تمر صناعة الدواجن في مصر بمرحلة حرجة أثرت علي كمية التداول وارتفاع الأسعار حيث يلغ سعر الكيلو13 جنيها في حين أنه كان وصل الي21 جنيها في كثير من الأحيان. وطالب القائمون علي الصناعة بإلغاء القرارات الخاطئة لبعض المسئولين في النظام السابق لصالح عدد محدود من المستوردين كزيادة رسم الحماية إلي40% وتوجيه الفائض لتنمية الصناعة وتثبيت الأسعار بما يسمح لمحدودي الدخل والفقراء بتناول الدجاج في ظل الارتفاع الجنوني لباقي السلع الغذائية إغلاق المجازر.. لصالح من؟ يقول عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية, وأن صناعة الدواجن تعاني تدهورا كبيرا وانعكس ذلك علي أسعارها بالأسواق حيث بدأ التدهور منذ عام2006 بشائعة إنفلونزا الطيور حتي صارت ذريعة لمحاربة الصناعة لصالح المستوردين وكان الكيلو يباع بخمسة جنيهات ونصف الجنيه أما الآن فقد بلغ سعر الكيلو14 جنيها نتيجة لغلق عدد كبير من المجازر بالمناطق السكنية والزام أصحابها بإعادة إقامتها خارج الكتل السكنية مع منع تداول الطيور الحية أو ذبحها في محلات البيع المنتشرة بالأحياء السكنية وبعد تنفيذ تلك القرارات قام محافظ القاهرة د/ عبد العظيم وزير بغلق10 مجازر منها لمدة18 شهرا دون إبلاغ الضرائب والتأمينات والكهرباء وغيرها مما حمل أصحابها أعباء فوق طاقتهم أما بخصوص الاستيراد فلم نطالب بإيقافه ولكن علي الأقل وضع مزيد من الضوابط لحماية الصناعة المصرية كما يحدث في كل بلدان العالم وذلك برفع رسم الحماية إلي40% بدلا من30% والتأكيد علي استيراد منتج غير نهائي( دجاج مجمد) وتوجيهه إلي استيراد السلالات الجيدة للكتاكيت إضافة إلي مستلزمات الإنتاج كالغذاء والعلف والأدوية مما يفتح المجال لإقامة المزارع ومصانع الأعلاف ومجازر ومنافذ بيع وسيارات نقل وغيرها من الأعمال التي يحتاجها المشروع.. أما ما يحدث الآن فهو احتكار لاستيراد الصويا والذرة الصفراء والجيلاتين وهي مجموعة محدودة تؤثر بالسلب علي أسعار المنتج النهائي وبالرغم من كل هذه المعوقات لدي خطة مشروع لإنتاج ملياري دجاجة سنويا تكفي للاستهلاك المحلي والتصدير. احتكار ويقول يحيي الشيخ عضو مجلس إدارة الشعبة بغرفة القاهرة التجارية إن هناك شركات معدودة تتحكم في تلك الصناعة الحيوية ومنها( الاتحاد الداجني والفا تريد وثري كوين والمهندسون المتحدون وابو عايشة بالدقهلية والوطنية والاهرام والواديوالقاهرة للدواجن) ويقوم أصحابها بالتعاون فيما بينهم للحد من ادخال أي مستورد جديد أما بخصوص انهيار صناعة الدواجن المحلية فلها عدة أسباب أهمها: تعنت محافظ القاهرة حيث رفض تخصيص قطعة أرض لإقامة مجزر متطور بعيدا عن الكتل السكنية وفي حالة استمرار التعنت سيبقي الحال علي ما هو عليه لأن كل المجازر القائمة متوافقة مع القوانين السابقة ومما يؤكد تعنت المحافظ ما حدث مؤخرا حين طلبت منه الشركة المصرية للمجازر تخصيص اماكن لاقامة منافذ للبيع واستجاب بتحويل الطلب إلي مهندسي الاحياء المختصين الذين قاموا بدورها بالنزول إلي الشارع وتخصيص الأماكن وتحديد مساحتها علي أن تقوم الإدارات الهندسية التابعة لتلك الأحياء ببناء المنافذ وبقيمة التكاليف التي تحددها وبعد بناء9 منافذ قام المحافظ بهدمها بحجة أن المساحة كبيرة مما أضاع علي الشركة210 آلاف جنيه. الأسعار خاضعة للسوق العالمية ومن جانبة أكد توفيق شلبي رئيس قطاع الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة عدم وجود اي نوع من الاحتكارات لتلك الصناعة ولم يتقدم أحد لاستيراد دجاج أو مستلزمات صناعته في مصر وتكون مطابقة للمواصفات إلا وتمت الموافقة عليها أنا بخصوص الأسعار فهي تخضع للأسواق العالمية ويحدث اختلاف في سعر الدجاج كل ساعة وتقوم وزارة الزراعة الآن بتحفيز المزارعين من أجل زراعة الذرة بأنواعها وكذلك فول الصويا لزيادة الانتاج وتوجيهه إلي مزارع الدجاج وتنمية صناعته ونتفق مع المزارعين علي سعر التوريد مع الإلتزام بالسعر المتفق عليه في حالة هبوطه عالميا ودفع الفارق إذا ما زاد السعر من خلال صندوق موازنه يتم إنشاؤه لتعويض الفلاحين. صناعة تجميعية كما يقول فريد استينو رئيس قسم الدواجن جامعة القاهرة سابقا أن صناعة الدواجن في مصر معتمدة فقط علي استيراد مكونات العلف والصويا والفيتامينات والأدوية واللقاحات وغيرها وبذلك تكون صناعة تجميعية وبالرغم من ذلك فلا مانع طالما انها توفر فرص عمل للشباب أماإذا اعتمدنا علي استيراد الدجاج المبرد والمذبوح بالدول المصدرة فسوف نقضي علي صناعتنا في الوقت الذي نسعي فيه إلي تمصير الصناعة بنسبة100% والمشكلة في مساحة الأرض المزروعة وهي3% فقط والتي تنتهك ويبني عليها بالإضافة إلي مشكلة مياه النيل والأبار مما يجبرنا علي قبول سياسة الاستيراد ويجب أن تكون لدورة حياة الدجاجة كاملة وعدم الانسياق خلف مستوردي الدجاج المجمد. الصويا أفضل غذاء كما يقول حسني سند أستاذ المحاصيل بزراعة عين شمس اننا بحاجة إلي انشاء مزارع مطابقة للمواصفات وفقا للقوانين الصادرة بعد أزمة انفلونزا الطيور علما بأنه يجب التوسع في زراعة الأعلاف وفول الصويا لأن الأخير يعد أفضل غذاء للدواجن لاحتوائه علي45% بروتين نباتي جيد ولكن المشكلة في كونه من المحاصيل الصيفية وليس له مكان في الدورة الزراعية حيث يزرع القطن والأرز في نفس التوقيت والحل يكمن في الاتجاه لزراعة الأراضي الصحراوية المستصلحة حديثا وفي حالة نجاح التجربة يؤدي ذلك إلي التسمين الجيد للدواجن بعيدا عن الطرق الكيماوية الضارة بصحة التربة والإنسان وهذا ما نادي به مشروع الوادي للدكتور فاروق الباز ومن جانبنا نحن كخبراء زراعة لدينا آلاف الأبحاث ورسائل الدكتوراه لخدمة هذا المجال. ضياع العملة الصعبة وعلي الجانب الاقتصادي تقول يمن الحماقي رئيس قسم الاقتصاد جامعة عين شمس أن هذه الصناعة غير منظمة وعليها الكثير من علامات الاستفهام وخاصة في مسألة احتكار الاستيراد فهناك عدد معين يتحكم في استيراد الأعلاف والأدوية والدجاج من الخارج في حين أن مصر كان لديها اكتفاء ذاتي حتي عام2006 باستثمارات تصل إلي12 مليار جنيه لذلك يجب اعادة هيكلة شاملة لفتح فرص عمل بداية من الريفيات وحتي صغار رجال الأعمال مع تقديم الرعاية البيطرية المجانية وتفعيل دور الجمعيات الأهلية ودعم صندوق تنمية المرأة الريفية والأهم من ذلك دعم الأبحاث العلمية التي تخدم هذا المجال من اجل صناعة الأمصال بدلا من استيرادها لصالح بعض المستوردين وضياع العملة الصعبة في شراء اشياء يمكن صناعتها في مصر وخاصة في ظل العجز المتوقع في الميزان التجاري.