أكد وزير خارجية اندونيسيا مرتي ناتاليجاوي تقدير بلاده للدور المحوري والمهم الذي تقوم به مصر لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط. و قال في حواره مع' الاهرام المسائي' في جاكرتا ان بلاده تسعي بخطوات جادة لدعم علاقاتها مع مصر علي جميع المستويات وفي جميع المجالات بهدف استثمار العلاقات التاريخية التي تربط البلدين خاصة وان اندونيسيا لا تنسي ان مصر كانت اول دولة اعترفت باستقلال اندونيسيا وفيما يلي نص الحوار: * ما هو تقييمكم للعلاقات المصرية الاندونيسية بعد مرور63 عاما علي اقامتها ؟ ** لدينا علاقات طيبة ومتميزة مع القاهرة في جميع المجالات وعلي جميع الاصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية حيث ان مصر لها مكانة خاصة في القلب الاندونيسي كونها اول دولة اعترفت باستقلال اندونيسيا. هناك تنسيق سياسي ودبلوماسي كبير ومستمر بين القاهرة وجاكرتا علي جميع المستويات وفي جميع المحافل الدولية والتجمعات والتكتلات الاخري مثل حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي وغيرهما. المرحلة المقبلة سوف تشهد تكثيفا للتعاون مع القاهرة في مجالات متعددة خاصة الجانب الاقتصادي بينهما وتوجد رؤية لدي وزارة الخارجية الاندونيسية تتمثل في ضرورة خلق تواصل بين الاجيال من البلدين من خلال برنامج مشترك وطموح للتبادل الشبابي وزيادة معدل الزيارات بين الجانبين حتي يكون هناك تعرف علي الثقافة في القاهرة وايضا في جاكرتا وإعطاء فرصة للاجيال الجديدة لمعرفة تاريخ العلاقات بين البلدين خاصة وانه تاريخ مشرف لهما. تعاون اقتصادي * علي الرغم من العلاقات السياسية المتميزة التي تربط البلدين الا ان العلاقات الاقتصادية بينهما لا ترقي لهذا المستوي ما هو تفسيركم لذلك ؟ ** بالفعل مستوي العلاقات الاقتصادية أقل كثيرا من مستوي العلاقات السياسية بين البلدين ولكننا نسعي بخطوات مدروسة لدعم التعاون الاقتصادي والتجاري مع مصر من خلال عقد لقاءات مشتركة بين رجال الاعمال من البلدين وتفعيل دورهما بهدف خلق فرص استثمارية جديدة في البلدين خاصة وان القاهرة تعتبر البوابة الرئيسية الي الاسواق الافريقية وان بها فرصا كبيرة للاستثمار. اندونيسيا حققت خطوات كبيرة علي طريق جذب الاستثمارات الاجنبية سواء المباشرة او غير المباشرة اليها من خلال الاهتمام بتحسين البنية الاساسية واعطاء تسهيلات كبيرة للمستثمرين الجدد وجاكرتا تسعي بكل قوتها لاقامة شراكة اقتصادية واعدة مع القاهرة لخدمة مصالح الشعبين. * هناك عدد كبير من الطلاب الاندونيسيين يدرسون في مصر خاصة في الازهر الشريف كيف يمكن تفعيل التعاون العلمي والثقافي بين البلدين ؟ ** لاشك ان التبادل الثقافي و العلمي من اهم مقومات نجاح العلاقات بين البلدين حيث يساهم هذا التبادل في زيادة وتعميق التفاهم ومعرفة الثقافات والعادات والتقاليد لدي الشعبين ولذلك نحن نحرص علي زيادة اعداد الطلاب الاندونيسيين الذين يدرسون في الازهر الشريف حيث بلغ عددهم اكثر من خمسة الاف طالب يتم اختيارهم بعناية وبعد اجتياز عدد من الاختبارات حتي يكونوا خير سفراء لاندونيسيا في مصر ثم خير سفراء لمصر في اندونيسيا. دعم القضية الفلسطينية * ما هو تقييمكم للأوضاع في الشرق الاوسط خاصة تطورات عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وكذلك المسألة العراقية؟ ** في البداية نعرب عن تقديرنا الكامل للدور المحوري والمهم الذي تقوم به مصر تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط ودعم الحق الفلسطيني ونؤكد اننا في جاكرتا نؤيد هذا الدور بل وندعمه بكل قوة لاننا ندعم حدوث استقرار في المنطقة كما اننا ندعم الحق الفلسطيني المشروع في كافة المحافل الدولية والاقليمية. اندونيسيا تدعم السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني من خلال تقديم مساعدات لهم تتمثل في دورات تدريبية للكوادر البشرية في العديد من المجالات كما اننا نسعي الي دعم السلطة الفلسطينية من خلال الشراكة الاستراتيجية بين اسيا وافريقيا حيث يوجد بهذه الشراكة برنامج كامل لدعم فلسطين. القضية الفلسطينية بها اطراف عديدة سواء دولية مثل الرباعي الدولي او اقليمية مثل مصر ونحن عندما نتدخل في القضية لابد ان يكون لدينا تنسيق وتعاون مع هذه الاطراف وخاصة مصر اللاعب الرئيسي في القضية. أما فيما يتعلق بالمسألة العراقية فإننا نري العراق يواجه موقفا صعبا للغاية وان التحدي الحقيقي امام العراقيين انفسهم يتمثل في اكتمال العملية السياسية وبالتالي تحقيق الامن والاستقرار في البلاد وهو ما تسعي جاكرتا والقاهرة معا لتحقيقه. إصلاح شامل * منظمة المؤتمر الاسلامي من كبري المنظمات العالمية ولكن دورها يكاد يكون معدوما كيف ترون ذلك؟ ** بالفعل يجب ان تقوم المنظمة بإعادة النظر في دورها خاصة وانها اكبر منظمة بعد الاممالمتحدة وتضم دولا ضخمة ولها وزنها السياسي والاقتصادي في العالم ولذا فانني اري ضرورة وجود تنسيق وعمل افضل بين دول المنظمة وكذلك وضع برنامج متكامل لاعادة هيكلة العمل داخل المنظمة بما يكسبها وجودا حقيقيا علي الساحة الدولية. * اندونيسيا من الدول النامية التي تطمح في الحصول علي مقعد دائم في مجلس الامن ما هي خطتكم للحصول علي ذلك المقعد في منافسة عدد من الدول النامية لكم؟ ** هذا طموح مشروع لنا ولكننا الان نركز علي اصلاح مجلس الامن نفسه وليس اختيار من يمثل العالم داخله خاصة وان المجلس لا يمثل العالم كله الان خاصة الدول النامية والتي اصبحت قوة اقتصادية فاعلة في المجتمع الدولي مثل اندونيسيا وغيرها من الدول ولكن كما قلت اننا نركز الان علي عملية اصلاح مجلس الامن اولا ثم نناقش ذلك ثانيا. الدبلوماسية العامة * ما المقصود بمصطلح' الدبلوماسية العامة' والذي تسعي اندونيسيا لتنفيذه خلال المرحلة المقبلة؟ ** اولا لابد ان نقول ان اندونيسيا اكبر دولة اسلامية في العالم من حيث عدد السكان وكذلك لديها ديمقراطية واقتصاد قوي وان هذه الديقراطية تكلفنا اموالا ضخمة ممثلة في تكاليف الانتخابات في البلاد ولكننا نصر عليها. الدبلوماسية العامة نسعي من خلالها الي تحقيق' معادلة صفر أعداء وملايين الاصدقاء'وذلك في كافة المحافل الدولية ومع جميع دول العالم. *كيف ترون مستقبل العلاقات مع مصر؟ ** لا يوجد شيء يفصلنا عن مصر ولكن مشكلتنا الاساسية تتمثل في قلة الزيارات الثنائية الرسمية وكذلك زيارات رجال الاعمال من الجانبين وايضا التواصل بين الاجيال الجديدة في البلدين وهو مانسعي لتحقيقه خلال المرحلة المقبلة.