25مايو يوم إفريقيا الذي يوافق إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية عام1963- وهي مناسبة لمراجعة موقفنا وعلاقتنا بإفريقيا, ليس علي المستويين الرسمي والحكومي, وإنما علي المستوي الشعبي, لم تكن مفاجأة ما توصلت إليها ثلاث طالبات بالفرقة الثالثة بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية عند إجراء تحقيق صحفي حول معرفة الشباب الجامعي بدول حوض النيل فقد عجز كل أفراد عينة100 طالب عن ذكر أسماء الدول التي تتقاسم نهر النيل-11 دولة مصر, السودان, جنوب السودان, أوغندا, تنزانيا, رواندا, بوروندي,, الكونغو, كينيا, إثيوبيا, إريتريا-أكتفي عدد منهم بذكر مصر والسودان وأثيوبيا, جهل الشباب الجامعي بدول حوض النيل ومعرفتها حتي بالإسم يرجع في أحد أسبابه إلي تجاهل مناهج التعليم لتدريس جغرافية النيل والدول التي يمر بها دول مصب ودول منبع وتجاهل دراسة تاريخ هذه الدول وثقافتها, وعلي المستوي الإعلامي ارتبط الاهتمام بدول حوض النيل بالأزمات وأزمة بناء سد النهضة, ولهذا كانت أثيوبيا الدولة الحاضرة في إجابات الشباب,وعلي الثقافي لاتوجد لدينا أي معرفة بالفنون الإفريقية رغم تنوعها وثرائها. إفريقيا بالنسبة لنا أمن قومي فالنيل شريان حياة المصريين ينبع من هناك, في أفريقيا جيران يشاركوننا شربة الماء تربطنا أخوة النهر..وإفريقيا سند في المحافل الدولية54 دولة54 صوتا قادرا علي دعم مواقفنا خاصة المتعلقة بالقضية المحورية القضية الفلسطنية. أفريقيا بالنسبة لنا تمثل الكثير,ليس فقط نهرا يجمعنا وأصواتا تساندنا, وإنما أيضا فرص غير متناهية للاستثمار سوق من مليار نسمة, ورغم إنضمام مصر لاتفاقية السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا الكوميسا فإن أرقام تصديرنا لإفريقيا متواضعة وتدعو للخجل. العلاقات مع دول أفريقيا علي المستوي الشعبي تتطلب وجودا علي الأرض لمستثمرين, والفرص هناك كثيرة قارة تمتلك12% من إحتياطات النفط, و40%من احتياطيات الذهب, و52% من الأراضي القابلة للزراعة, انتبهت الصين وإسرائيل لإمكانات القارة وأصبح لكل منهما موقع علي الأرض هناك. أثناء زيارتي لأوغندا لفت نظري- في إشارة المرور- وجود علم إسرائيل ضمن مجموعة أعلام وقف صبي يبيعها, تعمدت أن أشير إليه وأطلب منه شراء علم مصر اعتذر بأنه لايبيع علم مصر لأنه لايوجد من يطلبه للشراء فعدد المصريين هنا محدود, وعندما سألته عن الطلب علي علم إسرائيل رد بأن عدد الإسرائيليين كثير وموجودون في كل القطاعات بما فيها الجيش. بعد ثورة25 يناير2011حدث نوع من المراجعة لعلاقتنا بإفريقيا, وتمت ترجمة ذلك في مبادرات شعبية, أسفرت عن ثلاث زيارات الأولي لإثيوبيا واوغندا والسودان من القوي السياسية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني وفي أكتوبر2012 نشطت الزيارات إلي أديس أبابا من وفود متخصصة في الطب والمياه والرياضة. ومن الزيارات المهمة زيارة وفد من الممثلين لمنظمات المجتمع المدني الي إثيوبيا في اكتوبر2012 وحظت الزيارة باهتمام رسمي وتم الاتفاق علي عدة مشروعات منها إنشاء مدرسة دولية لخدمة أبناء الجاليات الأجنبية, وإنشاء مدرسة لأبناء الشعب الأثيوبي, ونفس الوفد سافر إلي جوباواتفقت جمعية صناع الحياة مع حكومة جنوب السودان علي تنفيذ4 مشروعات منها إنشاء مدارس ونقل تجربة صناع الحياة في محو الأمية. مايعيب هذه الزيارات أنها لاتأتي في إطار خطة وإسترتيجية, ولذا تفتقد الاستمرارية والتقييم المستمر والمتابعة لقياس الأثر, والعلاقات الشعبية تحتاج إلي جهد مكثف خاصة وأن لدينا مانبني عليه من علاقات تاريخية ومازالت ذاكرة كبار الأفارقة تحتفظ بتفاصيل عن الدور المصري في دعم حركات التحرر الوطني.. إفريقيا هي المستقبل والعلاقات الشعبية لاتقل أهمية عن العلاقات الرسمية,وكلاهما يحتاج لمراجعة من أجل علاقات أقوي مع قارتنا السمراء.