لاحظ مواطنو الإسماعيلية تزايد ظاهرة التسول بكثرة بالمحافظة خاصة في العشر الأواخر من رمضان وقبل إخراج زكاة الفطر حيث يتكدس الأطفال وكبار السن القادمين من المناطق الريفية والمحافظات المجاورة وتحديدا الشرقية في الشوارع والميادين يلاحقون المارة للحصول علي الحسنة التي لا يستحقونها بعد أن أدمنوا الشحاتة التي صارت بالنسبة لهم مصدر لتحقيق الكسب المادي بسهولة ويختفي بين هؤلاء أرباب السوابق. يقول أحمد عبد المنعم موظف أن ظاهرة التسول أصبحت مرض مزمن لدي بعض الأشخاص الذين اعتادوا علي جمع المال بسهولة شديدة دون العمل وكسب رزقهم بعرق جبينهم ونجد الشحاتين قبل إخراج زكاة عيد الفطر ينتشرون في الشوارع والميادين بأعداد كبيرة للغاية البعض منهم يفضل الوقوف أمام البنوك ومحال السوبر ماركت يراقب المترددين عليهم وعند خروجهم تبدأ المطاردة بالاستعطاف بكلمات رقيقة تصل لحد ممارسة الضغط لإجبار المواطنين علي منحهم العطايا بطريقة مستفزة للغاية ويندس بين المتسولين اللصوص الذين يغافلون ضحاياهم ويقوموا بسرقة متعلقاتهم الشخصية بعد الاقتراب منهم بحجة الحصول علي المال عن طريق التسول. ويضيف عمر سرور بالمعاش أن تدهور العلاقات الأسرية التي تنتهي بانفصال الأزواج عن بعضهم البعض في المناطق الفقيرة يترتب عليه خروج أبنائهم إلي الشوارع للشحاذة ليدفعوا ثمن الإهمال الاجتماعي الذي تعرضوا له غاليا ويتحولوا عندما يدخلوا مرحلة المراهقة لعناصر إجرامية تستخدم في السرقات والاتجار بالمخدرات وممارسة الأعمال المنافية للآداب ويجب أن تتضافر كافة الأجهزة المعنية بالدولة وفي مقدمتها منظمات المجتمع المدني ورجال الدين للقضاء علي التسول حتي نحافظ علي النشء الصغير وإعداده بشكل لائق لكي يعتمد علي نفسه مستقبلا عندما يكبر ويكسب قوت يومه بعرق جبينه. ويشير علاء إبراهيم محاسب إلي أن محترفي الشحاذة يظهروا في العشر الأواخر من رمضان في محيط الإشارات المرورية بالميادين المهمة بمدينة الإسماعيلية أمام كوبري الثلاثيني وعثمان أحمد عثمان والممر وإبراهيم سلامة ومجمع المحاكم يستدروا عطف قائدي السيارات لابتزازهم ماليا لدرجة تصل لسرقتهم بنظام المغافلة فضلا عن اتباع وسائل أخري تتمثل في حمل علب المناديل والليمون والكتيبات الإسلامية بإسلوب يجبر المواطنين علي منحهم العطايا للهروب من ملاحقتهم المستمرة لهم. ويوضح محمد عامر سائق أن المواطنين لا بد أن يأخذوا حذرهم من المتسولين الذين لا يستحقوا الإحسان علي الإطلاق لأنهم يظهروا في أشكال متعددة لاستدرار العطف نحوهم البعض منهم يلجأ للذهاب للمساجد وبعد انتهاء الصلاة يقف ويتحدث بنبرات حزينة للمصلين احتياجه لاستكمال علاجه من مرض مستعصي له أو نجله وزوجنه وهؤلاء كاذبون وآخرون يجلسوا علي كرسي طبي متحرك وهم أصحاء فضلا عن اظهار أخرين لعاهاتهم الجسدية رجالا كانوا أم سيدات في أسلوب يتكرر من مكان لأخر ويتطلب وقفة جادة للقضاء عليه لتشويهه صورة المجتمع المصري أمام الوافدين الأجانب من خارج البلاد للسياحة. ويؤكد هلي قطب تاجر أن تفشي ظاهرة التسول في العشر الأواخر من رمضان ترجع لغياب الوعي لدي المواطنين الذين دائما ما ينخدعوا في طريقة وأسلوب من يطلب المال علي خلفية تعرضه لظروف اجتماعية سيئة تحول دون سداد ديون تراكمت عليه وحاجته لإطعام أبنائه وغيرها من أساليب واهية ولابد للمؤسسات الخيرية المنتشرة في مختلف المراكز والمدن أن تقوم بدورها التنويري لحث العامة من الناس الامتناع عن تقديم الهبات المالية للشحاذين وأن يوجهوها لصالحهم لأنهم قادرون علي توزيعها في مكانها الصحيح تحت إشراف الأجهزة الرقابية. ويتابع ناصر عبد الفتاح مهندس أن التسول وراءه دائما تدني الحالة الاقتصادية لدي بعض فئات المجتمع الذين يضطروا لأسلوب الشحاذة بطرق تعتمد علي تحريك الناحية الإنسانية في نفوس المواطنين وغالبيتهم القادمين من المناطق الريفية ومحافظة الشرقية وينتشروا بكثرة قبل حلول عيد الفطر المبارك. ومن جانبه, قال العقيد وائل زكي رئيس إدارة مباحث الآداب العامة بمديرية أمن الإسماعيلية نواجه معاناة شديدة من المواطنين أثناء ملاحقتنا للمتسولين في الشوارع والميادين حيث نفاجأ بتجمعهم حولنا عند إلقاء القبض عليهم لحثنا علي إطلاق سراحهم. وأضاف أن المتسولين يظهرون بكثرة قادمين من الأرياف والمحافظات المجاورة مع اقتراب حلول عيد الفطر للحصول علي الزكاة من المواطنين دون وجه حق وطرقهم متعددة في استدرار العطف وألقيت القبض علي أحدهم ووجدت بحوزته7 آلاف جنيه محتفظا بها في جيبه. وأشار رئيس إدارة مباحث الآداب العامة بمديرية أمن الإسماعيلية إلي أنه تم ضبط عامل زراعي من الحسينية شرقية يتسول ووجد بحوزته فيزا لأحد البنوك وإيصالات توريد يومية بمبالغ ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جنيه فضلا عن أوراق نقدية وعملات أجنبية والغريب في الأمر أن لديه بطاقة تضامن اجتماعي ومعاش. وأوضح أن المتسولين هذا العام يمتلكون هواتف محمولة ذكية ذات الطراز الحديث يتحدثوا عن طريقها مع بعضهم البعض ويتابعون الأخبار علي مواقع التواصل الاجتماعي فضلا عن استخدامها للتواصل مع بعضهم البعض لمعرفة المناطق المزدحمة للتوجه إليها فورا للحصول علي الهبات المالية أو السلع الغذائية.