كشفت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما النقاب عن أسرار اغتيالها لأسامة بن لادن, زعيم تنظيم القاعدة, بدلا من اعتقاله حيا فيما هدد تنظيم القاعدة بشن هجمات إرهابية انتقاما لمقتله. فقد أعلن جون برنان مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب أن واشنطن كانت مستعدة لاعتقال بن لادن حيا بدلا من اغتياله لو كانت هناك فرصة لذلك. وقال برنان إن اعتقاله حيا كان مستحيلا. واعتبر كريستوف هينس مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أن اغتيال بن لادن كان خيار الاستخبارات الأمريكية الوحيد. في الوقت نفسه, نفي البيت الأبيض اتخاذ أي قرار بشأن نشر صور لاغتيال بن لادن أو لجثته, وقال برنان خبير الإرهاب الأمريكي إن إدارة أوباما سوف تفعل مافي وسعها لانكار أي ادعاء أو مزاعم بشأن اغتيال بن لادن. وحول أسرار عملية اغتيال بن لادن ذكرت مجلة تايم الأمريكية أن الاستخبارات الأمريكية تعرفت علي مرسال وخادم بن لادن وتعقبته منذ أغسطس الماضي في مدينة قريبة من العاصمة الباكستانية وأنهم كانوا يعلمون اسم الخادم وذلك بعد دراسة صور الأقمار الصناعية وتقارير سي أي ايه. وأوضحت المجلة أنه كان من الصعب الوصول لقصر بن لادن الذي تصل قيمته لمليون دولار وذلك لأنه يقع علي أحد التلال كما أنه كان معزولا عن العالم لعدم وجود أي تليفون محمول وعزوف بن لادن عن استخدام الإنترنت. وقالت المجلة: بعد التأكد من جميع المعلومات عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا مع كبار مساعديه في البيت الأبيض للموافقة علي النهاية علي خطة التخلص من بن لادن حيث تم تشكيل فريق من القوات الأمريكية يضم عملاء للسي أي ايه وخبراء عسكريين لشن الهجوم الأخير علي بن لادن واقتحام حصنه الحصين الذي كانت تحيط به الجدران الخرسانية التي تعلوها الأسلاك الشائكة. وأوضحت أن عملية اغتيال بن لادن استغرقت ثمانية أشهر من العمل المضني للمخابرات, وذكرت شبكة سي إن إن أن بن لادن كان يختبئ في مكان مكشوف بالعاصمة الباكستانية للتمويه وتشتيت الأنظار عنه. في الوقت نفسه توقع مسئولو المخابرات الأمريكية أن يواجه تنظيم القاعدة بعد مقتل بن لادن أوقاتا صعبة, وأشاروا إلي أن مساعده أيمن الظواهري يفتقد كاريزما وقوة شخصية بن لادن الذي كان يقود عدة أفرع وتنظيمات للقاعدة في وقت واحد, وقال المسئولون إن مقتل بن لادن سوف يؤثر علي القاعدة سيكولوجيا وليس علي مستوي العمليات والتفجيرات التي يقوم بها التنظيم. وفي أول رد فعل هدد تنظيم القاعدة أمس بالانتقام لمقتل أسامة بن لادن زعيم التنظيم علي أيدي القوات الأمريكية, وذكرت وكالة الأسوشيتدبرس أن رد الفعل الذي صدر علي صفحات الإنترنت للتنظيم بين التعبيرات بالحزن مختلطة بالدعوة للانتقام لمقتل بن لادن, وبين الدعوة للاستمرار في محاربة من وصفوهم بأعداء الإسلام. وقد رفعت الولاياتالمتحدة حالة التأهب الأمني لأعلي مستوي تحسبا لأي هجمات انتقامية للقاعدة. كما وضع البنتاجون جميع القواعد العسكرية الأمريكية داخل الولاياتالمتحدة وخارجها وحول العالم في إطار الإجراءات الأمنية الاحترازية وطلبت من أفراد قواتها المسلحة توخي الحذر. من ناحية أخري, ذكر موقع ويكيليكس أمس, أنه من المحتمل أن الولاياتالمتحدة كانت تعرف بوجود زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مدينة أبوت أباد الباكستانية منذ عام2008 واستشهد الموقع في ذلك ببرقية أمريكية مسربة. تضمنت الوثيقة التحقيقات التي جرت مع مواطن ليبي يدعي أبوالليبي كان معتقلا في جوانتانامو, والذي اعترف بأنه كان رسولا لدي بن لادن عام2003 للعمل في أبوت أباد.