ما الذي دفع مصر لشراء حاملة طائرات.. وهل يتحول الجيش المصرى من جيش دفاع إلى الهجوم، وما هى أهم المتغيرات التى جعلت القوات المسلحة تكثف من صفقات التسليح خلال الآونة الأخيرة.. أسئلة يطرحها المصريون. ولعل الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أجاب على جزء منها فى الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر مشيرًا لكيفية تحمل أفراد القوات المسلحة تخفيض رواتبهم للنصف طوال 20 عامًا لنتمكن الآن من تحديث وإحلال الأسلحة التى تقادمت. اللواء دكتور محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، يوضح أن حصول مصر على صفقة حاملتى الطائرات الهليكوبتر المقاتلة "ميسترال" من فرنسا يعد نقلة إستراتيجية، وليس فقط نقلة نوعية، فى تسليح القوات البحرية المصرية، التى تعد القوة الثامنة فى بحريات العالم،وهو ترتيب متقدم للغاية. وكشف خلف ل"بوابة الأهرام"، أنه إذا أضفنا صفقة الرافال الطائرة المقاتلة التى دخلت الخدمة فى قواتنا الجوية، نعرف الإضافة النوعية التى حدثت فى تسليح الجيش المصرى، مع مراعاة أن الرفال يصل مداها ل3500 كيلومتر، وقدرات الميسترال كحاملة مروحيات مقاتل، قادرة على الإبحار فى أى ظروف جوية وتصل لمدى يتجاوز ال2000 كيلومتر عن الحدود المصرية، يسد ثغرة مهمة في البحر الأحمر، ويضع مصر فى مكانها كقوة عسكرية إستراتيجية يحترمها العالم، ويكون لنا "الذراع الطولى" لتأمين مصالحنا فى البحر الأحمر والبحر المتوسط. ولفت خلف إلى التواجد الإيرانى فى البحر الأحمر، سواء بدعم الميليشيات الحوثية فى اليمن، أو عبر التواجد فى الجانب الإفريقى فى إريتريا بالتواجد بفيلق للحرس الثورى فى ميناء "عصب"، لضمان التغلغل الشيعى فى أفريقيا، والإيحاء بحصار دول الخليج من مضيق باب هرمز من جهة ومن باب المندب وإريتريا كمنصة للاندفاع من جهة أخرى. وقال خلف إن هذه المحددات والمطامع فرضت على مصر تأمين المصالح العربية والمصرية عبر جعل البحر الأحمر غير مغر للعدوان، برفع كلفة أى تفكير للاعتداء عليها أو السعى للتحكم فيه. وأشار خلف، إلى أهمية البحر الأحمر كممر ملاحى عالمى وليس إقليميًا محليًا فقط،ومن هنا كانت مساندة مصر بإعطائها ميزة عسكرية، تعطى الانطباع بما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الكلية الحربية خلال احتفالات أكتوبر حين قال إن العالم عبر عن تقديره لمصر ودورها المحورى فى المنطقة، فمصر ليست دولة عدوان وليست فى توجهاتها الهجوم على أى دولة، لكنها تحمى مصالحها وتطور قوتها وفقا لتغير التهديد. وأضاف خلف، أن هناك ضرورة أيضا لاستخدام الميسترال فى تأمين منصات الغاز المستكشف فى البحر المتوسط والحرب على الإرهاب، وطبيعة الميسترال كقاعدة متحركة تضمن لمصر قدرات أوسع من التحرك للدفاع عن نطاقها الحيوى بالبحرين الأبيض والأحمر. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :