ما الفرق بين قائد الطائرة وسائق الأتوبيس؟.. الفرق في وسيلة النقل فقط.. الأول يقود طائرة والثاني يقود أتوبيسا, ولكن الوظيفة والمسئولية واحدة الوظيفة نقل أشخاص من مكان لآخر, والمسئولية واحدة الحفاظ علي الأرواح وعدم المخاطرة بالركاب, ولكن رغم أن الوظيفة والدور والمسئولية واحدة إلا أن الإعداد والتأهيل والتدريب مختلف, فقائد الطائرة مؤهل وعلي درجة من الكفاءة وهناك متابعة ومراقبة علي الأداء أما سائق الأتوبيس فوظيفة لا نعرف ما هو مؤهل من يعمل بها, ولا نعلم من المسئول عن التدريب أو متابعة الأداء والتقييم والتقويم, والنتيجة واضحة في أداء النسبة الأكبر من سائقي الأتوبيسات من رعونة وسرعة جنونية تهدد حياة الركاب وحياة المارة وركاب المركبات الأخري, منذ أيام وتحديدا في صباح يوم الجمعة قبل الماضي وقعت حادثة موجعة تسببت السرعة الزائدة في فقدان السيطرة علي الأتوبيس مما تسبب في الإصطدام بسيارة ميكروباص محملة بالركاب ودهسها, في لحظة تحول9 بني آدمين إلي أشلاء, وأصيب6 بإصابات خطيرة, وقع الحادث صباح الجمعة في منطقة الحي العاشر بمدينة نصر, الأتوبيس كان خاليا من الركاب, وقوع الحادث بهذه الكيفية يفسر إما الأتوبيس به مشاكل فنية وخرج من الجراج دون مراجعة لحالته, أو أن السائق لم يكن في حالة طبيعية واقع تحت تأثير مخدر, أو انه غير مدرب ومؤهل بدرجة تجعله يواجه المواقف المفاجئة. تحقيقات النيابة وسير القضية ستكشف عن أسباب الحادث وحدود مسئولية سائق الأتوبيس عن وفاة9 كلهم من العمال الذين يعملون باليومية, تراهم يحملون عدتهم متجمعين علي الرصيف بالقرب من موقف سيارات الميكروباص ينتظرون من يطلبهم في أعمال الهدم أو البناء أو إزالة المخلفات أغلبهم ينتمي لمحافظات الصعيد هرب من الفقر في قري الجنوب المنسية ليجد نفسه في جحيم القاهرة الذي لايرحم, سيدة من المتوفين مجهولة الهوية لا تحمل بطاقة شخصية قد تكون ممن يعملون في الشركات التي تنظف شوارع التجمع أو عاملة نظافة في أحد مراكز التسوق بالتجمع ستظل جثتها تنتظر في ثلاجة المشرحة من يتعرف عليها. ضحايا حوادث الطرق دماؤهم ليست في رقبة سائق أرعن أو غير مؤهل فقط, وإنما أيضا في رقبة كل من لم يقم بدوره ويتحمل مسئوليته إما لأنه فاسد ومرتش ومنح الرخص لأشخاص غير مؤهلين للقيادة وبذلك منحهم رخصة لقتل الأبرياء, أو لأنه مهمل متراخ في أداء وظيفته. للأسف الشديد مصر تحتل المركز الأول في حوادث الطرق في العالم وحسب إحصاءات التعبئة العامة والإحصاء وصل عدد قتلي حواث الطرق إلي260 ألفا خلال العشر سنوات الأخيرة, وخلال العام الماضي وصل عدد قتلي الحوادث إلي6203, أما المصابون فقد اقتربوا من20 ألف مصاب, وحسب التقرير الصادر عن التعبئة والإحصاء فإن63.3% من الحوادث سببها العنصر البشري. العالم يتجه للمدن الذكية حيث التكنولوجيا والرفاهية وتطبيقات النانو, ونحن مازلنا نتحدث عن غباء سائقين وغياب الضمائر وفساد الرقيب والنتيجة ضحايا علي الطريق كل يوم.