ولايزال المسلسل مستمرا.. لاتزال الطرق المصرية تحصد أرواح العشرات من المواطنين الأبرياء يوميا.. يكاد لا يمر يوم واحد لا ونفاجأ بكارثة مروعة ينتج عنها قتلي وجرحي وخسائر اقتصادية فادحة.. أعلم جيدا ان هذه ليست المرة الأولي ولن تكون الأخيرة التي اتحدث فيها عن حوادث الطرق.. تلك الكارثة التي تؤدي إلي خسائر بشرية واقتصادية باهظة بل أصبحت ظاهرة تعد الأكثر رعبا لأنها تحتل المرتبة الثانية بعد الأمراض في أسباب الوفاة.. تلك المصيبة التي فشلت الحكومة في مواجهتها أو الوصول إلي أية حلول لها منذ سنوات طويلة. طريق أبوسمبل أسوان شهد في اليومين الماضيين كارثة مروعة راح ضحيتها هذه المرة 8 سائحين أمريكيين وأصيب 21 آخرون بعضهم في حالة خطيرة اثر حادث تصادم بين اتوبيس سياحي وسيارة نقل كانت تقف علي جانب الطريق. تلك الكارثة ما هي إلا حلقة جديدة من مسلسل حوادث الطرق.. فرغم تكرار تلك الحوادث التي تحصد ارواح العشرات من الأبرياء يوميا إلا ان المشكلة قائمة.. ورغم الندوات والمؤتمرات والتصريحات الحكومية إلا ان الظاهرة مستمرة.. الطرق السريعة تحولت إلي مصيدة للقتلي بالعشرات من الأبرياء يوميا واصبح من المألوف ان يشاهد المارة سيارات الاسعاف وهي تجوب الطرق ليل نهار إما لنقل قتلي أو جرحي أو الاسراع لانقاذ ما يمكن إنقاذه.. أصبح من المألوف ان نشاهد السيارات المهشمة علي الطرق وقد اصطبغ الاسفلت باللون الأحمر وتناثرت جثث واشلاء الأبرياء. ورغم ان الاحصائيات الرسمية لعام 2010 لم تعلن بعد الا انني اتوقع شخصيا زيادة نسبة حوادث الطرق عام 2010 عن العام الماضي 2009 فهذا العام شهد حوادث مروعة راح ضحيتها الآلاف من المواطنين البسطاء علي الطرق المختلفة ناهيك عن عشرات الألوف من المصابين. التقارير الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء أكدت ان معدلات حوادث الطرق في مصر في تزايد مستمر فقد بلغت عام 2009 اكثر من 22793 حادثة بزيادة 9.8% عن عام 2008 وأكدت التقارير ان العنصر البشري من أكثر العناصر تسببا في حوادث الطرق. ويمكن القول ان معدل ضحايا الحوادث في مصر يصل إلي ضعف المعدل العالمي المعروف وهناك دول فقيرة جدا سواء افريقية أو آسيوية ورغم ذلك فمعدل وفيات الطرق لديها أقل بكثير من مصر. التقارير الدولية تشير إلي أن مصر تعتبر الأولي عالميا في حوادث الطرق والقطارات وهذا أمر خطير للغاية يحتاج إلي تحرك سريع لوقف نزيف الاسفلت الذي يتدفق علي الطرق المصرية ويؤدي إلي مصرع المواطنين الأبرياء علي تلك الطرق ناهيك عن الخسائر الاقتصادية الباهظة.. أنا شخصيا لا أشعر بتحرك واضح من الحكومة لمواجهة تلك الكارثة.. فالتحرك الوحيد هو الاشراف علي نقل المصابين للمستشفيات!! أسباب كثيرة وراء زيادة نسبة حواث الطرق في مصر منها عدم تفعيل قانون المرور حيال السائقين المتهورين خاصة الذين يتعاطون المنبهات اثناء سيرهم بالطرق السريعة وانتشار المطبات الصناعية العشوائية وزيادة المنحنيات الخطيرة بطول الطرق ورغم ان الدراسات والندوات والمؤتمرات اشارت إلي أن الأسباب السابقة وراء زيادة نسبة الحوادث إلا ان حكومتنا الموقرة تقف عاجزة عن معالجة هذه العيوب والاخطاء لوقف نزيف الأسفلت الذي يتدفق يوميا علي الطرق المختلفة. ومن الأسباب المهمة الأخري وراء زيادة نسبة حوادث الطرق في مصر هي عدم تغليظ عقوبة القتل الخطأ علي السائقين المتهورين الذين يتسببون في تلك الحوادث. ويمكن القول ان الحادث المروع الذي تعرض له الفوج السياحي الأمريكي بطريق أبوسمبل اسوان ليس بغريب وجديد فقد سبقه العديد والعديد من الحوادث المروعة وراح ضحيتها العشرات من السائحين الأجانب علي الطرق المختلفة. ويمكن القول كذلك ان السيارات النقل والمقطورات وراء غالبية الحوادث التي تشهدها الطرق المصرية خاصة ان 30% من السائقين يتعاطون المنبهات حسب الاحصاءات الأخيرة والتي أكدت كذلك ان اكثر من 800 ألف شاحنة يضطر معظم سائقيها للقيادة أكثر من 10 ساعات متواصلة مما يدفعهم لتعاطي المنبهات التي تؤدي إلي قلة التركيز وبالتالي فقد السيطرة. اعتقد ان الحوادث المرورية التي يتعرض لها السياح الأجانب في مصر آخرها حادث أبوسمبل له دور كبير في عدم اقبال السياح لزيارة مصر خاصة ان العديد من الدول الأوروبية سبق ان حذرت رعاياها من سوء حالة الطرق المصرية. وداعا سعيد عبدالخالق الصحافة المصرية والعربية فقدت أمس الأول أحد رموزها المعروفين وهو الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ سعيد عبدالخالق رئيس تحرير صحيفة الوفد.. سعيد عبدالخالق كاتب معروف له باع طويل في الصحافة المصرية وخاصة الحزبية.. سعيد عبدالخالق نقابي بارز قدم الكثير والكثير من الخدمات النقابية للصحفيين خلال الدورة التي انتخب فيها عضوا بمجلس نقابة الصحفيين.. رحم الله الكاتب الصحفي الكبير سعيد عبدالخالق ولأسرته ولنا جميعا الصبر والسلوان.