عقد الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية صباح أمس جلسة مباحثات مع أدبوكات أحمد وزير الدولة الهندي للشئون الخارجية، وذلك في مستهل زيارته لمصر، والتي يلتقي خلالها الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء والدكتور يحيي الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبالإضافة إلي عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية. صرحت السفيرة منحة باخوم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن وزير الدولة الهندي سلم رسالة خطية للدكتور نبيل العربي موجهة إلي المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة من مانموهان سينج رئيس وزراء الهند، والتي أعرب فيها عن دعم الهند حكومة وشعبًا لثورة 25 يناير، وإلي تطلع بلاده مواصلة التعاون الثنائي المتميز مع جمهورية مصر العربية خلال الفترة المقبلة، حيث تجاوزت الاستثمارات الهندية في مصر 2.5 مليار دولار، كما أعرب وزير الدولة الهندي عن نية بلاده إلي زيادة استثماراتها خلال الفتر ة المقبلة، وعبر عن تطلع الجانب الهندي إلي زيادة المشروعات التي يشارك فيها رجال أعمال مصريون في الهند حيث بلغت الاستثمارات المصرية في الهند نحو 200 مليون دولار. وشدد الوزير العربي خلال اللقاء علي عمق الروابط التاريخية بين مصر والهند، وعلي قيادتهما لدول عدم الانحياز خلال حقب مهمة في التاريخ الحديث، كما أكد ضرورة تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين لتستمر في تلك المكانة المميزة. من جانبه عبر وزير الدولة الهندي عن تطلع بلاده لعقد الدورة السادسة للجنة الوزارية المشتركة والتي كان من المقرر عقدها في أكتوبر 2010 لكن تم تأجيلها والتي ستشهد التوقيع علي ستة بروتوكولات وبرامج تنفيذية وتشمل: البرنامج التنفيذي للتعاون العلمي والتكنولوجي بين مصر والهند، خطة العمل للأعوام 2012/2011 لمذكرة التفاهم بين المركز الهندي للبحوث الزراعية والمركز المصري للبحوث الزراعية، البرنامج التنفيذي للتعاون في مجال السياحة، بروتوكول التعاون في مجال المعلومات بين الحكومتين المصرية والهندية للأ عوام من 2010 إلي 2012 ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال حماية البيئة. كما قدم وزير الدولة الهندي خالص شكر وامتنان بلاده للحكومة المصرية علي السماح بإجلاء الرعايا الهنود العالقين في ليبيا عن طريق أراضي جمهورية مصر العربية، وكذلك السماح بنقلهم بحرًا من الأراضي المصرية. ومن ناحية أخري أكد الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية أن العلاقات المصرية السودانية شهدت طفرة كبيرة مع التغيير الذي طال كل شيء في مصر، موضحًا أن هناك اهتمامًا شديدًا من الطرفين لتعميم العلاقات بينهما في جميع المجالات. وقال العربي في حوار مع صحيفة «الرأي العام» السودانية نشرته يوم أمس إن مصر قررت بدء صفحة جديدة مع الجميع وعدم الالتفات لأخطاء الماضي من أي جانب، والنظر إلي الأمام لتحسين وتدعيم العلاقات بين جميع الدول العربية، وخاصة مع السودان. وأضاف: إن مصر من الآن ستلعب أي دور يطلب منها في تأييد السودان سواء أكان ذلك ثنائيا أو إقليميا أو دوليا، معربا عن اعتقاده أن العلاقات الثنائية بين البلدين ستستعيد قوتها كما يجب أن تكون وتستمر. وفي رده علي سؤال إن كانت العلاقات السودانية المصرية قد تحررت من الهواجس التي ظلت تكبلها أكد نبيل العربي أن العلاقات الثنائية بين البلدين قد تحررت في يوم 25 يناير، موضحا أن كل عضو في مجلس الوزراء اليوم يفكر بطريقة مستقلة وبناءة ويبحث فيما يجب أن يكون ولا يتأثر بحساسيات كانت تقوم في العهد السابق. وردًا علي سؤال حول إمكانية إزالة العقبات أمام اتفاق «الحريات الأربع» بين البلدين وإحالته إلي واقع بينهما لفت وزير الخارجية إلي تأكيد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء خلال زيارته الأحد الماضي إلي السودان أن كل هذه الأمور في طريقها إلي الزوال وأن الإرادة السياسية موجودة لتحقيق ذلك. وحول انفصال جنوب السودان وما يعنيه ذلك لمصر، أوضح العربي أن الانفصال مثلما هم مؤلم لشمال السودان مؤلم للجنوب كذلك، وقال إن مصر قررت أن تكون ثاني دولة تعترف بدولة الجنوب بعدما قررت السودان أن تكون أول دولة تعترف بها، مضيفا «الجنوبيون هم سودانيون وإخواننا وبيننا علاقات قوية يجب أن نستثمرها جميعا». وحول ما يمكن لمصر فعله لحلحلة القضايا العالقة بين الشريكين أجاب «نحن مستعدون للعب أي دور يطلب منا».