كشفت دراسة حديثة للخبير المصرفي أحمد آدم انخفاض الاحتياطيات الدولية لمصر من العملات الأجنبية خلال شهور يناير وفبراير ومارس وابريل بواقع8 مليارات دولار إذ انخفضت من36 مليار دولار في نهاية ديسمبر من العام الماضي إلي28 مليار دولار في نهاية ابريل الماضي. وأشارت الدراسة الي ان الانخفاض في الاحتياطات الدولية الرسمية لمصر والذي بلغ8 مليارات دولار خلال الأربعة أشهر الأولي من العام قد واكبه تلاشي الاحتياطيات غير الرسمية لمصر من العملات الأجنبية وهي التي بلغت في ديسمبر7 مليارات دولار أي أن الانخفاض في الاحتياطات الدولية لمصر سواء كانت الرسمية أو غير الرسمية قد بلغت15 مليار دولار والمثير في الأمر أن موارد مصر الدولارية من صافي الاستثمارات الأجنبية وإيرادات السياحة وعوائد المرور في قناة السويس وتحويلات المصريين العاملين بالخارج لم يكن لها تأثير علي الاطلاق في هذا الانخفاض الكبير في الاحتياطيات الدولية لمصر فقد قام الباحث بتثبيت ارقام إيرادات السياحة وصافي الاستثمارات الأجنبية علي اخر أرقام معلنة لها في( نهاية ديسمبر الماضي) ومقارنتها بالأرقام الفعلية في نهاية مارس من العام قبل الماضي فبلغ الانخفاض فيها3.2 مليار دولار. استعوضته الارتفاعات الفعلية التي حدثت بتحويلات المصريين العاملين بالخارج التي زادت فعلا في مارس الماضي مقابل مارس قبل الماضي بواقع3 مليارات دولار بينما إيرادات العبور في قناة السويس قد حققت زيادة مقدارها0.2 مليار دولار وبالتالي فهناك استعواض قد تم في مارس الماضي وللانخفاضات التي حدثت في موارد قطاع السياحة وفي صافي الاستثمارات الاجنبية بما تم من ارتفاعات في تحويلات المصريين العاملين بالخارج وفي عوائد المرور بقناة السويس. بينما كشفت الدراسة عن أسباب الانخفاض في الاحتياطات الدولية لمصر سواء كانت رسمية أو غير رسمية وقد قسمت الدراسة اسباب الانخفاض إلي اسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة. منها انسحاب الأموال الساخنة المستثمرة في أذون الخزانة التي كشفت الأرقام الأخيرة المعلنة للبنك المركزي في النشرة الاقتصادية الشهرية(169) وانخفاض استثمارات الأجانب خلال شهري يناير وفبراير بواقع25.5 مليار جنيه بما يمثل4.3 مليار دولار فقد تراجعت استثمارات الأجانب من59.4 مليار جنيه إلي33.9 مليار جنيه. وأكدت الدراسة أن السماح بزيادة استثمارات الأجانب في أذون الخزانة حتي وصلت استثماراتهم إلي64.8 مليار جنيه( في ديسمبر2010) الماضي, خطأ فادح إذ أنه قد حول الدين المحلي إلي دين خارجي بما له من تأثيرات سلبية علي القرارات السيادية لمصر كما أن هذا يشكل قماشة عريضة للتآمر الاقتصادي علي مصر كما أن هذا ايضا قد شكل ضغطا كبيرا علي سعر صرف الجنيه وعلي الاحتياطيات الدولية لمصر وهو ما حدث فعلا. كما أن هذه الاستثمارات قد جرتنا إلي تساؤلات مهمة يجب أن يجيب عليها المسئولون بالبنك المركزي طبقا لما أثارته الدراسة فقد تم استهلاك3 مليارات دولار من الاستثمارات غير الرسمية في ديسمبر الماضي فلماذا كان استهلاك هذا المبلغ. وانخفاض ناتج ميزان المدفوعات وتحوله إلي عجز بما قيمته3 مليارات دولار في نهاية مارس طبقا لتصريحات صادرة عن البنك المركزي والأرقام الرسمية التي عرضت لناتج ميزان المدفوعات حتي نهاية ديسمبر( نهاية النصف الأول من العام المالي2011/2010) كانت قد أكدت انخفاض ناتج ميزان المدفوعات من2.7 مليار دولار فائض إلي0.6 مليار دولار. وبانخفاض في الفائض قدره2.1 مليار دولار وتحول الفائض في شهر ديسمبر إلي عجز في شهر مارس وفي ضوء ما عرضته الدراسة من توازن في موارد مصر الدولارية المهمة( تحويلات العاملين بالخارج وإيرادات قناة السويس والسياحة وصافي الاستثمارات الأجنبية). فيتبقي الميزان التجاري كأحد أهم الموازين المشكلة لميزان المدفوعات وطبقا لما أورده آدم في دراسته فإن هذا الميزان قد حقق عجزا في مارس قبل الماضي قدره18.5 مليار دولار حيث بلغت حينها الصادرات17 مليار دولار وبلغت الواردات15 مليار دولار بينما حقق الميزان التجاري عجزا في ديسمبر الماضي13.3 مليار دولار حيث بلغت الواردات26 مليار دولار مقابل صادرات بلغت12.7 مليار دولا. وأكد آدم أن إغلاق البنوك بفعل الثورة كانت تأثيرات متوازنة علي الصادرات والواردات وإن كانت ستؤثر ايجابيا علي ناتج الميزان التجاري لأننا نستوردة بقدر مانصدر مرتين وبالتالي فالعجز في الميزان التجاري وكما أكد آدم في دراسته لن يزيد علي المحقق في الفترة المقبلة من العام المالي وأرجع آدم أن عجز ميزان المدفوعات خلال هر مارس قد يعود بدرجة كبيرة إلي حركة اصلاح للتجميل الذي تم علي ميزان المدفوعات العام الماضي وحول العجز الذي حدث بالميزان خلال العام المالي2009/2008 الذي بلغ3.4 مليار دولار إلي فائض بلغ3.4 مليار دولار خلال العام المالي2010/2009 علي الرغم من عدم وجود زيادات ملحوظة في الموارد الرئيسية للعملات الأجنبية الموجودة بالميزان خلال العام المالي الماضي وهو ما أكده آدم في دراسته إلا أنه أشار إلي عمليات التجميل التي كانت تقوم بها حكومة نظيف بدراسة سبق نشرها في بداية عام2010 بوسائل الإعلام المختلفة ولم يعقب عليها أحد من المسئولين آنذاك