وصفت كلماته بالرصاص وأفكاره بالقنابل وفتاواه اعتبرها كثيرون حقل ألغام..بينما اعتبره مؤيدوه من التيار الإسلامي الثائر الأبرز والأهم في تاريخ الجماعة الإسلامية التي أسسها.. إنه عمر عبد الرحمن الذي عاد اسمه يتردد في عناوين الأخبار مجددا بعد أن وافته المنية أمس عن78 عاما في سجن في كارولينا الشمالية بالولاياتالمتحدة حيث كان بقضي عقوبة المؤبد بتهم متعلقة بالإرهاب. هذا القيادي الضرير الذي كان يعاني في سنواته الأخيرة بالسجن من مرض السكري وعدة أمراض أخري أبرزها القلب وسرطان البنكرياس وعدة القدرة علي الحركة حكم عليه في عام1995 بتهمة التآمر لشن اعتداءات في نيويورك ومحاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك. كما ورد اسمه في أعلي قائمة المرشدين الروحيين لمنفذي أول اعتداءات علي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام1993, والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وحوالي ألف جريح. وظل عمر عبد الرحمن يقود تنظيم الجماعة الإسلامية في مصر قبل الهجرة إلي الولاياتالمتحدة عام.1990 وأصبح عمر عبد الرحمن, الذي ولد في عام1938, شخصية معروفة في الأوساط المسماة بالجهادية والإسلامية التي طالبت بالإفراج عنه. وقبل عام من تنفيذ تنظيم القاعدة لاعتداء الحادي عشر من سبتمبر في2001, تعهد زعيم التنظيم آنذاك أسامة بن لادن تحرير عبد الرحمن في بيان بثته قناة الجزيرة القطرية. وفي29 يونيو2012 تردد اسمه بقوة بعد أن تعهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في أول خطاب له في ميدان التحرير أمام المتظاهرين ببذل جهده والعمل علي تحريره من السجون الأمريكية. وهنأ عمر عبد الرحمن, من داخل سجنه, الشعب المصري علي فوز محمد مرسي بانتخابات الرئاسة. وشارك ناشطون من الجماعة الإسلامية في عملية اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات في عام1981, بعدما أصدر عبد الرحمن فتوي تشرع قتله. وأعلنت الجماعة, المصنفة إرهابية منذ وقت طويل, مسؤوليتها عن الهجوم المروع بمدينة الأقصر في عام1997, والتي أسفرت عن مقتل نحو60 شخصا معظمهم سياح. ورغم علاقاته المتطرفة, سافر عبد الرحمن في عام1990 إلي الولاياتالمتحدة, وألقي خطاباته الدعوية في مساجد نيو جيرزي وبروكلين, بعدما حصل علي تأشيرة من السفارة الأميركية في السودان. ومن الولاياتالمتحدة, واصل الشيخ الضرير دعواته إلي العنف للإطاحة بالحكومة المصرية من خلال أشرطة كاسيت كان يرسلها إلي مصر. ولد عمر عبد الرحمن بمدينة الجمالية بالدقهلية عام1938, فقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته, حصل علي الثانوية الأزهرية عام1960, ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتي تخرج منها في1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إماما لمسجد في إحدي قري الفيوم, ثم حصل علي شهادة الماجستير, وعمل معيدا بالكلية مع استمراره بالخطابة متطوعا. أوقف عن العمل في الكلية عام1969, وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع, لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلي إدارة الأزهر بدون عمل, حتي تم اعتقاله في13 أكتوبر1970 بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر. بعد الإفراج عنه, لم يتوقف عن إلقاء الخطب النارية وتمكن من الحصول علي ال دكتوراه, وكان موضوعها; موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة, وحصل علي رسالة العالمية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف, إلا أن تم منعه من التعيين. وفي سبتمبر1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ, فتمكن من الهرب, حتي تم القبض عليه في أكتوبر1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا, وحصل علي البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في2 أكتوبر.1984 سافر إلي الولاياتالمتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي عام1990, واعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام1993, وأعلن تأييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة الإسلامية بمصر عام.1997 ولدي محاكمته في الولاياتالمتحدة, نفي عبد الرحمن التهم الموجهة إليه, قائلا إن قتلي سيكون شهادة في سبيل الله.