كشف الموقع الرسمي للانتربول عن أن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا اعترف ضمنيا بعجزه عن مواجهة الفساد المستشري في اللعبة وأنه أي الاتحاد الدولي سيمنح الانتربول(20) مليون يورو علي عشر سنوات لمساعدته في إنشاء مركز تدريب للفيفا بداخل الانتربول لمحاربة هذا الفساد عبر مكاتبه الإقليمية في العالم. وأصدر سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي ورونالدك نوبل السكرتير العام للانتربول بيانا من مقر الفيفا بزيورخ, أكدا فيها أنه سيتم دفع(4) ملايين يورو كل سنة لمدة عامين ثم1,5 مليون يورو لمدة ثماني سنوات, للحيلولة دون التلاعب بالمباريات و التصدي للمراهنات غير المشروعة التي تحدث في المباريات بعد أن تزايدات اتهامات التلاعب في المباريات. وذكر الانتربول أن المراهنات غير المشروعة في لعبة كرة القدم تصل إلي مئات المليارات من الدولارات في القارة الآسيوية وحدها. وتسمح هذه المبادرة للفيفا بوضع برامج تدريب وتثقيف لبعض الكوادر الرياضية لحماية اللعبة واللاعبين وكذلك المشجعين من اي فساد يمكن أن يحدث. وقال بلاتر إن التلاعب بالمباريات والمراهنات غير المشروعة يعدان أحد أخطر الصعوبات التي تهدد الرياضة عموما, ولكننا سنبذل كل ما في وسعنا من أجل القضاء علي هذا الفساد.. ولتحقيق ذلك, كان يجب علينا أن نضع يدنا في يد الانتربول من خلال هذا التعاون. وأضاف بلاتر أن الاتحاد الدولي سيضرب بيد من حديد علي أي تجاوز أو فساد قد يضر بالقيم الأساسية للرياضة. ومن جانبه اشاد( نوبل) باصرار بلاتر علي محاربة أي ظاهرة من شأنها أن تلوث سمعة أكبر لعبة شعبية في العالم, وكذلك حرصه علي تنفيذ هذه المبادرة للحيلولة دون دخول الجريمة المنظمة والفساد عالم الرياضة.. وأوضح أن الطريقة التي لجأت إليها شبكات الجريمة المنظمة, والتي تقوم بهذه المراهنات, لضمان عودة آمالها تؤدي إلي أنهم يثيرون الشغب عندما يشعرون بأن الرهان سيرسي علي الطرف الآخر, مما يؤدي إلي خسارة المراهنين أموالهم, ثم يلجأ هؤلاء الخاسرون إلي الإدمان أو الاتجار في المخدرات أو الدعارة لتعويض ما خسروه. وذكرت صحيفة الديلي تليجراف أن هناك العديد من المباريات الودية الدولية واللقاءات الأوروبية التي يجري عليها مراهنات غير شرعية ويتم التلاعب بنتائجها ان خطر التلاعب بالمباريات علي رياضة كرة القدم أصبح كبيرا, حسبما صرح( كريس إيتون) مدير الأمن بالاتحاد الدولي للصحيفة البريطانية. وكانت صحيفة صنداي تايمز البريطانية نشرت في صدر صفحتها الأولي وتحت عنوان: لعبة قذرة في كرة القدم, أم دولة قطر استطاعت ان تحصل علي تنظيم بطولة كأس العالم عام2022 بفضل رشوة دفعتها لستة من أعضاء الاتحاد الدولي وأن الكاميروني عيسي حياتو رئيس الكاف حصل نظير ذلك علي1,5 مليون دولار. وفجر بلاتر, مفاجأة من العيار الثقيل, بعدما أكد أنه لا يستبعد إعادة التصويت علي مونديال2022 التي فازت بها قطر. وقال رئيس الاتحاد الدولي لصحيفة الإندبندنت الإنجليزية دعونا نسير خطوة بعد خطوة ولا أحد يسألني الآن هلي سنعيد التصويت أم لا, نحن في محكمة عادية, ولا يمكننا أن نسأل إذا, إذا, إذا ؟!. ولعل تلميحات بلاتر هي التي دفعت القطري محمد بن همام إلي التفكير في الانسحاب من انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي المقرر لها الأول من يونيو المقبل إذا إن قضية الفساد في الفيفا ارتبطت بالصراع الرهيب بين بلاتر و بن همام علي منصب رئيس دولة الفيفا.