أكد وزير خارجية اندونيسيا مارتي ناتاليجاوا تقدير بلاده لثورة25 يناير وحرصها علي توثيق وتدعيم العلاقات مع القاهرة بصورة كبيرة تعكس عمق وتاريخ العلاقات بين الجانبين. وأوضح خلال حواره مع الأهرام المسائي أمس في زيارته للقاهرة والتي استغرقت ثماني ساعات فقط التقي خلالها مع الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء والدكتور نبيل العربي وزير الخارجية انه سيكون هناك تنسيق قوي بين القاهرة وجاكرتا وفيما يلي نص الحوار: * ما هي رؤية جاكرتا لما شهدته القاهرة من احداث خلال الفترة الأخيرة وفي مقدمتها ثورة25 يناير؟ ** لا شك أن الثورة المصرية ثورة عظيمة بكل المقاييس وانني حملت للقاهرة رسالة تقدير من الشعب الاندونيسي للشعب المصري وثورته وكذلك تأكيد ضرورة العمل علي زيادة فاعلية وتقوية العلاقات المصرية الاندونيسية في مختلف المجالات. وقال اننا في البلدين لدينا بالفعل علاقات قوية ومتميزة سياسيا واقتصاديا. * كيف تنظرون إلي مستقبل العلاقات بين القاهرة وجاكرتا بعد ثورة25 يناير؟ ** جاكرتا حريصة خلال المرحلة المقبلة علي التعرف علي آفاق التنمية والخطوات المستقبلية لها والتنسيق مع مصر علي جميع الأصعدة لتحقيق التقدم للشعبين المصري والاندونيسي. والعلاقات بين البلدين ستكون أفضل وأعمق بصورة كبيرة بعد الثورة المصرية التي أذهلت العالم وكانت مثار اعجاب علي المستوي العالمي كله كما أن تجربة التحول الديمقراطي التي تشهدها مصر تثبت للعالم ان الاسلام والحداثة والديمقراطية يمكن أن تسير يدا بيد دون تعارض بينهما. زيارة مهمة * هل هناك ترتيبات لزيارة الرئيس الاندونيسي للقاهرة خلال تلك المرحلة؟ ** نحن لدينا استعداد والرئيس الاندونيسي يتطلع لزيارة القاهرة وقد ناقشت ذلك خلال لقائي أمس مع د.عصام شرف رئيس الوزراء حيث ستكون هناك ترتيبات للزيارة وتحديد ميعاد لها بين البلدين. * ما هي رؤيتكم للتنسيق المصري الاندونيسي في المحافل الدولية خلال المرحلة المقبلة؟ ** لاشك ان مصر لاعب أساسي في العديد من المحافل الدولية سواء الاممالمتحدة أو منظمة المؤتمر الاسلامي أو حركة عدم الانحياز وأيضا لها دور مهم ورئيسي في عملية السلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والسعي لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة خاصة حركتي فتح وحماس. ولذا فان المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقا وتعاونا ومن البلدين في جميع المحافل وسيكون هناك اجتماع للمؤتمر الوزاري لوزراء خارجية الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز سيعقد في مدينة بالي الاندونيسية خلال الفترة من25 وحتي27 الشهر المقبل برئاسة مصرية اندونيسية مشتركة. يدا بيد * ما هي أهم محاور ذلك المؤتمر؟ ** المؤتمر سيكون فرصة لتدعيم مبادئ الحركة وتعزيز دورها علي الساحة الدولية مشيرا إلي أنه ناقش ذلك خلال لقائه أمس مع الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية وان بلاده علي ثقة من ان نجاح مصر في التحول الديمقراطي سيكون له دور أكثر تأثيرا في العديد من القضايا والتجمعات الدولية. وجاكرتا تنسق مع القاهرة يدا بيد في حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي مشيرا إلي أن بلاده شريك لمصر في المحافل الدولية وبخاصة منظمة المؤتمر الاسلامي. * كيف يمكن لاندونيسيا ان تدعم العلاقات التجارية مع القاهرة بعد ثورة25 يناير؟ ** لا شك ان التعاون الاقتصادي هو المحرك الاساسي لأي عمل سياسي بل ويدعمه تماما مشيرا إلي أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين وثيقة وقوية ولكننا سوف نسعي لدعمها بصورة أكبر خلال المرحلة المقبلة وزيادة الاستثمارات الاندونيسية في مصر والتي تبلغ500 مليون دولار وكذلك زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي بلغ750 مليون دولار. وقال ان بلاده حريصة تماما علي تنمية حجم التبادل التجاري مع مصر خاصة انها اكبر سوق غير تقليدية للصادرات الأندونيسية علي مستوي العالم, وأن الشركات الأندونيسية لديها استثمارات كبيرة في مصر نسعي لمضاعفتها خلال المرحلة المقبلة في ظل وجود مناخ جاذب للاستثمار. شأن داخلي * كيف تنظرون إلي الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر؟ ** الانتخابات الرئاسية هي شأن داخلي ونحن نحترم تماما ما يقرره المصريون أنفسهم.. ونحن علي ثقة من أن المصريين لديهم إرادة قوية للتوجه نحو التحول الديمقراطي السليم. * ما هي رؤيتكم للتطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة سواء في مصر أو تونس أو ليبيا أو غيرها من الدول؟ ** لاشك اننا نتابع ما يحدث في المنطقة بكل دقة لأنه سيكون له تأثير كبير علي العالم وأن عملية التحول الديمقراطية ستكون رسالة مهمة للعالم كله. موضحا أن ما نشاهده في أكثر من دولة اسلامية انها ستصبح دولا ديمقراطية لابد أن يتحقق علي المدي الطويل لتحقيق الأفضل. * شهدت اندونيسيا عملية تحول ديمقراطي عام1999 لعب الجيش دورا بها.. كيف ترون دور القوات المسلحة في عملية التحول الديمقراطي؟ ** ما شهدته اندونيسيا من عملية تحول إلي النظام الديمقراطي عام1999 كان عملية سياسية استغرقت حتي تكتمل عقدا كاملا خاصة أنها جاءت في اعقاب مشاكل اقتصادية ثم أزمة مالية طاحنة لتصبح اندونيسيا في ظل الديمقراطية أكثر قوة وزادت قدراتها الاقتصادية حتي أصبحت عضوا في مجموعة العشرين. وقال إن التجربة أثبتت أنه من الممكن إجراء عملية تحول نحو الديمقراطية في ظل دور يلعبه الجيش لتحقيق هذا الهدف, مشيرا إلي أن دور الجيش في الحياة الأندونيسية كجيش محترف بدأ يتقلص في المجالين السياسي والاجتماعي بعد اتمام التحول الديمقراطي. دروس مستفادة * كيف تنظرون إلي تصاعد البعد الديني في التطورات والأحداث التي تشهدها الدول العربية؟ ** ما يثير القلق لدينا هو أن تتم مواجهة تلك المظاهرات بالعنف خاصة أن هناك تطورات عديدة تشهدها دول المنطقة مثل تونس ومصر والآن ليبيا وهناك اختلافات في مستوي الاستجابة لهذه التظاهرات ففي ليبيا هناك استخدام للقوة بشكل مفرط ونحن نريد احترام إرادة الشعوب وسماع صوتها. * كيف تنظرون إلي الدروس التي يمكن استخلاصها من الثورة المصرية؟ ** لاشك أن هناك العديد من الدروس المستفادة من الثورة المصرية الملهمة للعديد من الشعوب ومن عملية التحول الديمقراطي الجارية في مصر وكذلك في أندونيسيا ويمكن للبلدين الاستفادة من التجربة. وقال إن المجتمع الدولي يترقب الانتخابات المصرية المقبلة سواء البرلمانية أو الرئاسية خاصة أنها مهمة للغاية في سباق عملية التحول الديمقراطي التي تمر بها القاهرة حاليا.