عالم من زمن آخر هذا ما تشعر به بمجرد أن تطأ قدماك إحدي محلات الأنتيكات بشارع المعز لدين الله الفاطمي التي يرجع تاريخ تأسيسها لعام1888 والمتخصصة في جمع الأنتيكات التي تجذب كل عين وتوارثتها أجيال العائلة. ومن بين القطع التي قد لا تجد لها مثيلا الكاميرا البوكس أول كاميرا تم تصنيعها والتي يرجع تاريخها ما بين عام1830 و1840, والكاميرا التي تعمل بالشمع, وتم تصنيعها عام1915, كذلك أول تليفون استخدمه الممثل الشهير شارلي شابلن وتم صناعته في انجلترا ولذلك سمي تليفون تشارلي, وأول جرامافون دخل مصر عام1915 يعمل بالمنافلة ومدون عليه هيز ماسترز فويس, بالإضافة إلي الآلة الكتابة الألماني الحاملة لماركة نجار والتي صنعت خصيصا لمصر للكتابة باللغة العربية وليس أي لغة أخري, أول لوحة دعاية لشركة المشروبات الغازية كوكاكولا, المكواة الرجل, الراديو القديم, علامة البريد المصري القديم والعديد من القطع التي ترمز إلي مراحل متعددة بتاريخ مصر ولا تقدر بثمن. أشار خالد زكي مالك المحل إلي انه حصل علي هذه القطع من عدة أماكن مثل المزادات المتخصصة في بيعها, وأصحاب المنازل القديمة الذين يعرضون مقتنياتهم القديمة للبيع, وذلك بسبب خبرته الواسعة في هذا المجال موضحا انه يشم رائحة القطع القديمة ويمكنه التمييز بين القطعة الأصلية والتقليد. وأضاف أيضا أن هذه المهنة أصبحت تعاني العديد من الصعوبات خاصة من بعد ثورة25 يناير وتدهور الأحوال الاقتصادية للبلاد وكذلك تدهور حركة السياحة التي أثرت كثيرا علي حركة البيع لأن الأجانب يعتبروا هم العمود الأساسي للمكسب في هذه المهنة فهم من يحرصون علي اقتناء هذه القطع في الوقت الذي أصبح فيه اهتمام المصريين موجه لتوفير الطعام والشراب وسبل الحياة المختلفة فلا وقت ولا مال لديهم لشراء هذه المقتنيات ولهذه الأسباب ابعد أولاده عن هذا المجال وتركهم يكملون تعليمهم ليختاروا المهنة التي يريدون أن يمارسوها.