواضح الذي يوليه الرئيس بمد قواتنا المسلحة المصرية بأحدث الأسلحة وها هي الطائرات الرافال وحاملات الطائرات الميسترال التي تحمل إحداها أسم جمال عبد الناصر بينما حملت الأخري اسم محمد أنور السادات تقف جمعيها دليلا علي حرص الرئيس علي الحفاظ علي ما للقوات المسلحة من تمييز قتالي وعسكري وفي الواقع فلم يقتصر فكر الرئيس علي توفير وتنويع مصاد السلاح, بل أنه تعدي ذلك لتطوير منظومة العمل العسكري عبر الدخول في استراتيجية بناء قواعد عسكرية جديدة علي أحدث الطرز العالمية وتشهد بذلك قاعدة محمد نجيب التي تم افتتاحها مؤخرا وهي القاعدة التي يجب أن تشكل فخرا لكل مصري وعربي علي حد سواء في ظل ما يعصف بالعالم من حولنا من أحداث جسام يخشي الجميع أن تلقي بظلالها علي الوطن, وبالمثل وفي هذا السياق فلا يمكن أن نغفل ذلك الدعم الواضح الذي أولاه الرئيس لجهاز الشرطة المصرية وهو الدعم الذي ظهر أثره في استعادة الجهاز و بقية الأجهزة التابعة له والمرتبطة به كامل لياقتها المهنية والتقنية علي أسس جديدة وسياسات تتسم بالوعي والقدرة علي تحقيق كثير من الضربات الاستباقية.