كشف تقرير أمريكي أن قرار واشنطن في22 أغسطس الجاري بإرجاء أو إلغاء مساعدة تناهز قيمتها300 مليون دولار إلي مصر بمثابة مفاجأة للقاهرة. وقال التقرير الذي نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني تحت عنوان: قرار واشنطن المبهم بشأن المساعدات إلي مصر: إنه لعدة أشهر, افترضت الحكومة المصرية أن التوافق الدافئ بين البلدين كان كافيا لضمان علاقات ثنائية وطيدة تشمل المساعدات العسكرية الأمريكية بعد سنوات من عدم اليقين في ظل الإدارة الأمريكية السابقة, ومع ذلك, تعكس التغييرات علي مستوي المساعدات السياسات البيروقراطية والمحلية المعقدة التي تنطوي عليها السياسة الأمريكية تجاه مصر, والتي عجزت إدارة ترامب عن معالجتها في هذه الحالة, الأمر الذي أسفر عن نتيجة مربكة تتعارض علي الفور مع الأولويات الأخري للإدارة الأمريكية. وأشار إريك تراجر, كاتب التقرير, إلي أن القرار الأمريكي يعكس الصراعات المؤسسية حول ثلاث حزم منفصلة من المساعدات المقدمة لمصر, كما أن القرار يؤثر علي الإستراتيجية الشاملة للعلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر ويعكس حالة من الفوضي في عملية صنع السياسات, حيث كان يتم الإعلان عن قرارات الإدارات السابقة بشأن التغييرات في المساعدات بعد إبلاغها إلي أعلي المستويات في الحكومة المصرية, ولم يعلم كبار المسئولين المصريين بالقرار الحالي سوي بعد قراءة تقرير أولي لوكالة رويترز, كما يأتي خفض المساعدات قبل أسابيع فقط من الموعد المقرر لاستئناف الولاياتالمتحدةوالقاهرة مناورات النجم الساطع المشتركة التي تجري مرة كل عامين, والتي أعيد تصميمها بناء علي حث واشنطن من أجل التركيز علي مكافحة الإرهاب بعد توقف دام أربع سنوات. وجاء في التقرير الأمريكي, أن عملية التعميم كانت ضعيفة التنسيق داخل الحكومة الأمريكية, وبالفعل تسربت سياسة المساعدات الجديدة قبل ساعات فقط من وصول وفد أمريكي رفيع المستوي يضم المستشار الأقدم للرئيس ترامب جاريد كوشنر, ونائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي دينا باول ومبعوث السلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات إلي القاهرة لعقد اجتماع مع الرئيس السيسي, وكان الوفد يزور مصر في إطار جولة إقليمية أوسع نطاقا تركز علي تعزيز السلام الإسرائيلي الفلسطيني وإنهاء المواجهة بين شركاء واشنطن في الخليج, بيد أن قرار المساعدات سيجبر الوفد علي معالجة العلاقة الأمريكية المصرية بدلا من هذه الأولويات الأخري.