تمثل المعلومات مجموعة من الحقائق والبيانات التي تنمي المخزون الفكري والإدراكي للإنسان. وبدون معلومات لن نرتقي ولن نصل لأهدافنا بنجاح. وفي ظل التطور التكنولوجي المذهل أصبحنا محاطين بكم هائل من المعرفة والبيانات, سوق من البضائع الفكرية نما علي جناحي ثورة تكنولوجيا الاتصال أو الأقمار الصناعية والانترنت, وثورة الحواسيب الإلكترونية التي تمكنت من عقول الكبار قبل الصغار. فأصبحنا محاصرين بتعدد الوسائط وهيمنة الأفكار المسرطنة. والأمر لا يتوقف عند التطور التكنولوجي المذهل في عرض الأفكار والبيانات, ولكن في سهولة وسرعة وصولها في أي وقت وأي لحظة لينتهي الأمر بتدمير وتخريب البلاد والاعتداء علي مقدراتها بوساطة الأسلحة المعلوماتية بدلا من الأسلحة التقليدية المكلفة والمتعارف عليها. والمذهل أن أسلحة المعلومات تصوب بوسائل غير مرئية أو ب طاقية أخفاء, فعنصر المفاجأة لا يسمح للمتلقي أن يشحذ أسلحته هو الآخر في لحظة الهجوم عليه. لأنك لا تعلم متي سيتم الهجوم المعلوماتي الناسف. فالضربة تأتيك علي غفلة دون سابق إنذار أو حتي توقع لتجهيز وإعداد سيناريو ملائم لصد الهجمة. وبعد تصويب الهدف والتدمير الشامل للعقول يبدأ المتلقي في الاستيقاظ والانتباه فيفطن للخدعة في وقت متأخر. وبين التلقي والاستيعاب والفهم تكون الفجوة أو الثغرة التي يليها ضربة معلوماتية مدمرة جديدة. معني ذلك لا يوجد هدنة ولا يوجد فرصة للتفكير أو الدفاع. فتكنيك حرب المعلومات الناسفة يرتكز علي التصويب المتلاحق للفريسة. فلا وقت للتفكير ولا التدبير, وغالبا ما يكون اتخاذ القرار متأخرا تماما كما حدث في ثورات الدمار العربي. فلم يستوعب الأغلبية من الشعب كلمة هناك أيدي خفية تعبث بمصر إلا في وقت متأخر بعد سيطرة الإخوان ولولا أن الله حمي مصر بوجود قائد مسيرتنا سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لفقدنا حريتنا لأجل غير مسمي. وأهم ما يميز أسلحة المعلومات هو قلة التكلفة, والإبادة الشاملة الثلاثية للفكر والنفس والهوية في لحظة الاختراق, كما أنها حرب غير معلنة تدار في الخفاء وضرباتها متتالية كحلبة المصارعة. الأمر الذي جعل حيازة أسلحة نووية بلا معني, فما نحتاج إليه باختصار هو تطوير العقول المدنية والعسكرية والوليدة بما يتناسب مع مستجدات العصر للتكيف مع التطورات الحديثة المعقدة واستثمار العقول البشرية بشكل جيد, يجعلها تعمل بشكل سريع ودقيق. فلم تعد الأساليب المعتادة في التفكير هي السبيل للوصول إلي الهدف. فلابد من الحيطة والحذر والتوعية وتدريس الثورة المعلوماتية وتوابعها في كتب التاريخ الحديثة. إن تطوير مناهج التعليم وطرق التفكير لم يعد مجرد أمنية أو حتي فكرة مازالت تحتاج دراسة, فترك مساحات لاتخاذ القرارات هو بمثابة ترك مساحة لسيطرة الأسلحة المعرفية من هويتنا وتمكينها من بلادنا العربية. إننا في حاجة إلي علاج بالمعلومات, وهذا النوع من العلاجات لا يستخدم فقد مع المرضي للاستبصار بذاتهم ومشكلاتهم, ومن ثم تعديل سلوكياتهم ليكونوا علي وعي بمشكلاتهم وسبل حلها والتعايش معها. العلاج بالمعلومات وسيلة نفسية متعددة الطرق, نحتاج إليها جميعا لندرك فنيات الحياة الحديثة وأساليب إدارة الحروب ومن ثم ندرك أهمية الوطن وأهمية الدور الذي قام به العقل المبدع لسيادة الرئيس في حماية بلادنا من الدمار الشامل. حمي الله مصرنا وحفظها ان شاءالله من يد العابثين المتنمرين لسقوط الوطن العربي قاطبة.