منذ أيام انعقدت قمة زعماء دول حوض النيل بأوغندا بمشاركة مصر, ولم تكن مفاجأة بالنسبة لي ماتوصلت إليه ثلاث طالبات بقسم صحافة بكلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية عند إجراء تحقيق صحفي حول معرفة الشباب الجامعي لدول حوض النيل فقد عجز كل أفراد العينة100 طالب عن ذكر أسماء الدول التي تتقاسم نهر النيل-11 دولة مصر السودان جنوب السودان أوغند تنزانيا رواندا بورونديالكونغوكينياأثيوبيا أريتريا اكتفي عدد منهم بذكر مصر والسودان وأثيوبيا, جهل الشباب الجامعي بدول حوض النيل وعدم معرفتهم حتي أسماء الدول يرجع في أحد أسبابه إلي تجاهل مناهج التعليم لتدريس جغرافية النيل والدول التي يمر بها دول المصب ودول المنبع وتجاهل دراسة تاريخ هذه الدول وثقافتها, وعلي المستوي الإعلامي ارتبط الاهتمام بدول حوض النيل بالأزمات وأزمة بناء سد النهضة نموذج, ولهذا كانت أثيوبيا الدولة الحاضرة في إجابات الشباب,وعلي المستوي الثقافي لاتوجد لدينا أي معرفة بالفنون الأفريقية رغم تنوعها وثرائها..لاتعرف عن الأفارقة إلا لون بشرتهم. أفريقيا بالنسبة لنا أمن قومي, فالنيل شريان حياة المصريين ينبع من هناك, في أفريقيا جيران يشاركوننا شربة الماء تربطنا أخوة النهر..وأفريقيا سند في المحافل الدولية54 دولة54 صوتا قادرا علي دعم مواقفنا خاصة المتعلقة بالقضية المحورية القضية الفلسطينية. أفريقيا بالنسبة لنا تمثل الكثير,ليس فقط نهر يجمعنا وأصوات تساندنا, وإنما أيضا فرص غير متناهية للإستثمار, سوق من مليار نسمة, ورغم انضمام مصرلاتفاقية السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا الكوميسا فان أرقام تصديرنا لأفريقيا متواضعة وتدعو للخجل. العلاقات مع دول أفريقيا علي المستوي الشعبي تتطلب تواجدا علي الأرض للمستثمرين, والفرص هناك كثيرة, قارة تمتلك12% من احتياطات النفط, و40%من احتياطات الذهب, و52% من الأراضي القابلة للزراعة, انتبهت الصين وإسرائيل لإمكانات القارة وأصبح لكل منهما موقع علي الأرض هناك. أثناء زيارتي لأوغندا لفت نظري- في إشارة المرور- وجود علم إسرائيل ضمن مجموعة أعلام وقف صبي يبيعها, تعمدت أن أشير إليه وأطلب منه شراء علم مصر اعتذر بأنه لايبيع علم مصر لأن لايوجد من يطلبه للشراء, فعدد المصريين هنا محدود, وعندما سألته عن الطلب علي علم إسرائيليين رد بأن عدد الإسرائيليين كثير ومتواجدون في كل القطاعات بما فيها الجيش. بعد ثورة25 يناير2011حدث نوع من المراجعة لعلاقتنا بأفريقيا, وتم ترجمة ذلك في مبادرات شعبية, أسفرت عن ثلاث زيارات الأولي زيارة الوفد الشعبي لأديس أبابا خلال الفترة من29 إبريل حتي2 مايو2011 وضمت قيادات سياسية وشباب الثورة,زيارة وفد من منظمات المجتمع المدني ومختلف التيارات السياسية إلي أوغندا إبريل2011, زيارة وفد من القوي السياسية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني إلي السودان خلال الفترة من6-9 مايو.2011 وفي أكتوبر,2012 نشطت الزيارات إلي أديس أبابا من وفود متخصصة في الطب والمياه والرياضة.ومن الزيارات المهمة زيارة وفد من ممثلين عن منظمات مجتمع مدني رسالة وصناع الحياة وبنك الطعام-إلي أثيوبيا خلال الفترة من8-11 أكتوبر2012 وحظت الزيارة باهتمام رسمي وتم الاتفاق علي عدة مشروعات منها إنشاء مدرسة دولية لخدمة أبناء الجاليات الأجنبية, وإنشاء مدرسة لأبناء الشعب الأثيوبي, ونفس الوفد سافر إلي جوباواتفقت جمعية صناع الحياة مع حكومة جنوب السودان علي تنفيذ4 مشروعات منها إنشاء مدارس ونقل تجربة صناع الحياة في محو الأمية. مايعيب هذه الزيارات إنها لاتأتي في إطار خطة وإسترتيجية, ولذا تفتقد للاستمرارية والتقييم المستمر والمتابعة لقياس الأثر, والعلاقات الشعبية تحتاج إلي جهد مكثف خاصة وأن لدينا مانبني عليه من علاقات تاريخية, خلال ثلاث مراحل تاريخية الأولي الفراعنة-حكم محمد علي عبد الناصرومازالت ذاكرة كبار الأفارقة تحتفظ بتفاصيل عن الدور المصري في دعم حركات التحرر الوطني.. أفريقيا هي المستقبل والعلاقات الشعبية لاتقل أهمية عن العلاقات الرسمية,وكلاهما يحتاج لمراجعة من أجل علاقات أقوي مع قارتنا السمراء.