«إرجاء أو إلغاء المساعدات لمصر يكشف الفوضى في صنع السياسيات الأمريكية».. هكذا علّق معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، في تقرير للكاتب إريك تراجر، اليوم السبت، على قرار الكونجرس، مؤكدًا أن تلك الخطوة تعكس الصراعات المؤسسية حول الحزم المنفصلة من المساعدات المقدمة لمصر. وكشف "تراجر" من خلال التقرير أن التوافق الدافئ بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمصري عبد الفتاح السيسي كان كافيًا لضمان علاقات ثنائية وطيدة تشمل المساعدات العسكرية الأمريكية بعد سنوات انقطاعها في ظل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما. وأوضح أن إدارة ترامب عجزت عن حل التغييرات على مستوى المساعدات السياسات البيروقراطية والمحلية المعقدة تجاه مصر، الأمر الذي أسفر عن تخبط الإدارة الحالية في التعامل مع أولوياتها. وتابع التقرير أن القرار يعكس الصراعات المؤسسية حول ثلاث حزم منفصلة من المساعدات المقدمة لمصر، حيث عملت إدارة ترامب على تحقيق سيطرة مباشرة بشكل أكبر على الحزمة الثالثة، المتمثلة في 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية لمصر، أو 195 مليون دولار. والأكثر من ذلك أن "الكونجرس" اشترط تصديق وزير الخارجية على قيام مصر باتخاذ خطوات فعالة نحو تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن إدارة ترامب تنازلت عن هذا الشرط لأسباب تتعلق بالأمن القومي، بل وضعت شروطصا جديدة لاستخدام تلك المساعدات، على أن يتم تنفيذها من قبل "وكالة التعاون الأمني الدفاعي"، والمسؤولة عن إدارة المساعدات العسكرية، وفقًا للكاتب. ولفت "التقرير" إلى أن الشروط المفروضة لتقديم المساعدات العسكرية لمصر غير واضحة بعض الشيء، حيث تحدثت الإدارة الأمريكية عن مخاوفها من عدم إظهار مصر تقدمًا في قضايا المجتمع المدني. حيث طالبت الإدارة الأمريكية تحسين قانون المنظمات غير الحكومية الجديد أو حل محاكمة المنظمات غير الحكومية لعام 2013 والتي كانت تمولها الولاياتالمتحدة، إضافة إلى ضرورة احتضان حماس الجهود الأمريكية لإعادة تركيز التعاون العسكري على مكافحة الإرهاب. وأخيرًا أن تتوقف مصر عن استضافة العمال الكوريين الشماليين، وعدم قديم فوائد اقتصادية أو عسكرية لكوريا الشمالية”، كما أكّد الرئيس ترامب خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس السيسي في 5 يوليو. وأوضح "التقرير" أن الشروط العشوائية للإدارة الأمريكية تجاه مصر وقرار حجب المساعدات يعكس حالة الفوضى في صنع القرارات. ونوه إلى أن خفض المساعدات يأتي قبل أسابيع من الموعد المقرر لاستئناف الولاياتالمتحدةوالقاهرة مناورات "النجم الساطع" المشتركة التي تجري مرة كل عامين، والتي أعيد إحياؤها مجددًا بعد توقف دام 4 سنوات. وتطرق التقرير إلى زيارة الوفد الأمريكي والذي يضم المستشار الأقدم للرئيس ترامب جاريد كوشنر، ونائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي دينا باول، ومبعوث السلام في الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، للقاهرة لعقد اجتماع مع السيسي، حيث كان من المفترض أن يتم مناقشة الجهود العربية في إحياء السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وإنهاء المواجهة بين شركاء واشنطن في الخليج. واختتم التقرير بالقول: "بإمكان الإدارة الأمريكية أن تخفف من الارتباك الذي أصاب العلاقة الثنائية بين القاهرةوواشنطن، وذلك من خلال وضع شروط أكثر وضوحًا حول المساعدات العسكرية المؤجلة لمصر، ومراعاة أن الجانب المصري أصبح متشككًا في توجهات الإدارة الأمريكية الحالية".